“الفتات”.. فطور النازحين في مخيمات رفح والأسر تصرخ من الجوع والغلاء (فيديو)

في العراء وتحت جنح الظلام، ومراقبة مسيّرات الاحتلال، والموت يتربص بهم في كل مكان، تتجمع آلاف الأسر النازحة من شمالي قطاع غزة أمام خيامها المهترئة يوميا خلال شهر رمضان، لتناول ما تطاله أيديهم من قليل الطعام أو الفتات، بعد يوم طويل وشاق من الصيام.

ومخيم الشعوت جنوب مدينة رفح بالقرب من الحدود المصرية، لم يكن أفضل حالا، فالعائلات أقامت إفطارها أمام الخيام العشوائية، ولسان حالهم يشتكي العوز والجوع والتشرد والغلاء، مع اشتداد أزمة نقص الغذاء في عموم القطاع.

أسرة نضال ترى نفسها من المحظوظين في هذه الليلة، إذ استطاعت الحصول على إفطار وصفته بأنه “وجبة دسمة جدا” في عرف سكان مدينة رفح، مكون من القليل من البطاطا وحفنة أرز وحبة طماطم واحدة.

وردّا على سؤال لمراسل الجزيرة مباشر عن تكلفة هذه الوجبة، أجاب الأب “غلاء فاحش وجشع التجار، فهذه الوجبة كلفتني أضعاف الأسعار قبل الحرب، طبق البطاطا والأرز بـ40 شيكل، وحبة طماطم بدولار، والبصلة بدولار”.

ومضى الأب المكلوم يقول بحسرة “نفسي في اللحمة وأي حلويات، والعيال محرومة”.

وتساعد الطفلة حلا (14 عاما) أمها، وترعى إخوتها الصغار، وتُحضّر الطعام للأسرة، بدلا من أن تكون في المدرسة أو بين صديقاتها تستمتع بطفولتها.

وكان رمضان هذا العام حزينا بالنسبة للفتاة الصغيرة لأنها فقدت أفرادا من العائلة في الحرب، لكنها بتفاؤل ويقين بالله وفرجه القريب قالت “رغم الظروف، أنا حريصة على أن أختم القرآن أكثر من مرة قبل نهاية شهر رمضان”.

أسرة نضال لم تغب عنها روح الدعابة لتهوين مرارة العيش، ومن رحم المعاناة راحوا يرددون أبيات شعرية ارتجالية من تأليفهم، عن حرمانهم مما لذ وطاب من الطعام والشراب، بكلمات غلب عليها عبارة “فيشي شي”، من وحي كثرة ترديدها خلال أشهر الحرب.

وقالت الطفلة الصغرى للجزيرة مباشر بلسان فصيح وبلباقة الكبار “الوضع في القطاع كثير صعب، ولا يوجد أمان في غزة، والموت يلاحقنا في كل مكان”. وترحمت على أطفال غزة قائلة “أنا حزينة على أطفال غزة، والله يرحم من استشهدوا”.

وأشاد نضال بدور زوجته في رعاية أولادهما ومتابعة شرح المناهج التعليمية لهم من الكتب الدراسية التي استطاعوا جمعها من بين الأنقاض.

وختم لقاءه مع الجزيرة مباشر متألما “إحنا منسيين، وحسبنا الله نعم الوكيل في كل من خذلنا وتكالب علينا”.

أسرة أخرى نازحة من حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، شرحت لكاميرا الجزيرة مباشر حجم المعاناة اليومية من أجل البقاء، واشتكى رب الأسرة من ضيق العيش وعدم الإحساس بأجواء رمضان وعبادة الله خلال الشهر الفضيل، وقد جلس أمام خيمته هو وأولاده يتكالبون على معلبات صغيرة من الفول والتونة لكسر صيامهم.

مئات الآلاف من النازحين يتكدسون في مخيمات رفح العشوائية، ويعانون منذ أكثر من 5 أشهر ارتفاعا هائلا للأسعار وشح المواد التموينية في المحافظة، وسط تحذيرات أممية من تفشي الجوع في القطاع، حيث يعيش 2.2 مليون شخص وسط حصار شديد تفرضه إسرائيل مع هجومها العسكري الشامل.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان