عبر الأرقام.. قد تصبح “بيكاسو” حتى وإن كنت لا تجيد الرسم
مشروع “يو بينت” يعمل عن طريق “سوفت وير” مرتبط بالذكاء الاصطناعي
ضمت “قمة الويب قطر 2024” بين جنباتها مشاريع وأفكارا خلّاقة،كلما غمرك الانبهار بإحداها تجد الدهشة تأخذك نحو فكرة أخرى، وفي هذه النسخة التقت الجزيرة مباشر شابًا يقف في زاويته وبجانبه لوحة فنية، بدا غريبًا وسط هذا الزحام الرقمي، ما حدانا للتساؤل أهو رسّام جاء ليضفي بريشته ألوانًا على المكان الذي يعبق برائحة التكنولوجيا؟
لم تَطُل بنا الحيرة، إذ قاطع صاحبُ اللوحة همسنا وابتدرنا بالحديث مبتسما “لستُ رساما، أنا مهندس”. لكن هل تحوّل الشاب من رسم الخرائط والمباني إلى رسم الوجوه والأشخاص؟ وماذا جاء به إلى هذه القمة؟
أجابنا محمد عباس صاحب فكرة مشروع (يو بينت)، إنه منذ عامين حاول أن يهدي زوجته رسمًا يعبّر فيه عن محبّته لها لكن النتيجة كانت كارثية!! الأمر الذي دفعه للتفكير في هذا المشروع ومن ثم إطلاقه.
الرسم بالأرقام
“يو بينت” هو موقع يُمَكِّنك من صنع أي عمل فني دون أن تكون رسامًا، لا يشترط أن تمتلك الموهبة ولا الحس الإبداعي، يكفي فقط أن تتبع تلك النقاط والأرقام لتحظى بتحفتك الفنية.
لم يكن الرسم يومًا بهذه السهولة، فدونما خبرة يمكنك أن تنشئ عملًا فنيًا رائعًا بكل تفاصيله التي قد تبدو معقّدة، عبر الموقع الذي يعمل عن طريق “سوفت وير” مرتبط بالذكاء الاصطناعي.
فقط ببساطة، قم بتحميل صورتك الشخصية أو أي صورة تختارها، ثم احصل على مجموعتك الخاصة من “يو بينت” والتي تشمل ألوان طلاء أكريليك بأرقام، وفرش بأحجام مختلفة، ولوحة قماشية ذات مناطق مرقمة.
اختر رقمًا، افتح علبة طلاء الأكريليك، وقم بطلاء المناطق المرقّمة بالرقم المطابق على القماش، انتقل من لون إلى آخر حتى تنهي تلوين لوحتك التي يمكنك مشاركتها مع الآخرين أو إهداءها لشخص مميز في حياتك.
مزايا نوعية
“يو بينت” موقع يمثّل أيضا خيارًا رائعًا للأشخاص الذين يبحثون عن متنفس، ويريدون ممارسة هواية جديدة تبعث على الاسترخاء، وتسهم في تحررهم من التوتر، كما أنه يقدم بديلًا مناسبًا لفك ارتباط الأطفال بالألعاب الرقمية، ويفتح لهم آفاقًا للإبداع، ويعمل على تنمية مخيلاتهم، وصقل مواهبهم.
من الصفر إلى الملايين
استرسل عباس مُطلِق مشروع “يو بينت” في حديثه قائلًا إنه بدأ الشركة الناشئة من الصفر رفقة صديقه، والآن أصبحت قيمتها السوقية 3 ملايين دولار، وبها أكثر من 6000 عميل من داخل لبنان والعالم العربي، مشيرًا إلى تطلعاتهم لاكتساح الأسواق العالمية.
وكانت قمة الويب التي انعقدت في قطر ما بين 29/26 من فبراير/شباط الماضي قد كشفت عن العديد من الشركات الناشئة التي أصبحت بنموها السريع، وربحيتها العالية في فترات وجيزة، تشكل جزءًا مهمًّا من الاقتصاد المعاصر.
وقد استقطبت هذه النسخة مشاركين من 118 دولة، وما يزيد على 1000 شركة ناشئة منها 200 شركة إفريقية، وهو ما يمثل رقمًا قياسيًّا غير مسبوق في تاريخ انعقادها.