ما هو “مشروع إسرائيل الوطني؟” المفكر والسياسي الأمريكي نورمان فينكلشتاين يجيب (فيديو)
قال المفكر والسياسي الأمريكي نورمان فينكلشتاين إن أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول شكلت نقطة تحول عميقة في المجتمع الإسرائيلي، وإن حجم الخسائر التي تلقتها إسرائيل في ذلك اليوم أسهم في بناء “مشروع وطني جديد يوحد جميع أطياف المجتمع السياسي والمدني”.
وأضاف فينكلشتاين في لقاء مع (المسائية) على قناة الجزيرة مباشر، السبت، أن هذا المشروع الإسرائيلي يقوم على تحقيق ثلاثة أهداف مركزية.
أهداف “مشروع إسرائيل الوطني”
- أولا: التطهير العرقي لغزة والسعي لترحيل سكان غزة إلى سيناء المصرية بدعم وتنسيق مع الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
وقال فينكلشتاين إنه بعد 6 أشهر من الحرب المفتوحة في جميع المناطق في غزة، فشلت إسرائيل في تحقيق هذا الهدف بسبب صمود المقاومة.
وأضاف “صحيح أن 70% من البنية التحية في غزة دُمرت بالكامل، لكن إسرائيل عجزت عن تحقيق العناصر الكاملة لهذا الهدف”.
- ثانيا: جعل قطاع غزة منطقة جغرافية غير قابلة للحياة.
وقال فينكلشتاين إن كبار المستشارين السياسيين في إسرائيل طالبوا حكومة بنيامين نتنياهو باعتماد خطة تقوم على وضع الغزيين بين خياري المجاعة حتى الموت أو النزوح القسري.
وأضاف أن إسرائيل حققت نصف هذا الهدف، وأن “محافظات القطاع من الشمال حتى الجنوب تحولت إلى غابة من الخراب”.
وتابع أنه بعد 6 أشهر يمكن القول إن إسرائيل نجحت في تحقيق هدف التجويع حتى الموت لكنها لم تتمكن من إنجازه كليا بدليل أن أعدادا كبيرة من الفلسطينيين لا يزالون يقاومون بأشكال مختلفة للبقاء ولو من مناطق نزوح.
- ثالثا: إبادة شعب غزة.
وبخصوص هذا الهدف، قال فينكلشتاين إن إسرائيل “حققت ما كان يمكنها أن تحققه مع القيود التي واجهتها والمتعلقة بالقيود الدولية ممثلة في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومحكمة العدل الدولية والإدارة الأمريكية وإن بصورة جزئية”.
وأضاف أن إسرائيل كانت تأمل أن تكون لها يد مطلقة للقيام بإبادة الشعب الفلسطيني في غزة لكنها مُنعت من تحقيق هذه الإبادة.
وأوضح فينكلشتاين أن حصيلة هذا “المشروع الوطني الإسرائيلي” بأهدافه الثلاثة لا يقتصر بالضرورة على التيار اليميني المتطرف في إسرائيل بل هو “مشروع وطني يوحد جميع الأطياف السياسية والمدنية في إسرائيل”.
واستشهد فينكلشتاين بآخر استطلاعات الرأي التي كشفت أن 90% من اليهود الإسرائيليين يؤمنون بأن دولة إسرائيل ملزمة بالقضاء عسكريا على غزة لتحقيق النبوءة التلمودية وبناء دولة إسرائيل الكبرى، في حين أن 40% منهم قالوا إن إسرائيل لم تستعمل بعد القوة العسكرية الكافية لحسم المعركة في غزة.
وخلص المفكر والسياسي الأمريكي إلى القول إن هذا المشروع الإسرائيلي الجديد جرى التحضير له منذ عام 2016، عندما أجمع الطيف السياسي الإسرائيلي على أنه “لا يمكن الاستمرار في حروب الاستنزاف في غزة إلى ما لا نهاية، ويجب القضاء كليا على جميع أشكال المقاومة في القطاع”، على حد وصفه.