في العراء بلا مأوى ولا طعام.. سودانيات يفترشن رمال الصحراء مع أطفالهن (فيديو)

أدى القتال المندلع في السودان منذ 15 نيسان/إبريل الماضي، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المتأزمة أصلا.
وحذرت منظمات أممية ودولية من تدهور الأوضاع المعيشية بالبلاد، التي كانت متأزمة أصلا في ظل أزمات سياسية واقتصادية عصفت بالبلاد خلال السنوات الأخيرة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsنداء للداعمين بمنح أولوية للمناطق المنكوبة في الفاشر
رئيس البعثة الأممية لتقصي الحقائق بالسودان: استهداف المدنيين سياسة منظمة ومتعمدة من قبل قوات الدعم السريع (فيديو)
السودان.. الموافقة على إقامة قواعد إمداد أممية حول الفاشر
“مأوى تحت الشمس الحارقة”
وبيّن مقطع فيديو حصلت عليه الجزيرة مباشر، أوضاعا إنسانية كارثية يعيشها نازحون من إقليم دارفور، على الحدود السودانية التشادية، تحت الشمس الحارقة دون خيمة أو طعام.
وقالت لاجئة من دارفور وهي تجلس تحت ملاءة سرير مع أطفالها السبعة، إنها لم تجد ما تستظل به وسط الشمس الحارقة في الصحراء على الحدود التشادية، ولم تجد طعاما ولا ماء.
وفي مكان غير بعيد منها، جلست أم مع أسرتها تحت ظل سيارة متوقفة لتقيها أشعة الشمس، ومع دموع الوالدة المنهمرة تفرق أفراد الأسرة في المكان في محاولة للبحث عن ظل يقيهم حرارة الشمس في انتظار توزيع الطعام عليهم.
“معاناة.. وحرب”
وفاقمت الحرب التي يخوضها الطرفان المتنازعان على السلطة في البلاد إلى تدهور مريع لحياة المدنيين وسط القتال وانعدام المأوى والغذاء وانقطاع المياه والكهرباء، وأخيرا انقطاع الاتصالات.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة في جلسة لمجلس الأمن من أن “هناك الآن خطر جدي من أن الصراع يمكن أن يشعل عدم استقرار له أبعاد مأساوية على المنطقة، من الساحل إلى القرن الإفريقي والبحر الأحمر”.
كما حذر برنامج الأغذية العالمي من أن الحرب الدائرة في السودان منذ نحو 11 شهرا قد تخلّف أكبر أزمة جوع في العالم في بلد يشهد حاليًّا أكبر أزمة نزوح على المستوى الدولي.
وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين إن المعارك التي أوقعت آلاف القتلى وأدت إلى نزوح نحو 8 ملايين شخص “تهدد حياة الملايين كما تهدد السلام والاستقرار في المنطقة بكاملها”.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن إقليم دارفور شهد أكبر أزمة جوع في العالم قبل عشرين عاما، وقالت إن العالم “وحّد جهوده آنذاك لمواجهتها ولكن السودانيين منسيون اليوم”.
وأكدت مديرة برنامج الأغذية العالمي أنه ما لم يتوقف العنف فقد تخلّف الحرب في السودان أكبر أزمة جوع في العالم، ووفق برنامج الأغذية فإن “أقل من 5% من السودانيين يستطيعون أن يوفروا لأنفسهم وجبة كاملة” في الوقت الراهن.