عامل مقبرة في غزة: دفنت عائلات بأكملها وأطفالا بالمئات (فيديو)
روى عامل مقبرة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة مآسي للجزيرة مباشر من المشاهد التي عايشها ولا يزال منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع قبل أكثر من 6 أشهر.
وقال الشيخ إحسان الناطور إنه يعمل في مقبرة تل السلطان بمدينة رفح الفلسطينية منذ 10 سنوات إلا أن الأشهر الستة الأخيرة كانت أسوأ مدة في حياته طوال 60 عاما.
اقرأ أيضا
list of 4 items“تبديل ملابسها سلخ لجلدها”.. مرض نادر يهدد حياة الطفلة مريم أبو هلال في غزة (فيديو)
تفاصيل مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة 18 في معركة مع المقاومة بجباليا
حماس تستنكر ملاحقة أجهزة السلطة للمقاومين في الضفة
وأضاف: “أبلغ من العمر 60 عاما لكن الأشهر الستة الأخيرة هي أسوأ فترة في حياتي بسبب ما أراه. ندفن عشرات الشهداء في كل وقت سواء بالنهار أو الليل، ووضعت بيدي في قبور عائلات كاملة وأطفالًا بأعداد كبيرة معًا”، مشيرًا إلى أن عائلات عديدة سقطت من السجل المدني.
وقال إحسان: “كنا ندفن عشرات الأطفال مرة واحدة وفي إحدى المرات دفنا أكثر من 13 طفلًا، بعضهم كان يأتي جثته متقطعة ولا نستطيع التعرف عليه، فنضطر إلى تسجيلهم مجهولين”.
وأردف: “هذه الأمور أثرت علينا نفسيا كعاملين في مقبرة تل السلطان، وأصبحنا ندفن في كل قبر أكثر من 100 شهيد”.
مقابر مكتظة بالشهداء
وقال إحسان للجزيرة مباشر: “قبل الحرب كانت هذه المقبرة يأتي إليها في اليوم ميت واحد أو اثنان وفي أيام كثيرة لا ندفن أي أحد، لكن بعد 7 أكتوبر الوضع تغير كثيرا وما كان أحد يتوقع هذا الكم من الشهداء”.
وأكد أن “هذه المقبرة أصبح فيها موتى من كل أنحاء غزة من شمالها ووسطها بسبب النزوح”، متابعا: “أيام الحرب لا يتحملها إنسان ولا حيوان. مرت علينا أيام دفنا فيها أكثر من 30 شهيدا والأسماء كلها موثقة”.
واشتكى إحسان من نقص القبور مع زيادة عدد الشهداء، بسبب نقص مواد البناء، وقال: “نمر بظروف صعبة جدا وقاسية والآن بدأنا نحفر قبورا جديدة رغم نقص مواد البناء من الإسمنت والحديد وكل المقابر الجديدة يتحمل تكلفتها أصحاب الخير”.