دراسة الإسعاف كانت سببًا لاعتقالها.. ياسمين أبو سرور تتعرض للتعذيب داخل سجون الاحتلال
روت والدة الأسيرة ياسمين أبو سرور، ملابسات اعتقالها على أيدي جنود الاحتلال الإسرائيلي في مخيم عايدة للاجئين جنوبي الضفة الغربية.
وقالت الأم في مقابلة مع الجزيرة مباشر “واحدة من المجندات أمسكت بياسمين من شعرها، شعرها طويل جدًا، ولفت شعرها ثم تعمدت إسقاطها من أعلى الدرج وصولًا لأسفله، فتأذى جسدها بالكامل وظهرت عليه كدمات ورضوض وسالت الدماء من قدميها، كما تم ضربها على رأسها بقوة وفقدت وعيها وسالت الدماء من أذنيها وأنفها، وقالوا لها أنتِ تتعلمين الإسعاف وتعليمك للإسعاف هو خطر، وهذا نوع من الإرهاب”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsفهمي هويدي يتحدث للجزيرة مباشر عن طوفان الأقصى والتطبيع وإيران (فيديو)
السودان يكشف موقفه من استقبال السنوار وقادة حماس
مع ذكرى 7 أكتوبر.. مظلات شراعية تثير ذعر سكان شمالي إسرائيل
ووصلت أخبار ياسمين لوالدتها فدوى أبو سرور عن طريق فيديو مسجل للمحامي الحيفاوي حسن عبادي، بعد زيارته الأولى والأخيرة للأسيرة ياسمين في سجن الدامون في السابع من يناير/كانون الثاني الماضي، ونشرته المؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين.
وقابلت الجزيرة مباشر الوالدة فدوى أبو سرور، التي استقبلت هذه الأخبار المفجعة بالدموع والحسرة، بعد سماعها تفاصيل تعرض ابنتها للتعذيب داخل سجون الاحتلال بعد اعتقالها في السادس والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي.
وكشفت فدوى للجزيرة مباشر، أن ياسمين لم يكن لديها أي نشاطات تستدعي اعتقالها، وأنها فقط كانت تلتحق بدورات إسعاف، وأن هذا كان عامها الأخير للتخرج، وعندما سألت الضابط في لحظة اعتقالها من البيت عن أسباب اعتقالها، قال لها “لأنك تعملين بالإسعاف ونعلم أن أمك أيضا تتعلم الإسعاف”.
“هاي حبسة زيادة يما مش قادرين ينفشوا -أن يشفوا غليلهم- على يلي شافوه من غزة، لو أنتو شاطرين مش تيجو هان روحو غاد”. كانت هذه كلمات ياسمين الأخيرة لوالدتها محاولةً طمأنتها أنه لا يوجد أسباب لاعتقالها، وإنما فقط لزيادة عدد الأسيرات داخل سجون الاحتلال.
وحول ظروف اعتقال ياسمين الأخير الذي كان في شتاء بارد، قالت فدوى “داهمت قوات الاحتلال منزلنا بطريقة وحشية، دمروا محتويات المنزل وحققوا ميدانيًا مع ياسمين بكل الشتائم البذيئة، وعندما اعتقلوها قلت لها “الله معك يمّا” فردّ عليّ أحد الجنود وقال “مين الله تاعك” وقلت له “الله الذي خلقني وخلقك”، وعاودت تكرار كلامي لياسمين “الله معك يمّا حسبنا الله ونعم الوكيل”.
ولم تكتف قوات الاحتلال باعتقال ياسمين فحسب، بل صادرت مبلغ 6 الآف شيكل كانت قد خصصتها العائلة لعلاج والد ياسمين، الذي كان يُعالج حينها من جلطة دماغية أولى، وبعد اعتقالها أصيب بجلطة دماغية ثانية أفقدته القدرة على الكلام بوضوح.
وحاولت ياسمين أن تطلب من الجنود إرجاع المبلغ إلى والديها، لكنهم رفضوا، فطلبت أن تودع والديها فلم يسمحوا لها سوى بتقبيل أمها فقط دون والدها، كما حاولت والدتها أن تلبسها معطفًا نظرًا لظروف الطقس الباردة حينها، ولكن منعها جنود الاحتلال من ذلك.
يذكر أن هناك شقيقين لياسمين داخل سجون الاحتلال ولا تعلم العائلة أي أخبار عنهما أيضًا، لتبقى الأم فدوى والأب عبد الرحمن وحدهما على مائدة الإفطار في شهر رمضان المبارك، وحول أمنياتنا بلم شملها مع أبنائها مع اقتراب عيد الفطر المبارك، قالت فدوى “أنا لا أعرف العيد، العيد عيد الله لكن في كل مرة يأتي العيد تكون عائلتي مشتتة وأحد أفرادها داخل السجون وفي حالات نادرة كنا نجتمع، أبنائي عرفة وعايد كل مرة يتم اعتقالهما قبل العيد أو بعد العيد، ولكن رغم كل ما يفعله الاحتلال بنا إلا أننا صابرين في أرضنا”.
وتعرضت ياسمين للاعتقال الإداري مسبقًا أربع مرات، قبل اعتقالها الأخير هذا، وكانت تقضي شهورًا في الأسر ثم يفرج عنها ويُعاد اعتقالها بعد أشهر أو سنوات قصيرة، مما حرمها فرصة الدراسة الجامعية لذلك كانت تلتحق في دورات إسعاف، وكانت هذه السنة الأخيرة لتنهي مراحل الدورة.