من وعد بلفور إلى الطوفان.. أبرز المحطات التاريخية للقضية الفلسطينية في ذكرى النكبة
النكبة مصطلح يرمز إلى التهجير القسري الجماعي عام 1948 لأكثر من 750 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم

يُحيي الفلسطينيون في 15 من مايو/أيار من كل عام ذكرى النكبة، وهو اليوم الذي قامت فيه المليشيات والعصابات الصهيونية بطرد وتشريد أكثر من 750 ألف فلسطيني قسرًا من منازلهم وإعلان قيام ما بات يُعرف بـ”دولة إسرائيل” عام 1948، فيما يلي جرد لأهم وأبرز محطات النكبة منذ عام 1917:
1917: وعد بلفور “من لا يملك لمن لا يستحق”
يشير وعد أو تصريح بلفور إلى الرسالة التي أرسلها وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 من نوفمبر/تشرين الثاني 1917 لإعلان دعم وتأسيس “وطن قومي للشعب اليهودي” في فلسطين، التي كانت منطقة عثمانية ذات أقلية يهودية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsنعيم قاسم: حزب الله جاهز لمنع تهجير الفلسطينيين (فيديو)
دعا الجيش اللبناني لتنفيذ المهمة.. نتنياهو يطالب بنزع سلاح حزب الله بالكامل (فيديو)
حماس: استهداف الاحتلال لأفراد الشرطة انتهاك خطير للاتفاق
وفي 4 من نوفمبر 1917، أصدرت الحكومة البريطانية “وعد بلفور” للمساعدة في إنشاء “وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين” تحت الانتداب البريطاني.
وقد حكمت بريطانيا فلسطين بين عامي 1923 و1948، وطوال تلك المدة، دعمت حركة الهجرة اليهودية من الدول الأوروبية والعالم باتجاه فلسطين، والتوسع في تدريب الجماعات الصهيونية وتسليحها.

1947: قرار التقسيم
أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 1947 قرارًا بموافقة 33 دولة ورفض 13، وامتناع عشر دول عن التصويت.
ويقضي هذا القرار بإنهاء الانتداب على فلسطين، وإنشاء دولتين مستقلتين، عربية ويهودية، مع إقرار الحكم الدولي الخاص بمدينة القدس، وتتولى الأمم المتحدة إدارتها، ويُعيَّن مجلس وصاية ليقوم بأعمال السلطة الإدارية نيابة عن الأمم المتحدة.
1948: عام النكبة وتحويل العصابات إلى دولة
بعد صدور قرار التقسيم، شنت العصابات اليهودية حرب تهجير قسري لنحو 750 ألف فلسطيني، منهم 280 ألفًا إلى الضفة الغربية، و70 ألفًا إلى الضفة الشرقية، و190 ألفًا إلى قطاع غزة.
وتم التهجير القسري لنحو 100 ألف مواطن فلسطيني إلى لبنان، و75 ألفًا إلى سوريا، و7 آلاف إلى مصر، و4 آلاف إلى العراق.
وشكلت عمليات التهجير القسري للفلسطينيين من ديارهم بداية لإعلان دولة الكيان الإسرائيلي في 15 من مايو 1948.

1956: العدوان الثلاثي
في 29 من أكتوبر/تشرين الأول 1956، قامت القوات الإسرائيلية بغزو شرق قناة السويس وصحراء سيناء وقطاع غزة، وانضمت إليها القوات البريطانية والفرنسية في 31 من أكتوبر، للإطاحة بحكم جمال عبد الناصر في مصر بعد قيامه بتأميم قناة السويس، واستمرار دعمه لعمليات الفدائيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
1967: حرب الأيام الستة وتوسيع حدود الكيان
في الخامس من يونيو/حزيران 1967، قام الكيان الصهيوني بهجوم عسكري على كل من مصر ولبنان وسوريا والأردن، واحتلال ما تبقى من فلسطين التاريخية، ومعها هضبة الجولان السورية، وشبه جزيرة سيناء المصرية.
وأسفرت الحرب عن استشهاد نحو 25 ألف عربي وإصابة نحو 45 ألفًا، بجانب 6000 أسير، ونزوح نحو 300 ألف فلسطيني من قطاع غزة والضفة الغربية، ونزوح نحو 100 ألف من أهالي الجولان، والآلاف من أهالي سيناء.
وفي أعقاب تلك الحرب، صدر قرار مجلس الأمن الدولي رقم (242) في 22 من نوفمبر 1967، الذي طالب بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في عدوان يونيو.

1987: انتفاضة الحجارة
بدأت الانتفاضة الأولى بحادثة دهس عمال فلسطينيين على أحد الحواجز من قِبل إسرائيلي لاذ بالفرار في 8 من ديسمبر/كانون الأول 1987، فهب الشعب الفلسطيني وسار في مظاهرات ومسيرات، تحولت إلى انتفاضة استمرت سنوات وضمت كل أطياف الشعب وتوجهاته، وكان سلاحها الأول الحجارة، قابلها المحتل بكل الوسائل محاولًا إخمادها، إلى حد تكسير عظام الأطفال، وإبعاد القادة الفلسطينيين.
استمرت الانتفاضة حتى عام 1992 حين بدأت المفاوضات بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وانتهت بتوقيع اتفاق أوسلو عام 1993، وانتهت معه انتفاضة الحجارة التي استشهد خلالها 1550 فلسطينيًّا وجُرح نحو 70 ألفًا، في حين قُتل نحو 70 جنديًّا و99 مستوطنًا إسرائيليًّا بين 1987 و13 من سبتمبر/أيلول 1993 يوم توقيع اتفاق أوسلو.
1993: اتفاق أوسلو وسلطة الحكم الذاتي
في 13 من سبتمبر 1993، وقّعت منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقًا رسميًّا عُرف باسم “إعلان المبادئ الفلسطيني الإسرائيلي.. أوسلو”، ونص على “إنهاء عقود من المواجهة والنزاع، والاعتراف بحقوقهما المشروعة والسياسية المتبادلة”، وإقامة سلطة حكم ذاتي انتقالية فلسطينية، بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة وأريحا، وانتقال سلمي للسلطة من الحكم العسكري والإدارة المدنية الإسرائيلية إلى ممثلين فلسطينيين.
وعقد الطرفان بعد ذلك الاتفاق اتفاقات تفصيلية مكملة منها “اتفاق باريس الاقتصادي” في يوليو/تموز 1994 لتحديد العلاقات الاقتصادية والمالية بينهما، و”اتفاق القاهرة التمهيدي لنقل الصلاحيات المدنية في الضفة الغربية”.
وفي أغسطس/آب 1994، عُقد اجتماع آخر لوضع أسس نقل السلطة المدنية من الجانب الإسرائيلي إلى الجانب الفلسطيني، كما جرى التوقيع على اتفاق “أوسلو 2″ أو ما يُعرف بـ”اتفاقية طابا” بشأن إدارة الحكم في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك بتاريخ 28 من سبتمبر 1995.

سبتمبر 2000: انتفاضة الأقصى
وفي 28 من سبتمبر 2000، اندلعت الانتفاضة الثانية عقب اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون وقوات من الجيش الإسرائيلي المسجد الأقصى، فاندلعت مواجهات بين المصلين وجنود الاحتلال، أسفرت عن 7 شهداء و250 مصابًا فلسطينيًّا، كما أصيب 13 جنديًّا إسرائيليًّا.
ويُعَد الطفل الفلسطيني “محمد الدرة” رمزًا للانتفاضة الثانية التي تميزت -مقارنة بالأولى- بكثرة المواجهات، وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال.
وشهدت مدينة القدس مواجهات عنيفة، وأسفرت الانتفاضة عن 4412 شهيدًا و48322 مصابًا فلسطينيًّا، في حين قُتل 1069 إسرائيليًّا وأصيب 4500 آخرون.

أكتوبر 2023: طوفان الأقصى
عملية عسكرية شنتها حركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشملت هجومًا بريًّا وبحريًّا وجويًّا، وتسللًا للمقاومين إلى مستوطنات في منطقة غلاف غزة.
واستهدفت هذه العملية العسكرية النوعية مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية، وتجاوزت الضربة الأولى 5 آلاف صاروخ وقذيفة خلال أول 20 دقيقة من العملية، لترد إسرائيل بحرب “إبادة جماعية” ضد الفلسطينيين في الضفة والقطاع، خلّفت نحو 35 ألف شهيد و80 ألف مصاب، وتسببت في نزوح نحو 1.5 مليون فلسطيني.
وتُجمع القيادات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة على أن معركة “طوفان الاقصى” تُمثل منعطفًا نوعيًّا في المقاومة، يشكّل بداية لمرحلة جديدة من مراحل الصراع الممتد سعيًا لتحرير الأرض وقيام الدولة الفلسطينية.
