76 عاما على النكبة.. الفلسطينيون متمسكون بأرضهم رغم العدوان الأكثر دموية في تاريخ الحروب مع إسرائيل
أحيا الفلسطينيون، اليوم الأربعاء، ذكرى مرور 76 عامًا على النكبة، حين قامت الحركة الصهيونية عام 1948 بالتهجير القسري لنحو 800 ألف فلسطيني من أرضهم وديارهم، في وقت يواجهون فيه حربًا إسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومساء 14 من مايو/أيار 1948، أعلنت إسرائيل قيام دولتها على أرض فلسطين، وكانت الولايات المتحدة أول المعترفين بها.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsجامعة العالم أحيت ذكرى النكبة.. فماذا فعلت جامعة العرب؟
“نكبة قوية”.. مسنة تبكي فقدان الأحباب وقسوة الأوضاع (فيديو)
تقرير: عدد الفلسطينيين تجاوز 10 أضعاف منذ نكبة 1948
ورفضت إسرائيل عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم بعد انتهاء حربها مع الدول العربية عام 1948، فتحولوا إلى لاجئين في الأردن ولبنان وسوريا، إضافة إلى قطاع غزة والضفة الغربية، ويبلغ عددهم في الوقت الحالي 6 ملايين لاجئ يتمتعون بحق العودة إلى بلادهم التي هُجّروا منها.
ويمثل حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم مطلبًا شرعيًّا وفقًا للقانون الدولي، غير أن إسرائيل تهربت منه في كل المفاوضات التي جرت بينها وبين الفلسطينيين بما في ذلك اتفاق أوسلو عام 1993.
“النكبة بدأت ولم تنته”
وأحيا آلاف الفلسطينيين في الداخل ذكرى النكبة بمسيرة العودة في أراضي قريتَي هوشة والكساير المهجَّرتين في قضاء حيفا.
وشارك آلاف الفلسطينيين، بمن فيهم رجال ونساء وأطفال ومُسنون، في المسيرة التي دعت إليها لجنة الدفاع عن حقوق المهجَّرين، وهم يلوّحون بالعلم الفلسطيني ويرددون شعارات وطنية، من بينها “فلسطين عربية”.
وقالت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، أعلى هيئة تمثيلية لفلسطينيي الداخل، في بيان الأربعاء إن “الذكرى الـ76 لنكبة شعبنا الفلسطيني تحل في ظل نكبة أخرى تقوم بها إسرائيل، تنفذها بدعم أمريكي وغربي ضد شعبنا عمومًا، وبفظاعة رهيبة في قطاع غزة تحديدًا”.
وأضافت “نحن جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، ومأساتنا التي نحياها هي نصيبنا من مآسيه، حيث نتعرض للاضطهاد القومي والتمييز العنصري، وتضييق مجالات الحياة، وممارسات عصابات الإجرام لتفتيت مجتمعنا”.
وأشارت لجنة المتابعة العليا إلى أن “النكبة بدأت في عام 1948 ولم تنته، لذا فإننا نحيي ذكرى النكبة التي لم تتوقف يومًا”.
تكرار مشاهد النزوح
وبعد أكثر من 7 عقود على مشاهد خروج الأسر الفلسطينية من منازلها بالقليل من المتاع الذي يمكن أن تحمله، تكررت المشاهد ذاتها خلال أكثر من 7 أشهر من العدوان على قطاع غزة، حيث أجبر القصف الإسرائيلي المتواصل أكثر من مليون ونصف المليون من أهالي القطاع على النزوح مرات عدة إلى مخيمات ومدارس الإيواء التي أقامتها جهات دولية.
مِن بين مَن عاشوا النكبة عام 1948، وحرب غزة التي بدأت العام الماضي، مصطفى الجزار (81 عامًا) الذي يتذكر خروجه مع أسرته إلى رفح عندما كان عمره خمس سنوات، وسط قصف إسرائيلي أرضًا وجوًّا.
مرت العقود وأصبح الجزار جَدًّا، وأجبره القصف الإسرائيلي مجددًا على النزوح من منزله في رفح إلى منطقة المواصي، وهي شريط ضيق على البحر المتوسط يتكدس فيه الآن نحو 450 ألف فرد.
وقال الجزار لوكالة أسوشيتد برس إن الأوضاع المعيشية للنازحين في رفح الآن أسوأ مما كانت عليه عام 1948، إذ كانت منظمات الأمم المتحدة حينها قادرة على توفير الغذاء وضروريات الحياة للنازحين بشكل منتظم.
الحرب الأكثر دموية
وخلّف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي أكثر من 35 ألف شهيد ونحو 79 ألف مصاب معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت أنقاض المباني المدمرة جراء القصف الإسرائيلي، مما يجعل هذه الجولة من الصراع الأكثر دموية في تاريخ الحروب مع إسرائيل.
وأجبرت الحرب أكثر من مليون ونصف المليون من أهالي غزة على النزوح من ديارهم، لكنهم يرفضون مغادرة القطاع حتى لا يتكرر ما حدث خلال النكبة.
وفي الوقت ذاته، أعلنت مصر مرارًا أنها ترفض دفع الفلسطينيين للخروج من رفح إلى شبه جزيرة سيناء، وقامت بتعزيز الجدار الفاصل بين حدود مصر وقطاع غزة خشية تدفق اللاجئين.
ويرفض المجتمع الدولي التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة، وهي الفكرة التي يروج لها اليمين المتطرف في إسرائيل، الذي يشارك في الائتلاف الحاكم بقيادة بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود، ومن أبرز رموزه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وذكر بيان صادر عن الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، بمناسبة ذكرى النكبة، أن نحو 134 ألف فلسطيني وعربي استشهدوا في فلسطين منذ عام 1948، إلى جانب تسجيل نحو مليون حالة اعتقال منذ عام 1967.
وذكر البيان أن عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم بلغ 14.63 مليون نسمة في نهاية عام 2023، مشيرًا إلى ارتفاع عدد الفلسطينيين نحو 10 أضعاف منذ أحداث نكبة 1948.