حذّر من مصير “مسادا”.. جنرال إسرائيلي سابق: خسرنا في مواجهة حماس

جانب من تشييع قتلى الجيش الإسرائيلي الذين سقطوا في كمين لكتائب القسام في المغازي بغزة
جانب من تشييع قتلى الجيش الإسرائيلي في غزة (غيتي)

قال القائد السابق للكليات الحربية الإسرائيلية الجنرال احتياط إسحق بريك إن إسرائيل قد خسرت فعلا في مواجهة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ورأى بريك، في مقال نشره اليوم الأربعاء بصحيفة معاريف، أن قيادة إسرائيل تذهب بالشعب نحو كارثة لم ير مثلها من قبل، بما يشبه حالة “مسادا” أو “حصار مسعدة” حسب الرواية التاريخية الإسرائيلية، التي انتحر سكانها بعد أن طال الحصار عليهم.

ويقول بريك إن عمليات دخول وخروج الجيش الإسرائيلي إلى القطاع أمر لا مفر منه، بعد أن تم على مدار سنوات تقليص سلاح البر الإسرائيلي بحيث لم يعد هناك قوات قادرة على الحلول محل القوات المنهكة في القتال.

كما رأى بريك في مقاله أن من شأن الاستمرار في الحرب أن يؤدي إلى انهيار معاهدة كامب ديفيد مع مصر، لأن إسرائيل غير مستعدة لمواجهة الجيش المصري، بعد أن اعتبرتها “دولة سلام” ولم تنصب على حدودها ولو دبابة واحدة، وفي حال نشوب حرب مع مصر، فلن يكون أمام الإسرائيليين “سوى الصلاة طلبا لغوث الرب”.

ويقول الكاتب إن القادة الإسرائيليين يقودون البلاد إلى وحل وصفه بأنه يشبه الوحل اللبناني قبل 18 عاما، مع فارق واحد كبير (برأيه) هو أن الجيش الإسرائيلي آنذاك كانت لديه بضع فِرَق قادرة على الحلول محل الفِرَق المقاتلة، لمنحها قسطا من الراحة. أما اليوم، وبعد التقليص المريع في القوات البرية، فلا فوائض لدى الجيش الإسرائيلي في سلاح البر، وهذا ما يفسر إخراج القوات من القطاع بعد النجاح في احتلال 80% منه، بسبب عدم امتلاك قوات أخرى قادرة على الحلول محل القوات المقاتلة، بعد إنهاكها مدة نصف عام في قتال متواصل، على حد تعبيره.

أشخاص يمرون بجوار المباني المدمرة على طول أحد شوارع خان يونس بجنوب قطاع غزة
أشخاص يمرون بجوار المباني المدمرة على طول أحد شوارع خان يونس جنوبي قطاع غزة (الفرنسية)

وتوقّع الكاتب اندلاع حرب إقليمية آتية آجلا أم عاجلا، مشيرا إلى أنها ستكون أفظع الحروب في تاريخ إسرائيل، في حين أنها غير مستعدة لها، على حد تعبيره.

كما أكد بريك في مقاله أن “معنى ذلك هو استنزاف مقاتلينا حتى العظم، وهو ما بدأ يظهر اليوم بالفعل، متجليا في رفض العشرات من المظليين للتجند مجددا والعودة إلى القتال، وفي الرسالة التي أرسلتها أسر 400 مقاتل إلى كل من غانتس وآيزنكوت، بعدم السماح لأبنائهم الذين قاتلوا على مدار نصف عام بالعودة مجددا إلى القتال في رفح”.

مسيرة لعائلات الأسرى وأصدقائهم ومتضامنين معهم من تل أبيب مشيا على الأقدام في طريقهم إلى مكتب نتنياهو في القدس الغربية للضغط على حكومته (رويترز)

وشدد الجنرال السابق على أن الجيش الإسرائيلي اليوم غير قادر على إسقاط حماس حتى لو طالت الحرب، مؤكدا عدم فائدة استمرار القتال داخل غزة، لما ستتكبده إسرائيل ومواطنوها من أضرار هائلة، وانهيار جيش الاحتياط، ومعه سلاح البر والاقتصاد، والعلاقات الإسرائيلية مع العالم، بل وانهيار المجتمع الممزق من داخله، برأي الكاتب.

وأوضح بريك أن الطريقة الوحيدة للخروج من هذا المأزق هي إعلان إسرائيل وقف القتال، مؤكدا أنه في حال عدم وقفه الآن، فلا ضمانات لتل أبيب بأن حماس أو حزب الله سيكونان مستعدَّين بعد أشهر لوقفه، حتى لو أعلنت إسرائيل استعدادها، وذلك لأن حماس وحزب الله سيدركان أن حرب الاستنزاف مع إسرائيل في صالحهما، وأن الدولة ستنهار من الداخل خلال وقت ليس طويلا، على حد تعبيره.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان