من التهجير عام 1948 إلى الحرب في غزة.. فلسطينيون عاشوا “نكبتين” (فيديو)
في الذكرى السادسة والسبعين للنكبة الفلسطينية، أو ما سُمي عام 1948 التهجير القسري الجماعي، تتذكر المسنة الفلسطينية ندى النباهين أنها كانت تجلس حينها بأمان مع أفراد عائلتها داخل بيتها، قبل أن يسمعوا فجأة إطلاق النيران، وتحكي الحاجة ندى للجزيرة مباشر وقائع هذا اليوم “صار الناس يجروا ويشردوا، اللي قتلوه قتلوه، واللي أخذوه أخذوه، وكل واحد شرد من ناحية”.
يومها فقدت الحاجة الفلسطينية والدتها وهي بصدد إطعام شقيقها الرضيع، بعد أن أعدمتها العصابات الصهيونية بالرصاص، لتبقى ذكرى استشهاد أمها عالقة في ذهنها رغم مرور كل هذه الأعوام.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsاستمرار الحراك الطلابي بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف الحرب في غزة
المرصد الأورومتوسطي يدين قمع الحريات في تونس
جمهور الجزيرة مباشر: إسرائيل لا تأبه بالمواثيق الدولية وما قامت به في حق عمال الإغاثة يعد جريمة حرب
نكبة 1948.. التهجير القسري
الحاج محمود الملفوح استرجع أيضًا مع الجزيرة مباشر ذكرياته، قائلًا إن حرب عام 1948 لم تتجاوز شهرًا واحدًا، لكن الشعب الفلسطيني لم يتوقع تداعياتها.
واسترسل الحاج الفلسطيني راويًا التفاصيل “هاجرنا من قرية نعليا وصولًا إلى غزة عن طريق ساحل البحر، مشيًا لنحو 20 كيلومترًا، خرجنا وأقمنا عند أهالي حي الزيتون، وتنقلنا بين العائلات”.
وعن الصعوبات التي واجهوها، ذكر الملفوح أوضاعًا تشبه أوضاع النازحين الآن في غزة “كان الطقس باردًا في الشتاء، حارًّا في الصيف، ومعاناتنا لا توصف”.
بينما وصف الحاج العبد أبو عصر، الذي يكبر إسرائيل عمرًا، عملية التهجير القسري بأنها قاسية وصعبة، خصوصًا أنها وقعت تحت تهديد السلاح.
الحرب الإسرائيلية على غزة 2023
وعن الحرب الإسرائيلية الجارية على غزة، قال الحاج أبو عصر إنه لم يتوقع أن تكون بهذه البشاعة، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين خسروا خلالها حياتهم وأولادهم ومنازلهم، ولم تترك لهم الحرب أي شيء.
وأكد أن حرب عام 1948 “ما كانت زي هيك، طيارات ودبابات وصواريخ، لكن هادي الحرب فيها كل المعدات”. وواصل تأكيد التباين بين الحربين “هادي حرب إبادة، يعني الصغير اللي بيرضع قبل الكبير بيقتلوه”.
ووافقه الحاج الملفوح بحديثه “نكبة 2023 نكبة لم تمر علينا من قبل، لأن جيش الاحتلال استخدم كل الوسائل القتالية ضد هذا الشعب الأعزل”، مضيفًا رأيه “أنا متأكد لما المغول فاتوا بغداد ما عملوا زي ما عمل فينا الاحتلال”.
وأشار الملفوح إلى أنه يرى أكثر من 95% من الشهداء هم أطفال ونساء وشيوخ، مستدلًّا بذلك على أن جيش الاحتلال يريد أن يشفي غليله باستهداف المدنيين والمؤسسات ليحوّل غزة إلى صحراء، وفق تعبيره.
كما نفت الحاجة ندى أنها عاشت أيام النكبة مثل هذه الحياة والأوضاع الصعبة، لافتة إلى تدمير الاحتلال البيوت وتسويتها بالأرض فوق رؤوس ساكنيها.
وتابعت الحاجة أنها فقدت العشرات من أفراد عائلتها من النساء والأطفال والكبار خلال هذه الحرب الفظيعة.
ويحيي الفلسطينيون في 15 مايو/أيار من كل عام الذكرى السنوية للنكبة وقيام إسرائيل التي دمرت قراهم، وهجّرتهم قسرًا من ديارهم وأراضيهم، وطردتهم وحولتهم إلى لاجئين، كما تأتي ذكرى هذا العام في ظل ما يعانيه أهالي غزة من نزوح وحصار وقصف إسرائيلي متواصل، فضلًا عن استشهاد عشرات الآلاف منهم.