الإيكونوميست: الجيش الإسرائيلي عالق في حلقة الموت

قالت مجلة “إيكونوميست” البريطانية في تقرير لها إن حملتي الجيش الإسرائيلي في كل من رفح وشمال غزة “تخبرنا الكثير عن الجهد الحربي الإسرائيلي المتعثر” في الحرب الدائرة على القطاع.
وذكر التقرير أن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى تحقيق أهداف معلنة في رفح، أبرزها القضاء على حركة (حماس)، غير أن “الحديث عن رفح باعتبارها المعقل الأخير لحماس مبالغ فيه، فقد يختفي مقاتلو الحركة”، وهو ما يعني عدم تحقيق الهدف الذي يسعى إليه الجيش الإسرائيلي.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsجيش الاحتلال يعلن العثور على جثث 3 أسرى في رفح ومقتل جندي شمالي غزة
تقرير يكشف عن خطة وضعها رجال أعمال إسرائيليون لما بعد الحرب على غزة
يديعوت أحرونوت: نتنياهو رفض خطة لتدريب أعضاء من حركة فتح لإدارة غزة بعد الحرب
أما الحملة الأخرى للجيش الإسرائيلي في حي الزيتون شمالي غزة، التي بدأت بعد العملية العسكرية في رفح، فهي المرة الثالثة التي يحارب فيها الجيش الإسرائيلي مقاتلي (حماس) في هذا الحي، وكانت المرة الأولى في بداية الحرب العام الماضي، ثم عاد الجيش للمرة الثانية لأسبوعين في فبراير/شباط من العام الجاري، ومن المحتمل ألا تكون الجولة الثالثة هي الأخيرة.
وأضاف التقرير أن (حماس) “تسعى لإعادة السيطرة على مناطق أخرى في غزة، فيما لا تمتلك إسرائيل خطة لمنع ذلك بعد ثمانية أشهر من الحرب”.
وفي الوقت ذاته يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحديث عن ترتيبات الوضع في غزة بعد الحرب، الأمر الذي أدى إلى نفور الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأيضًا القادة العسكريين الإسرائيليين.
أساليب حرب العصابات
وذكر التقرير أنه بالنسبة لكثير من السياسيين الإسرائيليين، فإن الهدف الحقيقي للهجوم في رفح هو (حماس) ذاتها. حيث أعلن الجيش الإسرائيلي تفكيك 19 كتيبة من بين 24 كتيبة لـ(حماس)، مع ملاحظة أن مصطلح “تفكيك الكتائب” يحتمل الكثير من التفسيرات، كما قال التقرير.

ويبقى القضاء على كتائب (حماس) في رفح بالغ الأهمية لمسؤولين إسرائيليين، على رأسهم نتنياهو، الذي يتحدث عن هدف تدمير هذه الكتائب منذ أشهر.
غير أنه مع بداية الهجوم الإسرائيلي في رفح قامت (حماس) بنقل جزء من قواتها إلى أماكن أخرى، حسبما يرى محللون عسكريون، فيما ستبقي جانبًا من قواتها في رفح للضغط على الجيش الإسرائيلي.
وأضاف التقرير أن (حماس) تلجأ إلى أساليب حرب العصابات، لأنها تواجه جيشًا أفضل تسليحًا.
وأشار التقرير إلى أن خبراء الإستراتيجية يرون أن مواجهة مقاومة مسلحة تستلزم “تطهير منطقة من المسلحين، ثم السيطرة عليها، ثم إقامة بديل” لضمان استمرار السيطرة، وهو ما عجزت إسرائيل عن القيام به، “ما يعني ترك فراغ ستحاول حماس حتمًا أن تملأه”.
نتنياهو بلا خطة
وأضافت المجلة أن الولايات المتحدة تحاول تنفيذ خطتها لغزة بعد الحرب، وهي أن تقوم السلطة الفلسطينية بإدارة القطاع، وبعدها ستحاول استئناف جهود التطبيع مع الدول العربية، ما قد يفتح الباب أمام مساهمة العرب في إعادة بناء غزة واستئناف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وذكر التقرير أنه ربما من الصعب تخيل أن السلطة الفلسطينية الضعيفة قادرة بشكل فعال على إدارة غزة، غير أن الاعتماد على هذه السلطة في إدارة القطاع، كما هي الخطة الأمريكية، أفضل مما قدمه نتنياهو، وهو عدم وجود خطة على الإطلاق.
ويشرح التقرير سبب رفض نتنياهو الحديث عن خطة غزة بعد الحرب، وهو ما يثير خلافًا مع واشنطن ومع القيادات العسكرية في إسرائيل، حيث يرغب حلفاؤه من اليمين المتطرف، وعلى رأسهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير، في عودة المستوطنات الإسرائيلية إلى قطاع غزة.
ويمضي التقرير إلى أنه ربما لا يتفق نتنياهو مع ما يريده حلفاؤه من اليمين المتطرف، لكنه “لا يرغب في إغضابهم بأن يعد بسيطرة فلسطينية على قطاع غزة، والبديل أنه يسمح للقطاع بالانزلاق نحو الفوضى”.
حرب بلا نهاية
وأورد التقرير تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من أن إسرائيل ربما تتجه نحو إدارة عسكرية طويلة لغزة، وهو ما يتفق معه المسؤولون الأمريكيون.
وحذر أنتوني بلينكن في مقابلة مع شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية من مواجهة إسرائيل ما وصفه “بتمرد مستمر” في قطاع غزة، وترك فراغ تملؤه (حماس)، كما حدث في شمال القطاع.
وتختم المجلة البريطانية تقريرها بالقول “من دون خطة لتأمين غزة وحكمها، ستقاتل إسرائيل في حرب بلا نهاية”.