هل ساعد في نقل المواد لبناء الأهرامات؟.. اكتشاف مجرى قديم لنهر النيل
اكتشف علماء مجرى قديمًا لنهر النيل أصبح جافًّا حاليًّا، كان يتدفق بجانب نحو ثلاثين هرمًا في مصر القديمة، من بينها أهرامات الجيزة، وقد يكون ساعد على عملية نقل المواد اللازمة لإنشاء هذا المجمّع الأثري قبل نحو أربعة آلاف سنة.
والنهر الذي يبلغ طوله 64 كيلومترا ويسمّى “الأهرامات” كان مدفونا مدة طويلة تحت الأراضي الزراعية ورمال الصحراء، بحسب دراسة نشرت الخميس في مجلة “كوميونيكيشنز إيرث آند إنفايرنمنت”.
العدد الأكبر من الأهرامات
ويفسرّ وجود النهر، سبب بناء عدد كبير من الأهرامات في المنطقة التي أصبحت حاليا شريطًا من الصحراء يقع غرب وادي النيل، قرب العاصمة المصرية القديمة ممفيس.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsعمره 2600 سنة.. مصر تعلن اكتشاف أول وأكبر مرصد فلكي في كفر الشيخ (صور)
الغارديان تنشر تفاصيل بيع مصر 7 فنادق تاريخية لمواجهة “جبل الديون”
وزير سابق يطالب محمد صلاح باسترجاع آثار مصر من المتحف البريطاني (فيديو)
وتمتد هذه المساحة الشاسعة من أهرامات اللشت في الجنوب وصولًا إلى موقع الجيزة الشهير شمالًا حيث تقع أهرامات خوفو وخفرع ومنقرع.
وتضم هذه المساحة 31 هرمًا، وهو العدد الأكبر من الأهرامات في مصر، وبُنيت خلال عصر المملكتين القديمة والوسطى، قبل فترة تتراوح بين 4700 و3700 عام.
Found at last: long-lost branch of the Nile that ran by the pyramids. Geological survey reveals the remains of a major waterway that ancient Egyptian builders could have used to transport materials. https://t.co/eoTCpRdrQx
— Communications Earth & Environment (@CommsEarth) May 16, 2024
استخدام ممر مائي قريب
وكان المتخصصون في مصر القديمة يدركون أنّ السكان آنذاك استخدموا ممرًّ مائيًّا قريبًا لبناء الأهرامات، على بُعد كيلومترات من المجرى الرئيسي لنهر النيل.
وقالت المعدة الرئيسية للدراسة إيمان غنيم من جامعة نورث كارولينا في مدينة ويلمنغتون الأمريكية إنه “لم يكن أحد متأكدًا من موقع هذا الممر المائي الضخم وشكله وحجمه”.
ولرسم خريطة لممر الأهرامات المائي، استخدم فريق إيمان غنيم من الباحثين صورًا التقطتها أقمار اصطناعية رادارية.
🏜️The pyramids of the Western desert in #Egypt were built alongside a now extinct branch of the Nile River named as the Ahramat Branch and identified using a combination of radar satellite imagery, geophysical data and deep soil coring.
🔗https://t.co/sL3uRtYn0q pic.twitter.com/Ci7hX7tLef— Communications Earth & Environment (@CommsEarth) May 16, 2024
وتقول إيمان “على عكس الصور الجوية أو أجهزة استشعار الأقمار الاصطناعية البصرية التي توفر صورًا لسطح الأرض، تتمتع أجهزة استشعار الرادار بقدرة مميزة على الكشف عن الهياكل القديمة أو الأنهار المدفونة تحت الرمال”.
وأكدت تحليلات ميدانية بينها حفر عميقة في التربة، بيانات الأقمار الاصطناعية وكشفت عن النهر المخفي الذي يبلغ طوله نحو 64 كيلومترًا، ويتراوح عرضه بين 200 و700 متر، أي ما يعادل مقاييس مجرى نهر النيل الحالي.
“صعوبة التتبع بسبب سد أسوان”
وبما أنّ منسوب النيل آنذاك كان أعلى بكثير مما هو عليه اليوم، فقد كانت له مجارٍ عدة تَعبُر سهوله الفيضية التي يصعب تتبع أثرها لأنّ المنظر الطبيعي تغيّر بسبب بناء سد أسوان في ستينيات القرن العشرين.
وتقع الأهرامات على بعد كيلومتر واحد فقط في المتوسط من ضفاف مجرى الأهرامات، وقد تم بناؤها بشكل أو بآخر على السهول الفيضية. وتقول إيمان غنيم “كشف بحثنا أنّ عددًا كبيرًا من هذه الأهرامات كانت تضم ممرًّا مرتفعًا يؤدي إلى معابد في الوادي كانت بمثابة موانئ نهرية”.
وتؤكد وجود أدلة كثيرة على أن مجرى الأهرامات كان كطريق سريع لنقل الكميات الهائلة من المواد والأعداد الكبيرة من العمال لبناء الأهرامات.
The Egyptian pyramid chain was built along the now abandoned Ahramat Nile Branch | Communications Earth & Environment https://t.co/DK474ZvQJs
— Fred Spier (@BigHistory) May 17, 2024
إقامة مراسم جنائزية للفرعون
تقول المشاركة في إعداد الدراسة سوزان أونستين من قسم التاريخ في جامعة ممفيس الأمريكية “كانت هذه المواد التي أُحضر معظمها من مناطق تقع إلى الجنوب، ثقيلة وكبيرة، وبالتالي كان من الأسهل تركها تطفو على سطح النهر ونقلها عبره لا برًّا”.
وتشير المؤرخة إلى أنّ المعابد الواقعة على ضفاف مجرى الأهرامات كانت بمثابة مرفأ مخصص لاستقبال الحاشية وإقامة مراسم جنائزية للفرعون، وتقول “في هذا المكان كانت تجري الطقوس قبل نقل الجثمان إلى مدفنه داخل الهرم”.
وقالت إن “الدراسة التفصيلية لأجزاء مختلفة من النهر بيّنت كيف تم بناء كل هرم بالاستناد إلى الممر المائي؛ مما يتيح الفهم بشكل أفضل لماذا اختار الملوك آنذاك من الأسرة الرابعة إلى الأسرة الثانية عشرة، بناء الأهرامات في مناطق معيّنة”.
وأكدت المشاركة في إعداد الدراسة سوزان أونستين أنّ “هذا الاكتشاف يذكّرنا بمدى تأثر الخيارات المتعلقة بالبناء والإسكان والزراعة بالتغيرات الطبيعية”.