وول ستريت جورنال: نتنياهو يرضي اليمين المتطرف وينفر كل الأطراف الأخرى لكي ينجو
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، اليوم الجمعة، تقريرًا لشياندي ريس، نائبة مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الصحيفة، قالت فيه إن النهج الذي يتبعه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التعامل مع الحرب في غزة “يثير إحباط تقريبًا كل من لهم مصالح في الحرب، بما في ذلك حلفاؤه” في الخارج، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
وأوضح التقرير أن واشنطن ترغب على الأقل في التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، كما يرغب المسؤولون الأمنيون في إسرائيل، ومن بينهم وزير الدفاع يؤاف غالانت، في رؤية خطة لإدارة غزة بعد الحرب، ويرغب أهالي الأسرى في اتفاق لإطلاق سراح ذويهم.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبن غفير يهدد نتنياهو بسبب رفح
سموتريتش يوجه إنذارا إلى نتنياهو: أمامك 4 أيام
سموتريتش يتوعد نتنياهو بسبب “مقترح مصر” (فيديو)
غير أن “العائق المشترك” الذي يمنع نتنياهو من تلبية كل من مطالب واشنطن والقادة الأمنيين في إسرائيل، هو “حاجة نتنياهو إلى أن يرضي اثنين من الوزراء المنتمين لليمين المتطرف في حكومته، أسماؤهما غير مألوفة خارج إسرائيل، وهما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية وقائد المستوطنين بتسلئيل سموتريتش”، كما ذكر التقرير.
مقاعد سموتريتش وبن غفير في الكنيست
ولدى الحزبين اللذين يقودهما بن غفير وسموترتيتش 14 مقعدًا في الكنيست الإسرائيلي، الذي تصل مقاعده إلى 120 مقعدًا، ما يمنحهما قوة كبيرة، حيث إن بمقدورهما الاحتفاظ بالائتلاف الحاكم حاليًا بقيادة نتنياهو، أو الانسحاب منه، وهو ما يعني انهياره، وفقدان نتنياهو السلطة.
وأعلن كل من سموتريتش وبن غفير أنها سوف ينسحبان من الائتلاف الحاكم، إذا قام نتنياهو بتنفيذ مطالب واشنطن، وأعلنا أيضًا أنهما يرغبان في عودة المستوطنات إلى قطاع غزة.
وتشير استطلاعات الرأي، حسب ما ذكر التقرير، إلى أن نتنياهو سوف يمنى بخسارة كبيرة في أي انتخابات مقبلة، بعد الفوضى التي سببتها الحرب في غزة، كما سيخسر أيضًا كل من سموتريتش وبن غفير.
ونقلت الصحيفة عن مايكل كوبلو، رئيس قسم السياسات في منتدى السياسة الإسرائيلية، وهو مركز بحثي في واشنطن، أن “نتنياهو يخشى من مغادرة بن غفير وسموتريتش الائتلاف الحاكم، وهو ما سيطلق انتخابات مبكرة، وهذا يفسر سلوكه وتفضيلاته تجاه عدد كبير من القضايا”.
تصاعد الإحباط في الحكومة الإسرائيلية
وأشار التقرير إلى تصاعد الإحباط بين المسؤولين في حكومة نتنياهو، وهو ما ظهر جليًا الأربعاء 15 مايو/آيار، حين انتقد وزير الدفاع يؤاف غالانت، وهو عضو في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، علنًا وعدم وجود خطة لحكم غزة بعد نهاية الحرب، وطالب أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع.
ويعارض نتنياهو تولي السلطة الفلسطينية إدارة غزة، وهو الموقف نفسه لكل من سموتريتش وبن غفير، حيث إن هذا يعني إغلاق الباب أمام عودة المستوطنين الإسرائيليين إلى غزة كما يرغبان.
كما يطالب سموترتيتش وبن غفير بأن تضم إسرائيل الضفة الغربية إليها، هذا على الرغم من أنها أراضي فلسطينية وفقًا للقانون الدولي، ومنح الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة حقوقًا محدودة.
وأشار التقرير إلى أنه ليس هذا فقط موقف سموتريتش وبن غفير، بل يشير استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية في إسرائيل إلى أن 37% من اليهود الإسرائيليين يرغبون في عودة المستوطنين إلى قطاع غزة، فيما يعارض 60% من اليهود الإسرائيليين إقامة دولة فلسطينية.
ونقلت الصحيفة عن بين كاسيت، مؤلف كتاب يروي السيرة الذاتية لنتنياهو، قوله إن النجاة سياسيًا ليست فقط هدفه الأول. إنها هدفه الأول والثاني والثالث دائمًا”.
يذكر أن نتنياهو هو رئيس الوزراء الأطول حكمًا في تاريخ إسرائيل، وهو يواجه اتهامات جنائية بالفساد، ومهدد بالمحاكمة أمام القضاء الإسرائيلي إذا فقد موقعه كرئيس للحكومة.