كاليدونيا الجديدة.. ارتفاع كبير في سعر النيكل بسبب الاضطرابات وفرنسا تكثف التعزيزات الأمنية

ماذا يحدث في “جزيرة النيكل”؟

أسفرت الاحتجاجات عن مقتل 5 أشخاص واعتقال المئات (رويترز)

ارتفع سعر النيكل في تعاملات أمس الجمعة بأكثر من 5% وهو أكبر ارتفاع يومي له منذ نحو شهر، وذلك على خلفية الاضطرابات في جزيرة كاليدونيا الجديدة.

وتعتبر كاليدونيا الجديدة ثالث أكبر منتج للنيكل في العالم، وهو المعدن الرئيسي المستخدم في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.

وتشهد الجزيرة التابعة لفرنسا والتي تقع في المحيط الهادي احتجاجات وأعمال عنف واسعة بسبب تغيير قواعد التصويت في الانتخابات، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص واعتقال المئات، وأدت إلى اضطراب إنتاج شركة إيراميت الفرنسية التي تدير منجم النيكل في الجزيرة.

وفي بداية تعاملات بورصة لندن أمس ارتفع سعر النيكل بنسبة 5.7% وهو أكبر ارتفاع يومي له منذ 15 إبريل/نيسان الماضي ليصل إلى حوالي 20880 دولارا للطن.

ماذا يحدث في كاليدونيا الجديدة؟

وأعلنت فرنسا حالة الطوارئ وفرضت حظرًا للتجوال في كاليدونيا الجديدة، التي استعمرتها في القرن الـ19، ونشرت نحو 1700 من قوات الشرطة والدرك والجيش، وقرر رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال إرسال 1000 عنصر إضافي من قوى الأمن الداخلي إلى كاليدونيا الجديدة.

وبدأت الاشتباكات الأولى بين المتظاهرين وقوات الأمن، الاثنين الماضي، على هامش مسيرة داعية إلى الاستقلال احتجاجًا على تعديل في دستور كاليدونيا الجديدة قبيل إقراره من الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان).

وأقر المشرعون في باريس مشروع قانون جديد، يوم الثلاثاء، يسمح للفرنسيين الذين عاشوا في كاليدونيا الجديدة 10 سنوات بالتصويت في الانتخابات فيها، وتخشى الحركة المؤيدة للاستقلال في كاليدونيا الجديدة أن تؤدي هذه التعديلات إلى إضعاف النفوذ السياسي للسكان الأصليين المعروفين باسم “شعب الكاناك”.

النيكل هو المعدن الرئيسي المستخدم في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية (رويترز)

فرنسا تفتح تحقيقا

في موازاة ذلك فتح القضاء الفرنسي تحقيقا بشأن “المخططين” لأعمال الشغب، وأوقفت الشرطة 163 شخصا بينهم 26 مثلوا أمام القضاء بحسب النيابة العامة.

وطلب وزير العدل الفرنسي من النيابة العامة “أقصى قدر من الحزم ضد مرتكبي التجاوزات”. وأعلن إريك دوبون موريتي أنه يعتزم نقل “المجرمين” الذين أوقفوا إلى فرنسا “حتى لا يكون هناك عدوى تتأثر بها العقول الضعيفة”.

وقالت المفوضية العليا في نيو كاليدونيا إن نحو 5 آلاف من مثيري الشغب شاركوا في الاضطرابات في منطقة نوميا الكبرى، ورغم حظر التجول فلم تتم السيطرة على الأوضاع بعد.

أهمية جيوسياسية

ويمثل إقليم كاليدونيا الجديدة، بالنسبة لباريس، أهمية جيوسياسية، سواء من الناحية العسكرية أو بسبب مخزون النيكل الموجود فيه.

واكتسب الإقليم، الذي يقع على بعد نحو 1200 كيلومتر شرق أستراليا ويبلغ عدد سكانه نحو 270 ألف نسمة، حكما ذاتيا واسعا من خلال اتفاقية نوميا.

وجزيرة كاليدونيا الجديدة تمثل أحد من 5 أرخبيلات تسيطر عليها فرنسا في المحيطين الهندي والهادي، وهي محور خطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيادة نفوذ بلاده في المحيط الهادي.

وصوت السكان لصالح البقاء جزءا من فرنسا في كل من الاستفتاءات الثلاثة على الاستقلال التي أجريت في أعوام 2018 و2020 و2021 وقاطعت حركة الاستقلال التصويت الأخير وأعلنت أنها لن تقبل النتيجة.

وتم انتخاب رئيس كاليدونيا الجديدة لوي مابو عام 2021، ليكون أول زعيم من السكان الأصليين المؤيدين للاستقلال، وقد أجِّلت الانتخابات البرلمانية في كاليدونيا الجديدة، التي كان من المقرر إجراؤها في مايو/أيار، حتى نهاية العام.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان