بينهم مصريون.. تفاصيل ليلة دامية في قيرغيزستان بعد الاعتداء على طلاب أجانب (شاهد)
بدأت بطلب السجائر ولكن
أفادت وسائل إعلام في قيرغيزستان -إحدى دول آسيا الوسطى- بأن العاصمة بيشكيك شهدت ليلة من العنف والاحتجاجات، بدأت بشجار بين مجموعة من الطلاب الأجانب والمواطنين المحليين، وتطورت إلى أعمال شغب ومواجهات مع الشرطة.
وكشفت وزارة الداخلية القيرغيزية تفاصيل الأحداث التي أدت إلى هذه الاضطرابات، والتي بدأت ليلة 13 من مايو/أيار الجاري، في تمام الساعة الثانية صباحًا، بالقرب من مطعم بيتزا بحي “فوستوك 5” في بيشكيك.
“لماذا تدخنون هنا؟”
وذلك عندما عمد أشخاص من أصل آسيوي إلى مضايقة عدد من الطلاب الأجانب، وبدؤوا بطلب السجائر، ثم تحولوا إلى التهديد والوعيد بسؤالهم “لماذا تدخنون هنا؟”، وعندما رفع أحدهم يده عليهم، هرب الطلاب الأجانب إلى مسكنهم في شارع أوغونباييف.
وأضاف بيان الوزارة “تتبعت المجموعة المهاجمة الطلاب إلى مسكنهم، واقتحموه بالقوة، واعتدوا على الطلاب الأجانب المقيمين هناك، وسرقوا أموالهم وممتلكاتهم”.
وأضافت “بعد ذلك، بدأت المجموعة باقتحام غرف مختلفة داخل المسكن، بما في ذلك غرف الفتيات، واستيقظ الطلبة الأجانب على أصوات الضوضاء والصراخ، وتجمّعوا للدفاع عن أنفسهم، واندلع شجار في ساحة المسكن. هرب ثلاثة من المهاجمين، تاركين وراءهم أحدهم مصابًا”.
وتابعت “استدعى الطلبة الأجانب سيارة إسعاف ونقلوا المهاجم المصاب إلى المستشفى. عند وصوله إلى المستشفى، قدّم المهاجم اسمًا مختلفًا، ورفض تقديم أي تفسير للحادث. بعد تلقيه العلاج اللازم، غادر المستشفى في اتجاه غير معروف”.
ونشرت الوزارة التسلسل الزمني للأحداث، بما في ذلك المطاردة والاعتداء، بواسطة كاميرات المراقبة الخارجية.
غضب واسع
واعتُقل 4 مواطنين أجانب للاشتباه في تورطهم في أعمال الشغب، وقدّم 3 من الضحايا شكوى رسمية، أفادوا فيها بسرقة مبلغ من المال (2800 دولار أمريكي)، وهاتف آيفون 15، وحقيبة، إضافة إلى تعرُّض أحد الطلاب الأجانب لإصابات جسدية.
وخلال التحقيق، تم تحديد هوية اثنين من المهاجمين الأربعة، وتعمل الشرطة حاليًّا على تحديد مكان وجودهما وتحديد هوية بقية المشاركين في الهجوم.
وأشارت الوزارة إلى أنه في 17 من مايو، انتشر مقطع فيديو للشجار على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار غضبًا شعبيًّا واسعًا، وأدى إلى اضطرابات محلية.
وفي مساء ذلك اليوم، بدأ الشباب الغاضبون بالتجمع في تقاطع شارعي “كورمانجان داتكا” و”تشوي”، وبحلول الساعة العاشرة مساءً، زاد عدد المتجمعين من 500 إلى 700 شخص، وطالبوا باتخاذ إجراءات ضد الجناة الضالعين في الشجار. وفرّقت الشرطة الحشد بعد إجراء محادثات معهم.
وخلال الليل، استغل بعض الأشخاص الوضع لنشر معلومات كاذبة عبر مجموعات الدردشة، زاعمين وجود ضحايا وقتلى بين المواطنين، ونفت الداخلية القيرغيزية تلك المعلومات.
تحقيق ودعوة إلى ضبط النفس
ونقلت وسائل إعلام محلية عن وزارة الصحة القيرغيزية أن الاضطرابات أسفرت عن إصابة 29 شخصًا، منهم 15 شخصًا نُقلوا إلى المستشفيات، وتم تقديم المساعدة للبقية في مكان الحادث.
من جهتها، أدانت الحكومة القيرغيزية أعمال العنف والتخريب، وأكدت التزامها بتحقيق العدالة ومحاسبة الضالعين في الواقعة. كما دعت إلى الهدوء وضبط النفس، وحذرت من الانجرار وراء الشائعات والأخبار الكاذبة.
وقال بيان الحكومة “ندين بشدة محاولات التحريض على العنف والاضطرابات على أساس عرقي بسبب انتشار معلومات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي، كما ننفي التقارير الكاذبة الصادرة عن الصحافة الدولية عن حدوث عمليات قتل وعنف مزعومة ضد الطلبة الأجانب”.
وأضاف البيان “تُجري أجهزة إنفاذ القانون تحقيقًا شاملًا في جميع ملابسات الجرائم التي وقعت، وسيتم تحديد جميع الجناة وتقديمهم إلى العدالة وفقًا للقانون”.
وتابع “اتخذت سلطات جمهورية قيرغيزستان جميع الإجراءات اللازمة لضمان الأمن والحفاظ على السلام والاستقرار. ستقوم قواتنا الأمنية بقمع أي محاولات لزعزعة النظام العام بحزم”.
بينهم مصريون
يأتي هذا بينما نقلت وسائل إعلام مصرية، عن منسق الجالية المصرية في قيزغيزستان الدكتور أمين فتحي القصبي، قوله إن الطلاب الذين تعرّضوا للهجوم من بينهم مصريون.
وسرد تفاصيل الأحداث قائلًا “الموضوع بدأ من شباب مصريين في وسط العاصمة، وطلب منهم بعض المواطنين القيرغيز (السجائر) لكن الطلاب المصريين رفضوا، لتحدث على إثرها مشادة ويهرب الطلاب إلى السكن، وتبعهم بعد ذلك الشباب القيرغيز، ودخلوا إلى مكان سكنهم الطلابي، وحصل الاعتداء عليهم مع طلاب باكستانيين”.
وأوضح أن الطلاب المصريين حاولوا التصدي للاعتداء وأرسلوا فيديوهات الهجوم إلى الأمن، مبيّنًا أنه يجري حاليًّا “محاولات لنقل الطلاب من سكن فيه عدد قليل من الطلبة إلى سكن أكبر يضم عددًا كبيرًا منهم، ومحاولة تأمين الطلاب قدر المستطاع”.
وأكد منسق الجالية المصرية أن الوضع غير آمن، وأضاف “تواصلنا مع كبار المسؤولين في قيرغيزستان والمفتي والمفتي السابق للتدخل، لكن قالوا لنا إن الشرطة أخبرتهم بالانتظار حتى يتم حل الأمر، ونحن ننتظر”.