من الأسر إلى القيادة.. تحليل شخصية يحيى السنوار من قبل طبيبه الإسرائيلي
تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا مطولا يكشف العلاقة بين رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، وطبيبه الإسرائيلي أثناء سنوات الأسر في سجون الاحتلال.
وقال الطبيب الإسرائيلي يوفال بيتون لنيويورك تايمز إنه منذ اللحظة الأولى لـ”طوفان الأقصى”، كان يعرف على وجه اليقين من الذي دبر الهجوم. إنه يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة والسجين رقم 7333335 في نظام السجون الإسرائيلي منذ عام 1989 حتى إطلاق سراحه في صفقة تبادل أسرى عام 2011.
الطبيب الإسرائيلي أوضح أنه بعيدًا عن حقيقة كوننا أعداء، فإن ليحيى السنوار نظرته الشخصية، وفي رأيه فإن السنوار سيعامل السجناء معاملة جيدة ويعمل على الحفاظ على حياتهم.
إنقاذ السنوار
وقال طبيب الأسنان الإسرائيلي إنه قبل عقود لاحظ علامات تدل على حاجة السنوار إلى النقل إلى المستشفى، وبالفعل أجريت له عملية على وجه السرعة.
وأضافت الصحيفة أنه بعد العملية قال زعيم حماس لطبيبه إنه مدين له بحياته، مشيرة إلى أن الرجلين أظهرا بعد ذلك احترامًا متبادلًا حذرًا، رغم كونهما عدوين لدودين.
وطوال عمله طبيب أسنان، وبعد ذلك ضابط استخبارات كبيرًا في مصلحة السجون الإسرائيلية، أمضى بيتون مئات الساعات في تحليل شخصية السنوار والتحدث معه.
وقال الدكتور بيتون إن كل ما دار بينه وبين السنوار، كان بمثابة هاجس للأحداث التي حدثت، وما زالت تحدث الآن.
محاولة لفهم السنوار
يعتقد المسؤولون الأمريكيون الآن أن السنوار هو من يتولى قيادة حماس في المفاوضات بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح بعض الأسرى.
وأضافت نيويورك تايمز: لقد فهم الطريقة التي يعمل بها عقل السنوار بشكل جيد أو أفضل من أي مسؤول إسرائيلي، مضيفة أنه “عرف من تجربته أن الثمن الذي سيطلبه زعيم حماس مقابل أي أسير إسرائيلي في قبضة المقاومة سيكون باهظًا إلى درجة أن إسرائيل لن ترغب في دفعه”.
وأشارت الصحيفة إلى أن السنوار كان يدير مفاوضات صفقة شاليط من داخل السجن، ورغم وجود السنوار نفسه على قائمة المفرج فإنه لم يكن يعتقد أنها صفقة جيدة، وكان يطلب ضم المزيد من السجناء إلى قائمة المفرج عنهم.
محاولات الهروب
وتوضح الصحيفة أنه خلال سنوات السجن كان زملاء السنوار يخشونه، وكان يحظى بالاحترام بسبب سعة حيلته، فقد حاول الهروب عدة مرات، حيث قام ذات مرة بحفر حفرة في أرضية زنزانته خلسة على أمل حفر نفق تحت السجن والخروج عبر مركز الزوار، ووجد طرقا لتهريب الهواتف المحمولة إلى السجن، واستخدام المحامين والزوار لنقل الرسائل.
وتعلم يحيى السنوار اللغة العبرية في سجون الاحتلال ضمن برنامج جامعي عبر الإنترنت وكان يلتهم الأخبار لفهم إسرائيل بشكل أفضل، وأسفر تفتيش لزنزانته عن عشرات الآلاف من الصفحات المكتوبة بخط اليد، وهو ما يوضح قول السنوار: “الحمد لله، بإيماننا بقضيتنا حوّلنا السجن إلى أماكن للعبادة ومدارس للدراسة”.
الأسرى لدى المقاومة
ولفت الطبيب وضابط الاستخبارات الإسرائيلي إلى أن هجوم حماس جاء في وقت يشهد انقساما عميقا في إسرائيل، وكان هذا بالضبط هو نوع الانقسام الذي تحدث عنه السيد السنوار قبل سنوات، عندما قال إنه سيهاجم في وقت الصراع الداخلي.
وخلص الدكتور بيتون إلى أن هدف السنوار من احتجاز الأسرى هو تحرير السجناء الفلسطينيين، وإعادة القضية الفلسطينية إلى الساحة العالمية مرة أخرى.