عبد الواسع الحميري.. أكاديمي يمني قرر حرق مؤلفاته فتحولت قصته إلى قضية رأي عام (فيديو)
بعد 40 عاما من البحث العلمي.. ما سر القرار الصعب؟

40 عاما قضاها المفكر اليمني عبد الواسع الحميري في البحث والتأليف والعمل الأكاديمي، ليجد نفسه بعد هذه الرحلة الطويلة في خدمة الثقافة، محروما من حقه في العمل والحصول على راتب يكفل له حياة كريمة في بلده اليمن، مما دفعه إلى الإعلان عن عزمه إحراق 40 كتابا ألفها طوال مسيرته.
وفي حديثه مع الجزيرة مباشر، قال الحميري “منذ انتهاء عقدي في جامعة الملك خالد التي عملت فيها لمدة 12 عاما أستاذا في الدراسات العليا والبحث العلمي، وأنا ألاحق المسؤولين اليمنيين في مقار عملهم وأماكن إقامتهم ورحلاتهم، ولمدة سنتين على هذه الحال، ورغم ذلك فلم أتمكن من الوصول إليهم أو الحصول على حقي في العمل أو الراتب، ولم أجد آذانا تصغي لمعاناتي”.
قضية رأي عام
وكان الأكاديمي اليمني قد أعلن على صفحته في فيسبوك، خلال مايو/أيار الجاري، أنه مضطر إلى التخلص من كتبه ومؤلفاته بحرقها أمام بوابة قصر المعاشيق (مقر إقامة رئيس الجمهورية اليمني في مدينة عدن) لتكون شاهدة أمام أكاديميي العالم ومثقفيه على مدى المعاناة التي بات يكابدها المثقفون اليمنيون، فهي -أي كتبه- لم تشفع له أمام المسؤولين ولم تعد قادرة على النطق بلسانه والمطالبة بأبسط حقوقه.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشاهد: لحظة قصف إسرائيلي على ميناءين في اليمن (فيديو)
صاروخ من اليمن يدخل الإسرائيليين الملاجئ ويفعل الإنذارات في 100 بلدة (فيديو)
الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخا أُطلق من اليمن
وقوبلت خطوة الحميري باهتمام شعبي إيجابي، وتحولت قصته إلى قضية رأي عام، إذ لامست معاناة الجميع بشكل أو بآخر، وجعلت كلا منهم يشعر بأنها قضيته، بينما كان الموقف الرسمي متجاهلا لمعاناته مما سبَّب له خيبة أمل كبيرة.
قصة كل مثقف يمني
وأفاد الحميري خلال لقائه مع الجزيرة مباشر “لم يتفاعل أي مسؤول مع شكواي وإعلاني عن اتجاهي إلى إحراق كتبي، وكأن شيئا لا يعنيهم لأن الكل مشغول بنفسه ولا يلتفتون لحقوق الناس، ولذلك لا أظن أن أحدا في هذه المرحلة سيستجيب لهذه المطالب الحقوقية”.
وأشار إلى أن ما سيقدم على فعله هو وسيلة للاحتجاج على وضع المثقفين، وجرس إنذار يأمل أن يلفت انتباه المعنيين.
وختم الحميري “أعتقد أن قصتي هذه هي قصة كل مثقف يمني وكل أكاديمي نذر نفسه للبحث العلمي، فهي تعبّر عن أزمة هذا الإنسان وضياعه في بلد عظيم مثل اليمن”.
ووفق تقارير صحفية، يعيش الأكاديميون والمثقفون في اليمن ظروفًا مأساوية، جراء الأوضاع السياسية والميدانية في بلادهم، التي دفعت بعضهم إلى العمل باليومية، بائعي قات أو ذرة أو عمال بناء، بينما عرض آخرون مكتباتهم وسياراتهم ومنازلهم للبيع، ليسدوا جوع عائلاتهم.