معاناة لا تنتهي.. الجزيرة مباشر ترافق عائلة فلسطينية خلال رحلة نزوحها من رفح (فيديو)

مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية على مدينة رفح، تعيش المدينة، الواقعة جنوبي قطاع غزة، تحت وطأة قصف واستهداف المدنيين بشكل مباشر؛ مما أجبر الآلاف من سكانها على النزوح بحثًا عن الأمان، وهو ما يمثل مأساة إنسانية تجسد واقعًا مريرًا يعيشه سكان المدينة الحدودية مع مصر، حيث تتناثر العائلات بين المخيمات والملاجئ المؤقتة.
من بين هذه العائلات أسرة سميرة مرعي، التي عانت مأساة النزوح المتكرر منذ بداية الحرب، وكانت آخر محطاتها الخروج من مدينة رفح إلى منطقة المواصي بمدينة خان يونس. وقد رافقت الجزيرة مباشر أسرة سميرة مرعي خلال رحلة نزوحها الجديدة لترصد حجم المعاناة والصعوبات التي عاشتها هذه الأسرة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأسامة حمدان: مجزرة رفح تحدٍ لقرارات محكمة العدل الدولية
حتى الأسود لم تسلم.. الاحتلال الإسرائيلي يحاصر حديقة حيوانات في رفح (فيديو)
إعلام إسرائيلي: قادة بالمعارضة يبحثون إسقاط حكومة نتنياهو
بداية النزوح
تروي سميرة مرعي، التي تعاني أمراضًا مزمنة كالربو والسكري، قصتها للجزيرة مباشر قائلة: “خرجنا من مخيم الشاطئ بسبب القصف الشديد الذي أسقط الطابق العلوي من منزلنا، وعندما طُلب منا إخلاء المنطقة، انتقلنا إلى مستشفى الشفاء، لكننا واجهنا نفس الظروف، حيث تم محاصرتنا وإطلاق قنابل الغاز علينا، فاضطررنا للخروج مرة أخرى بصعوبة”.
استقرار مؤقت في حي السلام
بعد تلك الأحداث المروعة، توجهت العائلة إلى رفح حيث استقرت في حي السلام، ولكن النزوح لم يتوقف عند هذا الحد، كما تقول سميرة: “انتقلنا مجددًا من حي السلام إلى حي السلطان، ونصبنا خيمة هناك، ولكننا اضطررنا للنزوح مرة أخرى إلى خان يونس”.
حياة النزوح.. معاناة لا تنتهي
تصف سميرة مرعي الظروف القاسية التي تعيشها العائلة: “تعبنا وشاهدنا الموت عدة مرات، الإسرائيليون لا يتركون لنا أي أمان نعيش على المعلبات منذ خمسة شهور، دون دخل ولا شيء آخر تركنا منزلنا في غزة المكون من ثلاثة طوابق بسبب القصف نحن الآن في رفح، ولكن لا يوجد أمان هنا أيضًا”.
واستطردت: “تعبنا وشوفنا الويل، مفش أمان في رفح، ولا مكان تذهب إليه بسبب الحرب، والناس والأطفال لا ذنب لهم، والجميع ينتقل كثيرًا من مكان لمكان، وهذا الأمر متعب للغاية، نصبر من أجل أطفالنا، ولكن الموت أرحم مما نعيشه الآن”.
تأثير النزوح في الأطفال
ويرافق سميرة في رحلتها القاسية ابنها “علي”، الذي يُجسد مآسي جيل كامل اغتالت الحرب أحلامه حتى أصبح أقصاها تشييد خيمة: “نزحنا خمس مرات واضطررنا لتفكيك الخيمة أكثر من مرة، لا نجد مياهًا ولا صرفًا صحيًّا في المناطق التي ننتقل إليها، نطالب العالم بالوقوف إلى جانبنا، نريد أن نعيش بكرامة مثل باقي الشعوب، الأطفال لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة، ولا يمكنهم الحصول على تعليم جيد، هذا يؤثر على مستقبلهم بشكل كبير”.
أما هيثم، نجلها الثاني، فأصبح يفضل الموت على حياة لا استقرار فيها قائلا: “نحن الفلسطينيون نريد حياة أفضل لقد عانينا كثيرًا، ولا نحصل على التعليم أو العمل، نصبر من أجل أطفالنا، ولكن الموت أرحم مما نعيشه الآن، الأطفال يعانون من الجوع والبرد، ولا توجد لديهم أي وسيلة للترفيه أو اللعب هذا الوضع لا يمكن تحمله”.
نداء العالم لوقف الحرب
وفي ختام حديثها ناشدت سميرة ونجلاها العالم: “رسالتي للعالم العربي والإسلامي هي أن يقفوا معنا ويرحموا الشعب الفلسطيني، نحن نتعرض للقتل والدمار، نحتاج إلى مساعدات عاجلة لإيقاف الحرب ووقف معاناة الشعب الفلسطيني، لا يمكننا الاستمرار في هذه الظروف القاسية، نريد العيش بسلام وأمان مثل باقي الشعوب”.