دروف راتهي.. “يوتيوبر” هندي تحول من تأييد مودي لأقوى معارضيه
يطرح دروف راتهي، البالغ من العمر 29 عامًا، سؤالًا مقلقًا في أحد مقاطع “الفيديو” على قناته في “يوتيوب”: “هل تتحول الهند إلى ديكتاتورية؟”.
يرى راتهي أن الهند تبدو ديمقراطية على السطح، حيث يمكن للمواطنين التصويت في نظام متعدد الأحزاب، لكن الوقع حسب رأيه أكثر تعقيدًا.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتصريحاته معادية للمسلمين.. هل يصوت مسلمو الهند لمودي؟
مفكر هندي يقدم ترجمة إنجليزية حديثة لمعاني القرآن (فيديو)
الهند.. مدير مدرسة يضرب طفلا مسلما بوحشية (فيديو)
وفي “فيديو” مدته 29 دقيقة، يناقش راتهي قضايا الفساد وسوء استخدام مؤسسات الدولة، وتقويض الديمقراطية من قبل حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
ويشير إلى أن العديد من القضايا، مثل العنف العرقي في ولاية مانيبور الشمالية الشرقية الذي راح ضحيته أكثر من 200 شخص، تم حجبه عن الخطاب الإعلامي.
“واقع قاتم”
ويصف راتهي الهند بواقع قاتم يختلف تمامًا عن الصورة الإيجابية التي تروج لها حكومة مودي، التي تتحدث عن دولة ذات نفوذ عالمي متزايد واقتصاد تجاوز حجم الناتج المحلي فيه 3.5 تريليون دولار في عام 2023.
هذا الصراع على السرديات يبرز على وسائل التواصل الاجتماعي مع اقتراب نهاية الانتخابات الوطنية في يونيو/حزيران، حيث يدير حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بقيادة مودي ما يقرب من 5 ملايين قناة على “واتساب”، التطبيق الذي يشترك فيه 400 مليون هندي.
ويتجاوز عدد مستخدمي “يوتيوب” في الهند عدد مستخدمي “واتساب”، حيث يبلغ 460 مليونًا، مما يجعل الهند أكبر سوق لمنصة “يوتيوب”، كما توجد قنوات “يوتيوب” تدعي تقديم الأخبار لكنها تروج للمعلومات المضللة والإسلاموفوبيا، في حين يمثل راتهي جزءًا من التيار المعارض لمودي، الذي يتهمه منتقدوه باستخدام البيانات والمعلومات بشكل انتقائي لتشويه صورة رئيس الوزراء والتستر على قادة أحزاب المعارضة.
وظهر راتهي كقوة إعلامية مؤثرة على وسائل التواصل في الوقت الذي تُظهر الدراسات أن معظم الهنود يثقون في الأخبار التي يحصلون عليها من “يوتيوب” و”واتساب” أكثر من القنوات الإخبارية الرئيسة.
وتصل رسائل راتهي إلى عدد كبير من الهنود مقارنة بشعارات الأحزاب وزعماء المعارضة، حيث يمتلك راتهي أكثر من 20 مليون مشترك على قناته مقتربًا من 23 مليون مشترك في قناة مودي.
التراجع عن تأييد مودي
واختلفت الأمور كُليًا قبل 10 سنوات، حيث مثّل مودي الأمل، بالنسبة لراتهي والملايين من الشباب، بدعوته الحماسية ضد الفساد.
كان راتهي من داعمي مودي الذين رحبوا بصعوده إلى السلطة، لكن سرعان ما بدأت الشكوك تتسلل، ووصلت إلى ذروتها في عام 2015 عندما تصادمت حكومة المركز بقيادة مودي وحكومة ولاية دلهي بقيادة حزب المعارضة حول مكافحة الفساد.
ويقول راتهي، متحدثًا عن مودي، في مقابلة سابقة مع الجزيرة “كانت تلك لحظة صادمة للغاية بالنسبة لي، حيث أدركت أنه لم يكن مهتمًا بإزالة الفساد من الهند”.
ونشر راتهي أول تعليق سياسي له على “يوتيوب” في 2016، مسلطًا الضوء على الذراع الإعلامية للحزب الحاكم واستخدامه للمعلومات المضللة في تشكيل السردية السياسية. ومنذ ذلك الحين، نشر ما يقرب من 650 “فيديو” في قناته الرئيسة على “يوتيوب”.
أسباب نجاح راتهي
وعزى الكثيرون سر نجاح راتهي إلى قدرته على تبسيط المعلومات المعقدة واستخدامه للغة بسيطة يفهمها العامة، كما أنه كان مؤيدًا سابقًا لمودي، ما يمنحه مصداقية مع داعمي رئيس الوزراء السابقين والمترددين الحاليين.
وقال أكاش بانيرجي صاحب قناة سياسة ساخرة على “يوتيوب” عن أسباب نجاح راتهي “إنه يتحدث إلى الناس بلغة تروق لهم ويؤكد أيضًا على أن الرسالة ليست ضد الوطنية بل ضد الكراهية وعبادة الحزب”.
وبالرغم من كونه يُلهم العديد من المؤثرين على يوتيوب، يُقر راتهي بأن مدى وصول “فيديوهاته” محدود مقارنة بقدرة الحزب الحاكم على تشكيل السرديات السياسية، لذلك يسعى لتعزيز أصوات الآخرين عبر التعاون معهم ومشاركة محتواهم على منصاته.
مخاطر مواجهة مودي
إلا أن مواجهة الحكومة الهندية علنًا تأتي بمخاطر، حيث تم حظر العديد من المؤثرين ورقابتهم، الذين ينتقدون حكومة مودي والحزب الحاكم.
وقد تعرض راتهي وزوجته لحملات تضليل وتهديدات مستمرة، لكنه يصر على أن الصمت ليس خيارًا.