مصممة “كل العيون على رفح” تكشف للجزيرة مباشر قصة الصورة التي هزت العالم
لم تدرك معلمة العلوم الماليزية، زيلا أبكا، أن صورة صممتها بالذكاء الاصطناعي تضامنًا مع رفح، ستجوب العالم وتحظى لاحقًا بأكثر من 50 مليون مشاركة عبر منصة إنستغرام وحدها، ويشاركها مشاهير كثر في العالم.
وتعيش زيلا (39 عامًا) في ولاية صباح الماليزية، وتمارس هوايتها في تصميم الصور عبر أداة “إيميج كرياتور” الخاصة بالذكاء الاصطناعي من شركة مايكروسوفت.
اقرأ أيضا
list of 3 items“كل العيون على رفح”.. موقع أمريكي يكشف تفاصيل جديدة عمن يقف وراء الصورة الشهيرة
“رأي عالمي جديد يتشكل”.. جمهور الجزيرة مباشر يتفاعل مع صورة “كل العيون على رفح” (فيديو)
روت زيلا أبكا للجزيرة مباشر قصة التصميم الذي جاب العالم بشكل واسع، قائلة “كان هدفي من تصميم الصورة ونشرها هو فقط تسليط الضوء على المعاناة في رفح التي تكتظ بآلاف النازحين، ولم أكن أتوقع أبدًا أنها ستحظي بهذا التفاعل أو كل هذه المشاركات عبر منصات التواصل الاجتماعي”.
وأضافت زيلا “عندما رأيت العديد من الأشخاص في العالم بدؤوا باستخدام الصورة، اعتقدت أنها نجحت في توصيل الرسالة، وفتحت أعيننا على المأساة. بالتأكيد لا أستطيع الذهاب إلى هناك للقتال، لذا بالنسبة لي، هذا ما يمكنني الإسهام به ولو كان قليلًا، ولديَّ أمل أن يتمكن الجميع من الحديث عنهم”.
“كنت أشعر بالعجز”
وأوضحت زيلا أنها كانت تشعر بالعجز خلال متابعتها للحرب، ولم يكن لها من طريقة للتعبير عن عجزها إلا عبر استخدام هوايتها، فبدأت بتصميم صورة “كل العيون على رفح”، مشيرة إلى أنها لا تفضل القول إن التصميم يخصها، إذ أنها صممته بالذكاء الاصطناعي، ولا يعنيها أن يعرفها الناس، بل يكفي فقط “أن يفتح الناس عيونهم ويستيقظوا لأجل فلسطين”.
وكشفت الفتاة الماليزية أن فكرة الصورة راودتها بعد انتشار مقولة “كل العيون على رفح” لممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية ريك بيبركورن، ثم رأت منشورًا لأحد الصحفيين الفلسطينيين على منصة “تيك توك” يعرض مشاهد لخيمة صغيرة لكنها مكتظة بالنازحين، فبدأت بتصميم صورة علوية تُظهر مئات الخيام متراصة، في حين يمثل المنظر العلوي عيون العالم التي ترقب من بعيد.
“لم أتوقع كل هذا التفاعل”
وأكدت زيلا أنها لم تكن تتوقع كل هذا التفاعل والعدد الكبير من المشاركات، وأضافت “بالنظر إلى أكثر من 45 ألف مشاركة على فيسبوك وأكثر من 50 مليون مرة على إنستغرام، أغلبها من المشاهير والمؤثرين، اندهشت من حجم التأثير لهذه الصورة، وأدركت كيف استطعت أن أسهم ولو بالقليل من أجل فلسطين”.
وأوضحت معلمة العلوم أنها تلقت ردود فعل إيجابية واسعة من المجتمع الماليزي، وأكدت أن عائلتها وأصدقاءها كانوا فخورين بها، وهو ما حفزها لتصميم المزيد من الصور المناهضة للحرب.
لم تهتم زيلا -وفق ما قالت للجزيرة مباشر- بالطريقة التي تناولت بها وسائل الإعلام الإسرائيلية تصميمها “كل العيون على رفح”، وقالت “لم أرَ ذلك ولا يهمني في المقام الأول، فهدفي الأول هو الإسهام بشيء من أجل فلسطين وغزة، فالوعي هو ما يعنيني، حفظنا الله جميعًا”.
واختتمت زيلا أبكا، العضو النشط في مجموعة هواة الذكاء الاصطناعي الماليزيين على فيسبوك، حوارها مع الجزيرة مباشر باكية، وقالت “كل شخص يمكنه خدمة فلسطين من خلال دوره، كالمقاطعة أو غيرها، وأتمنى أن يكون جهادنا تجاه إخواننا في فلسطين -مهما كان بسيطًا- سببًا لأن نكون معًا في جنة الله”.