تعذيب واغتصاب وقتل.. شهادات جديدة عن الانتهاكات بحق الأسرى من غزة
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه تلقى شهادات جديدة من معتقلين فلسطينيين مفرج عنهم من السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية تؤكد استمرار ارتكاب جرائم التعذيب العنيف والمعاملة اللاإنسانية بحق آلاف المدنيين الفلسطينيين على نحو منهجي.
وطالب المرصد الأورومتوسطي مؤسسات العدالة الدولية والمجتمع الدولي بالخروج من دائرة الصمت، واتخاذ خطوات جدية إزاء ما يتكشف من “التعذيب الوحشي القائم على التمييز والانتقام الجماعي ونزع الإنسانية الذي يتعرض له المدنيون الفلسطينيون”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsصورة باسم التميمي تشعل المنصات بعد الإفراج عنه.. ماذا فعل به الاحتلال؟ (شاهد)
مجلس الأمن يعتمد مشروع قرار يدعم مقترح بايدن لوقف الحرب في غزة.. وحماس تعلق
“يابا بدي ياك”.. مشهد مؤثر من لقاء طفلة فلسطينية مع والدها الأسير بعد 8 أشهر من اعتقاله (فيديو)
وأضاف تقرير المرصد، الأربعاء، أن الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون تصل إلى حد القتل والاغتصاب، وغيره من أشكال العنف الجنسي، والحقن بالإكراه بمواد مجهولة، وترك ندوب وعلامات فارقة على أجسادهم، مشددًا على الحاجة لإلزام إسرائيل بإنهاء جرائمها كافة ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، بما في ذلك جرائم الاختفاء القسري الذي تمارسه بحق الآلاف منهم.
"جرائم قتل واغتصاب".. انتهاكات مفزعة للاحتلال يكشفها تقرير للمرصد الأورومتوسطي بحق الفلسطينيين pic.twitter.com/xD85ovU4NU
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) June 12, 2024
وأشار الأورومتوسطي إلى أنه تابع إفراج الجيش الإسرائيلي عن عشرات المعتقلين يوم الثلاثاء الماضي من منطقة “زيكيم” شمال قطاع غزة، وخلال لحظة الإفراج عنهم، أطلق الجيش الإسرائيلي النار تجاههم، وأجبرهم على السير والهرولة مئات الأمتار حتى يتمكنوا من الوصول إلى المناطق المأهولة بالسكان، حيث وصلوا وهم في حالة يرثى لها نتيجة التعب الذي زاد من سوء الحالة الصحية التي يعانون منها أصلًا نتيجة تعرضهم للتعذيب والتعنيف على مدار مدة الاعتقال.
تحقيق مصحوب بتعذيب وحشي
وفي إفادته لفريق الأورومتوسطي، قال المعتقل المفرج عنه “سمير عبد الله جمال مرجان” (23 عامًا) “اعتقلني الجيش الإسرائيلي في 11 مارس /آذار 2024، من حاجز النابلسي جنوب غربي غزة، أثناء محاولتي للنزوح إلى الجنوب، ونقلوني إلى مركز توقيف قبالة رفح لمدة شهرين ثم نُقلت إلى سجن عسقلان وقضيت هناك شهرين”.
ومضى مرجان في وصف ما تعرض له قائلًا “في المردوان (الممر) عشت أنا والأسرى الآخرين أيامًا صعبة. يوميًا كنا نعذب بشكل وحشي من ضرب وإهانات بالإضافة لاستخدام الكلاب للهجوم علينا وتخويفنا واستخدام الكهرباء للتعذيب. في سجن عسقلان، الوضع كان أسوأ فكنت في زنزانة انفرادية وبقيت 12 يومًا بدون طعام”.
وأضاف مرجان أنه خلال التحقيق “كانوا يستخدمون الصعقات الكهربائية للحصول على الاعترافات، ويسألونا عن حماس والأنفاق، وعندما أقول لا أعرف، فأنا مدني ولا علم لي بالأمور الأخرى، يتم ضربي”.
وأكد أن التحقيق “كان مصحوبًا بالاعتداءات والتعذيب الوحشي وكنت نخضع للتحقيق كل 10 أيام. شهدت في السجن على معاناة آخرين تردت حالتهم الصحية وساءت، بل وأصيبوا بأمراض هناك دون اهتمام طبي، بالإضافة لقيام الجيش بإعطاء بعض الأسرى حقن مجهولة. أنا رفضت أن يتم حقني بها وبسبب ذلك تم ضربي وتعريضي للتعذيب بالكهرباء الذي استمر طوال فترة الاعتقال”.
يستخدمها عن بعد في إعدام مدنيين.. الأورومتوسطي يوثق عشرات حالات القتل التي ينفذها الجيش الإسرائيلي باستخدام الطائرات المسيّرة "كوادكابتر" في غزة.
المزيد: https://t.co/7Nyojr8BDz
pic.twitter.com/8mhtftM1gx— المرصد الأورومتوسطي (@EuroMedHRAr) June 12, 2024
القتل تحت وطأة التعذيب
وفي إفادة أخرى لـ”عمرو عبد الفتاح العكلوك” لفريق الأورومتوسطي الميداني، وهو من سكان قطاع غزة، وكان يتلقى العلاج في القدس واعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي 3 مرات منذ اندلاع الهجوم على قطاع غزة، آخرها في 5 يونيو/حزيران الجاري، أكد من خلالها مقتل معتقل آخر، اسمه “محمد الكحلوت” من سكان الفالوجا شمال غزة، تحت التعذيب من قبل قوات الجيش الإسرائيلي.
ويبرز الأورومتوسطي ما أشار إليه تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وإسرائيل، الذي نشر بتاريخ 12 يونيو/حزيران، بما يتعرض له الفلسطينيون من قطاع غزة بشكل عام، والمعتقلون والمعتقلات الفلسطينيات بشكل خاص، من جرائم التعذيب والمعاملة اللاإنسانية، والعنف الجنسي، بما يشمل الإجبار على التعري العلني، بما في ذلك أثناء تغميتهم وربطهم بكرسي وهم راكعون أو وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم، واستجوابهم وتعريضهم للإيذاء الجسدي والنفسي أثناء كونهم عراة، وإجبارهم على القيام بأفعال مهينة وهم عراة، مثل الرقص من دون ملابس أثناء تصويرهم.
وذكر بأن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية “كريم خان” تجاهل الجرائم الخطرة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية الأمنية والعسكرية ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية بشكل عام، بما في ذلك جرائم الحبس غير المشروع، والقتل العمد والتعذيب والاغتصاب والمعاملة اللاإنسانية والاختفاء القسري وتعمد إحداث معاناة شديدة من خلال الحرمان من الرعاية الطبية الضرورية، والحرمان من المحاكمة العادلة.
وأكد المرصد الأورومتوسطي وجود العديد من التقارير الدولية الموثوقة والمدعمة بالأدلة الصادرة عن المؤسسات الحقوقية والإعلامية التي تؤكد، وبناء على التحقيقات التي أجرتها، ارتكاب التعذيب والعنف ضدهم بشكل واسع النطاق ومنهجي، بما في ذلك جرائم قتل وتعذيب، حيث وردت تقارير إسرائيلية عن مقتل 36 معتقلًا من قطاع غزة خلال 8 أشهر، إلى جانب مئات الشهادات المرعبة التي قدمها مفرج عنهم.