من بين ركام الحرب.. عبير موسى نازحة تغرس “شجرة الأمل” في نفوس أطفال خان يونس (فيديو)
“صنعنا حياة من اللا حياة”
الفلسطينية عبير موسى، إحدى النازحات اللائي لم يستسلمن لما شهدنه من أهوال الحرب وآلامها. فعلى الرغم من عيشها في مدرسة تابعة للأونروا، بعد نزوحها وعائلتها من خان يونس إلى رفح أواخر ديسمبر/ كانون الثاني، واضطرارهم للعودة إليها بعد اجتياح رفح، إلا أنها ظلت تحمل في قلبها نورا وأملا أفاضت بهما على كل من هم حولها.
عبير، البالغة من العمر 20 عاما، ومن وسط الركام في مدرسة الإيواء التي تتشح جدرانها بالسواد جراء القصف، صنعت مبادرة اسمتها “شجرة الأمل”، وروت للجزيرة مباشر قصة مبادرتها قائلة “سألت الأطفال ماذا تتمنون أن تصبحوا في المستقبل، بدأ كل منهم يخبرني عن أمنيته، فهذا يود أن يكون مهندسا، وذاك محاميا، والآخر طبيبا”.
“شجرة الأمل”
ولفتت عبير إلى أن الهدف من سؤالها كان أن تعرف هل تبقت لديهم أحلام بالمستقبل أم لا؟ وما أن عرفت أنهم لا يزالون يحتفظون بأحلامهم، أتتها فكرة “شجرة الأمل” التي رسمتها على جدران أحد الفصول الدراسية المحترقة، بسبب عدم وجود شجرة حقيقية”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالكنيست يقر قانون ترحيل عائلات المقاومين الفلسطينيين
ترمب يعود إلى البيت الأبيض مجددا
كمائن وإسقاط مسيّرات وتفجير آليات.. أبرز عمليات المقاومة في غزة بعد 13 شهرا على الحرب (فيديو)
رسمت عبير الشجرة وأعدت قصاصات بأسماء المهن المستقبلية التي تمثل أمنيات الأطفال، ثم قامت بلصقها على أغصان الشجرة المرسومة على الحائط.
“صنعنا حياة من اللا حياة”
وأوضحت صاحبة المبادرة أن ذلك أثر على معنويات الأطفال، بالترافق مع اللعب والأنشطة الأخرى التي تحاول ممارستها معهم، فباتوا حريصين على المداومة معها على مدار الأسبوع، بعدما كبُر الأمل في قلوبهم، ودبت الحياة شيئا فشيئا في نفوسهم التي أنهكتها الحرب.
وعن هذا التحول رغم سوء العيش في مدرسة الإيواء، قالت الفتاة الفلسطينية “صنعنا حياة من اللا حياة”.
وأعربت عبيرعن أملها في أن تنتهي حرب الإبادة التي تتعرض لها غزة، قائلة ” بتمنى أول شيء أن نستعيد بيوتنا الآمنة، وتنتهي حرب الإبادة الجماعية التي نعيشها، وعودة الحياة إلى طبيعتها، والدراسة في الجامعة والمدارس، فالأطفال أصبحوا يعانون الأمية من عدم الدراسة، وحتى الكبار يعانون أيضا”.
ووفقا لخبراء أمميين، فإن الهجمات المستمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي على البنية التحتية التعليمية في غزة، سيكون له تأثير مدمر طويل الأمد على حقوق السكان الأساسية في التعلم والتعبير عن أنفسهم بحرية، كما أنه سيحرم جيلا آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم.
وحسب تقديرات الأمم المتحدة دمرت الحرب الإسرائيلية على القطاع حوالى 90٪ من المباني المدرسية بشكل كامل أو جزئي، وحرمت نحو 625 ألف طالب وطالبة من التعليم.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، تشن إسرائيل حربًا طاحنة على غزة خلّفت آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.