تحقيق لـ”نيويورك تايمز” يكشف استهداف الجيش الإسرائيلي لتجمعات المدنيين في رفح

شهداء غارة جيش الاحتلال الذين قتلوا يوم 27 مايو/أيار (أسوشيتد برس)

كشف تحقيق لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أنه على الرغم من دفوعات جيش الاحتلال بأنه حريص على تجنب إيذاء المدنيين عندما يستهدف مقاتلي “حماس” وفصائل المقاومة في غزة، فإن التحقيقات أظهرت أن سقوط ضحايا من المدنيين كان أمرًا لا مفر منه.

وقالت الصحيفة إن إسرائيل شنت هجومًا ليليًا الشهر الماضي على مخيم السلام الكويتي 1، وأسقطت قنبلتين بزنة وصلت 250 رطلًا على مبان في المخيم. حيث انطلقت الشظايا القاتلة في كل اتجاه، وبحلول الصباح تأكد مقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين.

وأضافت الصحيفة أن الغضب الدولي جاء في أعقاب الهجوم الثاني الذي وقع في 26 مايو/أيار الماضي، واستهدف أحياء مدنية أخرى، ومع ذلك أصر الأدميرال دانييل هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، على أنه “لم تكن هناك خيام في المنطقة المجاورة مباشرة” للأهداف.

وتحدثت الصحيفة مع العديد من الشهود وخبراء الذخائر، وراجعت مقاطع “فيديو” للمكان، وحللت صور الأقمار الصناعية لتجميع صورة أوضح للضربة، وقامت بفتح تحقيق خلصت من خلاله إلى أن إسرائيل قصفت أهدافًا مدنية داخل مخيم كان موجودًا منذ أشهر، يؤوي مئات الأشخاص الذين شردتهم الحرب.

آثار قصف الاحتلال لخيام النازحين في رفح جنوبي قطاع غزة
آثار قصف الاحتلال لخيام النازحين في رفح جنوبي قطاع غزة (الأناضول)

رفح تحت النار

وقالت الصحيفة إن جيش الاحتلال أصدر قبل العملية الإسرائيلية في رفح، التي بدأت في 6 مايو/أيار، أوامر بإخلاء الأحياء الواقعة شرق وسط المدينة، باستثناء المنطقة التي تضم مخيم السلام الكويتي 1، الذي كان يؤوي ما يصل إلى 350 عائلة.

وتم إنشاء مخيم السلام الكويتي 1 قبل أشهر عدة، بالقرب من منطقة تل السلطان شمال غرب رفح، وتوسعت مساحته لتشمل عشرات الخيام وحوالي 40 سقيفة معدنية طويلة بإطارات خشبية.

وأظهرت مقاطع “الفيديو” وصور الأقمار الصناعية أن كل سقيفة كانت تؤوي ما بين 5 إلى 7 أشخاص، رغم أنه من غير الواضح عدد الأشخاص الذين كانوا في المكان عينه أثناء الغارة الإسرائيلية.

وأطلقت الطائرات الإسرائيلية قنبلتين أمريكيتي الصنع من طراز “GBU-39” “ذات القطر الصغير”، تزن كل منهما حوالي 250 رطلًا وتحمل 37 رطلًا من المتفجرات.

ووصفت شركة “بوينغ” المصنعة لقنبلة “GBU-39” بأنها سلاح دقيق ذو “أضرار جانبية منخفضة”.

وتعرضت إسرائيل لانتقادات شديدة لاستخدامها هذه الذخائر الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان، واتهمت بالتسبب في وقوع إصابات بشرية كبيرة، وتدمير المواقع المدنية بشكل عشوائي.

وخلصت الصحيفة إلى أن هذه الضربة جمعت بين قوة السلاح والموقع والتوقيت، وأدت إلى إحداث دمار يتجاوز الهدف، وأن الانفجارات أدت إلى انتشار الشظايا التي تسببت في أعداد هائلة من القتلى والإصابات على مسافة تصل إلى حوالي 570 قدمًا.

المصدر : الجزيرة مباشر + نيويورك تايمز

إعلان