حزب العمال البريطاني يطلق برنامجه الانتخابي ويتعهد بالاعتراف بدولة فلسطينية
أطلق حزب العمال البريطاني برنامجه الانتخابي، الخميس، وتعهد فيه بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في إطار مساهمته في دفع عملية السلام.
وقال حزب العمال، الذي تشير استطلاعات الرأي إلى تقدمه بفارق كبير عن حزب المحافظين قبل الانتخابات التي سوف تتم في 4 يوليو/تموز المقبل، في برنامجه الانتخابي إن “الدولة الفلسطينية هي حق للشعب الفلسطيني لا يمكن التنازل عنه”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبريطانيا.. استطلاع يكشف أن أغلبية الشباب لا يعتقدون بضرورة وجود إسرائيل
ذا غارديان: حزب العمال البريطاني قد يتعهد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية
بريطانيا.. متظاهرون يهاجمون 20 من فروع بنك لاستثماره في شركات تزود إسرائيل بالأسلحة (فيديو)
وأضاف الحزب في برنامجه “نحن ملتزمون بالاعتراف بدولة فلسطينية في إطار المساهمة لتجديد عملية السلام التي ستؤدي إلى حل الدولتين: إسرائيل آمنة إلى جانب دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة”.
ووصف برنامج الحزب الدولة الفلسطينية بأنها “ضرورية” لأمن إسرائيل في الأجل الطويل.
وذكرت وكالة “رويترز” أن حكومة حزب المحافظين الحالية سبق أن قالت إنها يمكن أن تعترف رسميًا بالدولة الفلسطينية، قبل نهاية عملية السلام، وأنه يجب منح الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية “رؤية سياسية لطريق موثوق به نحو دولة فلسطينية ومستقبل جديد”.
برنامج لخلق الثروة
كما أطلق حزب العمال “برنامجًا من أجل خلق الثروة”، متعهدًا بتحفيز الاقتصاد مرة أخرى إذا فاز في الانتخابات المقررة الشهر المقبل بعد 14 عامًا من المعارضة.
ويتقدم حزب العمال على حزب المحافظين بزعامة ريشي سوناك بحوالي 20 نقطة منذ ما يقرب من عامين، مما يشير إلى أنه من المنتظر أن يصبح زعيمه كير ستارمر رئيس الوزراء المقبل.
وقال ستارمر (61 عامًا) وهو يكشف عن خطة حزبه المنتمي ليسار الوسط إن “خلق الثروة هو أولويتنا الأولى والنمو الاقتصادي هو عملنا الأساس”.
ويأتي إطلاق برنامج حزب العمال بعد يومين على قيام حزب المحافظين بتقديم وعود إلى الناخبين بتخفيض الضرائب، في حملة انتخابية شهدت فيها تكاليف خطط الإنفاق التي تقدمت بها الأحزاب السياسية تدقيقًا شديدًا.
ورغم تقدم حزب العمال الكبير في استطلاعات الرأي، فإن ستارمر يكافح للتغلب على ادعاءات حزب المحافظين المستمرة بأن حزبه سوف ينفق الأموال العامة بشكل متهور، ويزيد الضرائب الشخصية.
واستبعد ستارمر زيادة ضريبة المبيعات على القيمة المضافة ومعدلات ضريبة الدخل والتأمين الوطني.
ويقول إن حزب العمال سيركز بدلًا من ذلك على تحفيز النمو الاقتصادي بحال فوزه.
وتعهد ستارمر باستعادة “الاستقرار” الاقتصادي بعد الاضطرابات التي شهدتها السنوات الأخيرة التي شهدت وصول نسبة التضخم إلى 11.1% في أكتوبر/تشرين الأول 2022، وهو أعلى مستوى منذ 40 عامًا.
“ليس لدينا عصا سحرية”
وأكد ستارمر في مانشستر بشمال غرب إنجلترا “ليس لدينا عصا سحرية، لكن ما لدينا، وما يمثله هذا البيان، هو خطة موثوقة طويلة المدى”.
وتعهد بإنهاء “فوضى” حزب المحافظين، و”إعادة بناء” بريطانيا.
ووعد حزب العمال أيضًا بتوظيف 6500 معلم جديد وتوفير 40 ألف موعد جديد للمستشفيات أسبوعيًا.
ويخطط الحزب لوضع حد أقصى لضريبة الشركات عند 25%، لكنه يسعى لجمع مليارات الجنيهات الإسترلينية من الإيرادات الإضافية عبر اتخاذ إجراءات صارمة ضد الأوضاع الضريبية لغير المقيمين مع زيادة الرسوم على المدارس الخاصة وأرباح النفط والغاز.
وأعاد ستارمر تركيز تشكيل الحزب إلى الوسط بعد مرحلة جيريمي كوربن الذي اتبع نهجًا ينحو إلى اليسار.
وكان سلفه كوربن مني بهزيمة في الانتخابات الأخيرة في عام 2019، ومع برنامج جذري تضمن مقترحات لإعادة تأميم شاملة للصناعات الرئيسة، وزيادة الضرائب على أصحاب الدخل المرتفع.
وعانى البريطانيون اضطرابات سياسية غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، مع 5 رؤساء وزراء من حزب المحافظين منذ عام 2010، و3 في أربعة أشهر فقط في 2022.
وبدأ بعض كبار أعضاء حزب المحافظين بالاعتراف بالهزيمة بالفعل، وحثوا الناخبين على الحد من حجم غالبية حزب العمال.
وستكون أولى مهام ستارمر، في حال وجد نفسه رئيسًا لوزراء بريطانيا في 5 يوليو/تموز، الإعداد لقمة حاسمة لحلف شمال الأطلسي في واشنطن في الأسبوع التالي، واستضافة اجتماع للزعماء الأوروبيين.