بنوك الدم تستغيث.. أصحاب الأمراض المزمنة في غزة يواجهون شبح الموت (فيديو)
الحرب فاقمت أوجاعهم
أجساد هزيلة أنهكتها الحرب وتغيرت معها ملامح الكثيرين ونحُلت أجسامهم، فإذا كان هذا هو حال الأصحاء من أبناء قطاع غزة في ظل الحصار وتفشي المجاعة، فكيف بالمرضى الذين تضاعفت أوجاعهم، مرة مع معاناة المرض، وأخرى جراء آلام الجوع.
يعاني الآلاف من سكان قطاع غزة في مخيمات النزوح من فقر الدم نتيجة سوء التغذية والمجاعة التي يمر بها القطاع جراء الحرب الإسرائيلية؛ مما دفع بنوك الدم بالمستشفيات إلى مناشدة المواطنين التبرع بالدم من أحل إنقاذ المرضى من الأطفال والنساء الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة المعرضين لخطر الموت.
اقرأ أيضا
list of 4 items“عملية مركبة”.. القسام تفجر عبوة في قوات الاحتلال وتستهدف مجموعة نقل القتلى والجرحى وتقصف إسرائيل (فيديو)
شاهد: اللحظات الأولى لعملية بئر السبع وهروب جنود إسرائيليين مسلحين
أصعب ما رآه أطباء قطاع غزة خلال عام من الحرب (فيديو)
نقص حاد في وحدات الدم
وأجمع عدد من أطباء ومرتادي مستشفى ناصر على أن هناك نقصا حادا في أقسام ووحدات الدم؛ مما يضاعف آلام المرضى الذين هم في حاجة ملحة إلى الدم بصفة مستمرة، وفق الطبيب صالح مصطفى شيخ العيد أخصائي الدم والأورام.
ووجه الطبيب شيخ العيد في لقاء الجزيرة مباشر دعوة إلى المواطنين للتبرع بالدم لإنقاذ حياة المرضى.
وأوضح شيخ العيد أن هناك نقصا شديدا للغاية في الدم، وأن الأمر لا يقتصر على نقل الدم، بل هناك مرضى في حاجة إلى نقل صفائح أو بلازما وهذه من مشتقات الدم، مشددا على أن هؤلاء المرضى إذا لم يتم نقل الصفائح الدموية إليهم قد يواجهون الموت بسبب النزيف.
وأشار أنور المليحي رئيس قسم الكيمياء في مختبر مجمع ناصر الطبي، إلى المعاناة المتفاقمة جراء نقص الدم، في ظل الحرب ونقص التغذية، وهذا يشكل عبئا كبيرا على بنك الدم داخل مختبر المستشفى، موضحا أن هناك ضعفا واضحا في عينات دم المتبرعين نتيجة نقص التغذية.
وأعرب عن أمله أن تأخذ مؤسسات من خارج القطاع زمام المبادرة والعمل على توفير الدم اللازم لمستشفيات القطاع، وهو ما سيساهم في تخفيف عبء كبير في ظل ظروف الحرب.
مرضى يصارعون شبح الموت
من جانبها، لفتت إيمان أبو حطب وهي مريضة كُلى، إلى معاناتها نتيجة نقص الدم، وصعوبة حصولها على متبرع بسبب سوء التغذية؛ مما يجعلها تعاني فقدان التوازن وزياة آلامها.
أما هاني البراوي وهو مريض كُلى فعبر لكاميرا الجزيرة مباشرعن معاناته نتيجة نقص الدم وسوء التغذية، ما يجعله غير قادر على المشي أو حتى مجرد حفظ توازنه، في ظل تفشي المجاعة وإغلاق المعابر.
وقال المريض إنه في حاجة لتغذية لكنه لا يجد ما يسد جوعه أو يمد جسمه باحتياجاته اللازمة.
أما مريض الكُلى الآخر ياسر حسني، فأشار إلى أن غير المرضى أغلبهم لم يعد باستطاعتهم التبرع بالدم نظرا لقلة الطعام؛ ولذلك أصبحت أجساد الأصحاء هزيلة ولم يعد بإمكانهم التبرع لغيرهم من المرضى.
كاميرا الجزيرة مباشر التقت أيضا “أحمد” الذي بدا جسده نحيلا، وكشف عن آلامه التي يعيشها منذ صغره، وحاجته المستمرة للدم. ورغم آلامه اضطرته ظروف الحرب أن يكابد المعاناة، ويحاول التعايش مع آلامه في ظل عدم وجود جرعات دم تخفف من وجعه.