باراك: النصر المطلق شعار فارغ والأزمة الحالية الأخطر في تاريخ إسرائيل

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك أن إسرائيل “في ذروة أزمة تتطور بشكل مستمر دون أن تصل إلى نهايتها بعد”.
وأشار باراك في مقال رأي نُشر صحيفة (هآرتس) العبرية إلى أن الأزمة الحالية بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بأسوأ فشل في تاريخ إسرائيل، وهي اليوم تعد أخطر أزمة في تاريخ البلاد.
وأوضح أن الأزمة مستمرة في حرب هي الأقل نجاحًا في تاريخ إسرائيل، وأن شعار “النصر المطلق” الذي ترفعة القيادة الحالية شعار فارغ بسبب الشلل الاستراتيجي الذي تعاني منه البلاد والمتمثل في غياب قيادة حقيقية.
وقال باراك “إننا بصدد اتخاذ قرارات مصيرية بين مجموعة من البدائل الصعبة والخطيرة فيما يتعلق بمواصلة القتال في قطاع غزة، وتوسيع العملية ضد حزب الله في الشمال والمخاطرة بحرب متعددة الجبهات تشمل إيران ووكلائها”.
وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أن كل هذا يحدث بينما يتواصل الانقلاب القضائي في الخلفية، بهدف “إقامة دكتاتورية دينية عنصرية وقومية متطرفة ومسيحانية جاهلة”.
وتابع باراك “إذا استمرت حكومة الفشل في مكانها، فخلال أشهر أو حتى أسابيع، سنجد أنفسنا غارقين بعمق”.
وقال “كل هذا سيحدث بينما تكون إسرائيل معزولة وعلى خلاف مع الولايات المتحدة، الدولة الوحيدة التي تزودنا بالسلاح والدعم الدبلوماسي الفعال”.
وقال “إن الأزمة تتطلب منا أن نحشد كل ما هو قوي وصالح وفعال للعودة إلى النمو والتمكين والتنوير والأمل الذي سارت عليه إسرائيل خلال معظم تاريخها، وسيكون ذلك نصرًا حقيقيًا”.
وأوضح باراك أن المرحلة لا تحتمل المزيد من الأخطاء، وأنه “يتعين علينا أن ننظر بشكل مباشر وشجاع إلى ما حدث لنا والبحث في أسبابه، ثم بعد ذلك التصميم على إصلاح الأمر بسرعة، على الرغم من المعارضة التي سيولدها القيام بذلك”.
وقال “هذه حالة طوارئ حقيقية، فجوهر الكارثة التي نواجهها هو أنه في خضم الكارثة، تقود إسرائيل حكومة ورئيس وزراء من الواضح أنهم غير مؤهلين لتولي مناصبهم”.
وحذر باراك من أن الأشخاص المسؤولين عما حدث في 7 أكتوبر وعن إدارة الحرب الفاشلة في غزة ليسوا مؤهلين لقيادة إسرائيل إلى عهد جديد حيث ستكون المخاطر أكبر بكثير.
وقال “القبطان الذي أغرق سفينتين بالفعل، واحدة تلو الأخرى، لا يمكن أن يعهد إليه بقيادة السفينة الثالثة والأخيرة”.
وأضاف أن إسرائيل مهدّدة باتخاذ إجراء من المحكمتين الدوليتين في لاهاي ومواجهة مجموعة من الدول التي تسعى إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى بدون مفاوضات مع إسرائيل.
واختتم باراك قائلا “المطلوب الآن هو التوصل إلى اتفاق فوري لإعادة الأسرى إلى الوطن، حتى ولو كان على حساب الالتزام بإنهاء الحرب لتهدئة الوضع في الجنوب، وتهدئة الشمال من خلال اتفاق دبلوماسي ولو مؤقتًا بوساطة واشنطن، وإعادة الأشخاص الذين جرى إجلاؤهم من جنوب وشمال إسرائيل إلى منازلهم وتجديد ترساناتنا والسماح لقواتنا بالتعافي، وعودة الاقتصاد إلى العمل الطبيعي”.