السودان.. عائلة تتمسك بالبقاء في منزلها وسط احتدام المعارك بين الجيش والدعم السريع (فيديو)

تمسكت أسرة أستاذ الهندسة بجامعة الخرطوم الصادق شرفي بمنزلها في منطقة ود نوباوي بمدينة أم درمان السودانية أكثر من عام بعد مغادرة كل العائلات للمنطقة، وذلك قبل أن يُسيطر الجيش على المنطقة كلها في فبراير/شباط الماضي، على وقع المعارك مع قوات الدعم السريع.
وفي مقابلة مع الجزيرة مباشر، يحكي شرفي تفاصيل القصة من داخل منزله، مؤكدًا أن الدافع الأساسي لبقائه وأسرته رغم قرب المعارك من المنزل هو إيمانه العميق بأن الموت يُدرك الناس حتى ولو كانوا في بروجٍ مشيدة، مضيفًا “كنا في بادئ الأمر نتخوف من أصوات القذائف، لكن مع مرور الوقت تعودنا عليها”.
وواجهت الأسرة عدة مصاعب أثناء حصارها داخل المنزل خاصّةً في الحصول على احتياجاتها الأساسية وسط النزاع، حيث تمركزت قوات الدعم السريع في الناحية الجنوبية، وسيطر الجيش على الناحية الشمالية مدة تزيد على 4 أشهر.
وأردف شرفي “بمجرد أن تحاول الخروج من المنزل، تسمع صوت الرصاص قادما نحوك، فلم نكن نستطيع الخروج حتى تتراجع قوات الدعم السريع إلى الجنوب ليلًا، عندها كنت أخرج لأحضر الماء من الحوش والحطب ونحوه”.
وأوضح كيف عاشوا في الحصار قائلا: “فكرنا أولًا في الحصول على مواد تموينية مع صعوبة الحصول على الأموال، فقام بعض أصحاب المحلات التجارية بمنحنا بعض المواد التموينية قبل مغادرتهم المنطقة، مثل الفول المصري والعدس والدقيق والزيت، وعشنا على هذه المواد لفترة استمرت أكثر من أربعة أشهر”.
وعن أثر المعارك المحتدمة على المنطقة، قال “ممكن تشوف أنه لا يوجد بيت سليم، 80% من البيوت غير صالحة للسكن، فقد تمت استباحتها وسرقتها وتدميرها ونحن نشاهد دون قدرة على فعل أي شيء”.
ومنذ منتصف إبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.