“دليل اضطراب ما بعد الصدمة”.. خدمة من الجيش الإسرائيلي لجنوده بعد انتحار أحدهم

جنازات متوالية لجنود إسرائيليين يشاركون في العدوان على غزة
جنازات متوالية لجنود إسرائيليين يشاركون في العدوان على غزة (رويترز)

أطلق قسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع الإسرائيلية لأول مرة باللغة العبرية تطبيق “دليل اضطراب ما بعد الصدمة” للتعامل مع القلق وأعراض ما بعد الصدمة.

ومن المفترض أن يكون التطبيق مجانا ومتاحا للجمهور الإسرائيلي بأكمله.

وتأتي هذه الخطوة نتيجة الضغوط النفسية الكبيرة التي يتعرض لها الجنود الإسرائيليون، الذين يشاركون في الحرب على قطاع غزة، حيث يعاني الآلاف منهم من اضطرابات نفسية ويحتاجون إلى الدعم والمساندة.

وقالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في تقرير لها الجمعة إن “آلاف الجنود الإسرائيليين يعودون من غزة وهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، وإن أكثر من 10 آلاف من جنود الاحتياط طلبوا خدمات الصحة العقلية”، وذلك طبقا لمنظمة نيفجاشيم، وهي حركة اجتماعية تعمل على تقديم دعم شامل للصحة العقلية لجنود الاحتياط.

انتحار جندي مصاب بالاضطراب

وتناولت الصحيفة ما وصفته “بالحالة المأساوية لانتحار جندي” من الجيش الإسرائيلي. وأشارت إلى أن “انتحار الجندي إليران مزراحي يعكس النطاق الواسع للصدمات التي يعاني منها الكثير جدا من الإسرائيليين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي”، مع بداية الحرب في قطاع غزة.

وقد استُدعي مزراحي، وهو متزوج وأب لأربعة أطفال، للخدمة بعد فترة قصيرة من بداية الحرب، وأُرسل إلى غزة حيث عمل “مهندسًا قتاليًّا” مدة سبعة أشهر، وأُصيب مرتين.

مزراحي أنهى حياته بنفسه بعد أن استدعاه الجيش الإسرائيلي مرة أخرى للقتال
مزراحي أنهى حياته بنفسه بعد أن استدعاه الجيش الإسرائيلي مرة أخرى للقتال (تايمز أوف إسرائيل)

 

وعانى مزراحي من ضغوط نفسية كبيرة، وتم تصنيفه على أنه مصاب باضطراب ما بعد الصدمة؛ مما أدى إلى إنهاء خدمته مع الجيش الإسرائيلي في إبريل/نيسان الماضي.

غير أنه تلقى طلبا طارئا من الجيش للعودة إلى القتال في غزة الأسبوع الماضي، وبعدها بيومين أنهى حياته بنفسه.

ضغوط من أسرته

وطلبت أسرة مزراحي أن يتم دفنه في المقابر العسكرية في جبل هرتزل، وأن يتم تكريمه ومنح أسرته المزايا التي يحصل عليها العسكريون الذين يلقون حتفهم أثناء الحرب.

لكن الجيش الإسرائيلي رفض في بداية الأمر هذا الطلب على أساس أن مزراحي “لم يكن في الخدمة الفعلية وقت وفاته”، وبضغوط أسرته عبر وسائل الإعلام، وافق الجيش على أن تقام له جنازة عسكرية، بناء على قرار من وزير الدفاع يؤاف غالانت ورئيس الأركان هيرتزي هاليفي.

وقالت شقيقته هيلا في مقابلة مع القناة الـ13 الإسرائيلية إن مزراحي “تعرض لإطلاق صواريخ، وشاهد أصدقاءه يموتون، وأحضر جثثا من المعركة، وفعل كل شيء لإسرائيل”، مضيفة أنه يستحق التكريم.

وأشارت الصحيفة إلى أنه يجب القيام بتحقيق في قرار استدعاء مزراحي للخدمة، وهو في هذه الحالة النفسية، “وضمان عدم إعادة الجنود الذين يواجهون مواقف مماثلة إلى الخدمة القتالية الفعلية”.

المصدر : تويتر + جيروزاليم بوست

إعلان