ماهر حبوش.. مدرب كمال أجسام من شمال غزة يسلبه الاحتلال حلم البطولة (فيديو)
“خسرت تعب السنين”
يقف ماهر حبوش مدرب كمال الأجسام، على أنقاض أحد النوادي المدمرة في شمال غزة، مستحضرًا حلمه الذي سُلب منه مع دخول العدوان الإسرائيلي شهره التاسع على التوالي.
وقد حصد ماهر حبوش البالغ من العمر 35 عامًا، بطولات آسيوية عدة، مُكرسًا 15 عاماً من حياته لتحقيق حُلمه بأن يكون لاعباً محترفاً يمثل فلسطين في المحافل الرياضية الدولية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبعد عملية “حاجز النفق”.. بن غفير يطالب بحواجز دائمة على طرق الضفة المحتلة وحماس تعلّق
الضفة الغربية تبث أول إذاعة لغزة بعد تدمير الاحتلال 11 محطة محلية بالقطاع المحاصَر (فيديو)
قوة إسرائيلية تغتال شابا بقلقيلية.. وشهيد برصاص الاحتلال في نابلس وسط اشتباكات ضارية مع المقاومة (فيديو)
وفي حديثه للجزيرة مباشر، يقول ماهر “في شهر سبتمبر الماضي، بدأت بتجهيز نفسي واتباع نظام غذائي خاص بكمال الأجسام، وممارسة التمارين الرياضية مرتين في اليوم، بهدف المشاركة في بطولة العرب المقامة على الأراضي المصرية، إلا أن الحرب الإسرائيلية حالت دون ذلك”.
يأس وإحباط
ومع بداية الحرب، بقي الأمل في المشاركة قائمًا، لكن ماهر أصيب بحالة من اليأس والإحباط عقب استهداف منزل عائلته.
وعدد ماهر ما أفقدته الحرب من منزل وعمل وأصدقاء وحلم للبطولة، انتهاءً بخسارته أكثر من 15 كيلوغرامًا من وزنه، قائلًا “بعد أشهر من الحرب تعرضت غزة للمجاعة، ووصلنا إلى مرحلة من الجوع والتعب، تلاشى معها حُلمي وخسرت تعب السنين في بناء العضلات، وبدأت بالبحث عن طعام يسد جوع بناتي وعائلتي”.
وعندما نفد ما لديه من خبز وطعام إثر الحصار الخانق المفروض من قبل الاحتلال، لم يجد مدرب كمال أجسام في قطاع غزة شيئا يطعم به أولاده سوى علبة البروتين المخصصة لحميته الغذائية.
ووثق المدرب ماهر حبوش عبر حسابه على إنستغرام، مقطع فيديو له وهو يستخدم علبة البروتين المتبقية لديه، كي يصنع لأطفاله منها بعضا من المهلبية مطلقا عليها اسم (مهلبية البروتين).
وفي تحدٍ لممارسات الاحتلال ضد كافة أشكال الحياة في القطاع، حرص ماهر على مواصلة التدريب، قائلًا “عقب انسحاب الآليات الإسرائيلية من المناطق الغربية للمدينة، بدأت بالعودة إلى النادي وممارسة التمارين ثلاثة أو أربعة أيام في الأسبوع حسب الوضع الأمني”.
رسالة صمود
ويبث ماهر من خلال مقاطع الفيديو التي يشاركها عبر حسابه على إنستغرام، رسالة أمل وصمود، حيث يرى أن شعب غزة قادر على مداواة جراحه، وإعادة بناء مدينته، وإدخال الفرحة على قلوب أهله.
وختم ماهر حديثه متمنيًا انتهاء الحرب وعودة النازحين إلى ديارهم، وأن ينعم قطاع غزة بالأمن والاستقرار، ويتحقق حلمه في الحصول على بطولات عالمية في كمال الأجسام.
يُذكر أن جيش الاحتلال تعمد استهداف البنية التحتية الرياضية في القطاع منذ السابع من أكتوبر، حيث دمر وأضر بمعظم صالات اللياقة البدنية إضافة إلى ملاعب كرة القدم وغيرها من المرافق الرياضية، دون أي تحركٍ من المؤسسات الرياضية الدولية.