“ليالي السودان”.. مطعم في قلب إسطنبول يستعرض تاريخ وثقافة بلاده (فيديو)
يخفف عن أبناء شعبه مرارة الحرب وفرصة للجميع للتعرف على السودان بعين أخرى
رغم صعوبة المنافسة في السوق التركي إلا أن السوداني محمد حلفا قبل التحدي، وافتتح مطعما سودانيا تحت اسم ليالي السودان في قلب مدينة إسطنبول، ليعرّف الناس على ثقافة بلاده، ويخفف عن أبناء شعبه ويلات الحرب.
وقال محمد، خلال لقائه مع الجزيرة مباشر “رغم أن ثقافتنا السودانية عريقة للغاية، لكنها غائبة عن الكثيرين، فأحيانًا عندما يسألنا أحد الأتراك من أين أنتم فنضطر للتعريف ببعض الدول المجاورة حتى يعرف أين تقع السودان”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsاستمرار المعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع في الفاشر وسنار (فيديو)
السودان.. نازحون يشتكون من سوء الأوضاع المعيشية بعد مرور أكثر من عام على إقامتهم بمراكز الإيواء في دارفور (فيديو)
كارثة جوع غير مسبوقة.. الأمم المتحدة: أكثر من نصف سكان السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد
من أجل الترابط
وأكد حلفا الذي درس الهندسة أن بلاده مليئة بالثقافات المتنوعة وغنية بالتاريخ والتراث، إلا أنها مظلومة إعلاميًا ما جعلها غائبة عن العامة، لذلك وجد أن هناك ضرورة لفتح هذا المطعم خاصة بعد الحرب، حتى يزيد من الترابط بين أبناء الجالية السودانية بإسطنبول.
وإلى جانب ذلك لفت حلفا إلى أنه بعد الأحداث الدائرة في بلاده وقع على عاتقهم دعم السودانيين داخل وخارج تركيا عن طريق تقديم الوجبات المجانية للسودانيين أو تشغيل عدد منهم ومن ثم هم يرسلون لذويهم الأموال لإدارة أمورهم في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
وأضاف “دائمًا بابنا مفتوح لكل أبناء الجالية السودانية وحتى إخواننا من الجنسيات المختلفة، فمن أهدافنا أيضًا أن يكون هناك مكان يشعر فيه السودانيون بالأمان والراحة وكأنهم في بلدانهم”.
الحنين للوطن
وهذا ما أكدت عليه السودانية هاجر عيسى “عندما جئت لأول مرة إلى المطعم كنت مع أصدقائي وكانت بداية الحرب والوضع النفسي سيء للغاية، جلست وعندما هممنا بالخروج قلت لهم يا الله نحن في إسطنبول كم شعرت بالألفة والحنين إلى الأجواء السودانية، شعرت أنني بين أهلي”.
المطعم لا يقتصر فقط على أبناء الجالية السودانية، بل يزوره جاليات عربية عدة، وفي هذا الإطار قالت اللبنانية أسما “تعرفت على أحد الأصدقاء السودانيين ومع مرور الوقت تعرفت على المزيد منهم وعشقت روحهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم الفريدة”.
معرض صغير داخل المطعم
قرر محمد حلفا تعريف العالم بأهم وأبرز الأماكن بالسودان، فوضع مجموعة من الصور على جدران المطعم من بينها جامعة الخرطوم وأكبر المحميات الطبيعة الموجودة بإفريقيا والأهرامات، وعدد من المنتجات التي تصنع في بلاده.
واستدرك “80% من الصمغ العربي موجود بالسودان، وهذا أمر غير معروف وهناك الكثير من المنتجات حول العالم مركزها السودان ولكن لا أحد يعلم لذلك حاولنا أن نقرب لهم الصورة ونعرفهم على حضارتنا العريقة”.
واستنكر أن أول ما يبادر لذهن الناس عندما تذكر السودان هو الحرب والفقر ولكن الطعام والتنوع الثقافي الموجود به فرصة للجميع للتعرف على السودان بعين أخرى، فالسودان هو من أعرق وأقدم الحضارات، وفق حلفا.