كيف بدأت كأس الأمم الأوروبية التي صارت الأنجح في عالم كرة القدم بعد كأس العالم؟

رغم أنها سبقتها إلى الظهور بطولات كأس الأمم في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية، حققت بطولة كأس الأمم الأوروبية نجاحا فائقا تجاوز نظيراتها في كل من القارات الثلاث حتى أصبحت البطولة الكروية الأبرز للمنتخبات بعد بطولات كأس العالم.
وقد كانت بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم فكرة فرنسية من بنات أفكار الفرنسي هنري ديلانوي.
اقرأ أيضا
list of 4 items“أوقفوا الإبادة الجماعية” على علم فلسطين في ملعب نهائي أبطال أوروبا للسيدات (فيديو)
“البطاقة الحمراء لإسرائيل”.. تأجيل مباراة كرة قدم نسائية بعد واقعة مثيرة في الملعب (شاهد)
ريال مدريد يفوز على بروسيا دورتموند ويتوَّج بطلا لدوري أبطال أوروبا (فيديو)
ولكن على عكس الدورات الأولمبية الحديثة، التي شاهد مؤسسها بيير دي كوبيرتان انطلاقها، وبطولات كأس العالم التي شاهد مؤسسها جول ريميه خروجها إلى حيز التنفيذ، لم يشاهد ديلانوي بداية انطلاق مسابقة كأس الأمم الأوروبية عام 1958 التي اقترح فكرتها في أواخر العشرينيات من القرن العشرين.
فقد توفي ديلانوي الذي كان أول سكرتير عام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) عام 1955.
انطلاق البطولة عام 1960
وبعد وفاته بعامين، أعطى اليويفا أخيرا الضوء الأخضر لانطلاق فعاليات المسابقة التي أطلق عليها في أول بطولتين عامي 1960 و1964 اسم كأس الأمم الأوروبية.
ورغم ذلك، خلدت البطولة اسم ديلانوي حيث حملت كأس البطولة اسم صاحب فكرتها.
واشترط اليويفا وصول عدد المنتخبات المشاركة في البطولة إلى 16 منتخبا على الأقل. ومع وصول بعض الطلبات المتأخرة للمشاركة في البطولة وصل العدد إلى 17 منتخبا من بينها منتخب الاتحاد السوفيتي السابق الذي تقدم في أدوار البطولة من دون عناء بعد التغلب أولا في دور الـ16 على نظيره المجري 4/ 1، ثم رفضت إسبانيا تحت حكم الجنرال فرانكو اللعب أمام المنتخب السوفيتي في دور الثمانية ليبلغ الفريق السوفيتي النهائيات من دون عناء كبير.
وكان أبرز الغائبين عن البطولة الأولى ألمانيا الغربية وإيطاليا ومنتخبات بريطانيا الأربعة، وهي إنجلترا وأسكتلندا وويل وأيرلندا الشمالية.
وأقيمت البطولة بنظام المواجهات الفاصلة (خروج المهزوم) في الدورين الأول والثاني (دور الثمانية)، اللذين اشتملا على جولتي ذهاب وإياب على أن تقتصر النهائيات على الدورين قبل النهائي والنهائي، ومنح اليويفا حق استضافة النهائيات لفرنسا.
أول نهائي في باريس
وأقيمت أول مباراة في تاريخ البطولة بين منتخب الاتحاد السوفيتي السابق، الذي توج فيما بعد بلقب البطولة، ومنتخب المجر في 28 سبتمبر/أيلول 1958.
وكان أناتولي إيلين صاحب أول أهداف البطولة وأحرزه بعد 4 دقائق فقط من بداية المباراة ليقود المنتخب السوفيتي للفوز 3/ 1 على ملعب لوجنيكي في روسيا أمام 100 ألف مشجع.
ووصل المنتخب السوفيتي إلى النهائيات في فرنسا دون خوض دور الثمانية نظرا لعدم خوض منافسه الإسباني لهذه المواجهة لأسباب سياسية.
وقضى المنتخب اليوغسلافي على آمال نظيره الفرنسي صاحب الأرض في الفوز بلقب البطولة الأولى، عندما تغلب عليه 5/ 4 في مواجهة عصيبة بالعاصمة باريس.
وفي العاشر من يوليو/تموز 1960، أقيمت المباراة النهائية بالعاصمة باريس أمام 18 ألف مشجع.
وتقدم ميلان غاليتش للمنتخب اليوغسلافي في الشوط الأول ولكن الحارس
الشاب ليف ياشين تصدى للعديد من الهجمات اليوغسلافية ليحافظ لفريقه على فرصة التعويض ويبقي الأمل في الفوز بالمباراة.

وبالفعل، سجل سلافا ميتريفيللي هدف التعادل للمنتخب السوفيتي في الدقيقة 49 وأضاف فيكتور بينيديلنيك هدف الفوز في الوقت الإضافي وبالتحديد في الدقيقة 113 من المباراة مستغلا حالة الإرهاق التي ظهرت على الفريق المنافس.
وقال بينيديلنيك على موقع اليويفا بالإنترنت: “هناك مباريات وأهداف يكون لها مذاق خاص بالفعل، وتمثل نقطة مهمة في مسيرة اللاعب الرياضية. وكانت هذه هي لحظة النجومية في حياتي”.
وشهدت النسخ السابقة من أمم أوروبا تتويج 10 منتخبات باللقب، على رأسها منتخبا ألمانيا وإسبانيا، اللذان يتصدران قائمة أكثر الفرق تتويجا بالبطولة برصيد 3 ألقاب لكل منهما.
وتحمل إيطاليا لقب البطولة حاليا بعد أن فازت في النسخة الأخيرة على إنجلترا بركلات الترجيح عام 2020.