آوت أيتام مذبحة دير ياسين.. نقص التبرعات يهدد استمرار دار الطفل العربي بالقدس (فيديو)
76 عاما هو عمر مؤسسة دار الطفل العربي في القدس، التي بدأت نشاطها تزامنا مع النكبة عام 1948، برعاية الأطفال الأيتام الناجين من مذبحة دير ياسين.
فبعد وقوع المجزرة الشهيرة بقرية دير ياسين على يد العصابات الصهيونية، كُتبت النجاة لبعض الأهالي الذين قامت تلك العصابات بطردهم خارج قريتهم المتاخمة لحدود مدينة القدس.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsإطلاق 105 صواريخ من لبنان باتجاه شمال إسرائيل
مجزرة جديدة للاحتلال بقصف مدرسة رفيدة في دير البلح
تفاعل النشطاء مع استمرار حصار وتجويع أهالي غزة
وكان من بين أولئك الناجين 55 طفلا فقدوا عائلاتهم، كانوا حفاة مُتعبين يتكئون على جدار بجانب كنيسة القيامة ومسجد عمر، حينما رأتهم هند الحسيني، فقامت باحتوائهم وإيوائهم في غرفتين صغيرتين في سوق داخل البلدة يدعى” سوق الحصر”، ومن هنا بدأت تتشكل نواة دار الطفل العربي الخيرية.
وما أن هدأت الأوضاع قليلا، وأخذ عدد المحتاجين والأطفال الأيتام في التزايد يوما بعد يوم نتيجة لحرب عام 1948 وما أحدثته من خراب اقتصادي واجتماعي، قررت هند الحسيني افتتاح مؤسسة تُعنى رسميا برعاية الأطفال الأيتام والمحتاجين الفلسطينيين وحتى العرب، أطلقت عليها اسم “مؤسسة دار الطفل العربي”.
وبعد مرور 76 عاما من العطاء، تواجه دار الطفل العربي اليوم ضائقة مالية تعصف بها، وتشكل خطرًا يهدد إمكانية استمرارها صرحا فلسطينيا وطنيا مميزا في مدينة القدس، لأنها من المؤسسات القليلة المتبقية التي لا يسيطر عليها الاحتلال، والتي تعلم المنهاج الفلسطيني، إلا أن ما يحوق بها قد يجعل من إمكانية فرض الاحتلال سيطرته عليها أمرا واقعا ربما سيحدث في الأيام المقبلة.
وفي حديثها للجزيرة مباشر، قالت رئيسة مؤسسة دار الطفل العربي ماهرة الدجاني إن الدار هي جمعية خيرية تعتمد على تبرعات أهل الخير، وتشمل قسما داخليا لليتيمات، وحضانة 3 شعب، وروضة 7 شعب، إضافة إلى مدرسة ابتدائية ثانوية 24 شعبة، ومتحف للتراث الشعبي الفلسطيني، موضحة أنها ليست مجرد مدرسة وإنما مؤسسة كبيرة يتكون طاقم عملها من 96 موظفا.
وأوضحت الدجاني أنها منذ بدء الحرب في غزة، سعت إلى محاولة جلب الفتيات اليتيمات من هناك إلى الدار، وأعدت دراسة بشأن العدد الذي يمكن استيعابه، مشيرة إلى تواصلها مع العديد من المؤسسات للمساعدة في هذا الأمر، انطلاقا من إحساسها بالمسؤولية والواجب “ياريت نقدر نجيب بنات من غزة، بنتمنى، يعني واجبهم علينا إن إحنا لازم نخدمهم”. واختتمت حديثها عن الدار بقولها “الله يحميها وتظل منيرة في سماء القدس وفلسطين، وتخدم بنات وأهل فلسطين”.
وأفادت رندة كمال، وهي من خريجات مدرسة الدار عام 1976، بأنها عاصرت الدار وعايشت مؤسستها هند الحسيني، ووجهت رسالة تطالب فيها الجميع بمد يد العون لمؤسسة دار الطفل العربي، حتى تحافظ على دورها في خدمة فلسطين.
وأكملت قائلة إن هذه المؤسسة أنشئت لرعاية أيتام حالفهم حظ النجاة من مذبحة دير ياسين التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، لافتة إلى أن التاريخ يعيد نفسه بارتكاب إسرائيل للمجازر في غزة، متسائلة “من يراعي أطفال غزة الذين فقدوا عائلاتهم في الحرب؟”.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) قد أعلنت أن التقديرات تشير إلى أن 17 ألف طفل فلسطيني في غزة فقدوا ذويهم أو انفصلوا عن عائلاتهم.
وأفرزت الحرب على قطاع غزة في الأشهر الماضية مصطلحا جديدا يُختصر بـ”دبلو سي إن إس إف” (WCNSF)، أي “طفل جريح ولا عائلة على قيد الحياة لرعايته”.