واشنطن بوست: الجيش الإسرائيلي المنهك في غزة ينظر بحذر إلى حرب في لبنان

خسائر لا تتوقف للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة
خسائر لا تتوقف للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة (غيتي)

قالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير نشرته، اليوم الاثنين، إن هناك مخاوف متصاعدة في إسرائيل من أن “جنودها مرهقون ومواردها تنضب بعد أطول حرب تخوضها منذ عقود”.

وأضاف التقرير أنه بعد 9 أشهر من الهجمات التي تستهدف حماس في قطاع غزة، لم تتمكن إسرائيل من القضاء عليها، و”لم يضع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المحاصر سياسيا، استراتيجية للخروج من القطاع”.

ويبدو المشهد أصعب في لبنان، حيث ستواجه إسرائيل “قوة أكبر وأفضل تسليحا وأكثر احترافية، كما يحذر الخبراء، والتهديد بالدخول في مستنقع عسكري أكثر عمقا”، بالمقارنة مع قطاع غزة، وفقا للتقرير.

وحذر يائير غولان، زعيم حزب العمل الإسرائيلي والنائب السابق لرئيس الأركان، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية من أنه تم استنزاف القوات النظامية وقوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي “حتى النخاع”.

وفي الوقت الذي تقول فيه إسرائيل إنها تعمل على الانتقال إلى مرحلة أقل كثافة من عملياتها في قطاع غزة، وتتفاوض في القاهرة حول صفقة محتملة للإفراج عن الأسرى، يؤكد حزب الله أن عملياته على الحدود لن تتوقف إلا بعد أن تتوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

نتنياهو يعمل على كسب الوقت ويتجنب القرارات الصعبة (غيتي)
نتنياهو يعمل على كسب الوقت ويتجنب القرارات الصعبة (غيتي)

“نتنياهو متردد”

ونقلت الصحيفة عن بيني غانتس، العضو السابق في حكومة الحرب الإسرائيلية، أنه طالب هو ومسؤولون آخرون، بنيامين نتنياهو رئيس وراء إسرائيل في شهر مارس/آذار الماضي بالموافقة على توغل إسرائيلي في لبنان، لكن “نتنياهو تردد”، وفقا لما قاله غانتس.

ويرى غانتس، حسب ما ذكرت الصحيفة، أن إسرائيل لا يمكنها أن تتحمل استمرار الخسائر في الشمال لعام آخر، وأنه “حان الوقت لدفع الثمن في الأهداف العسكرية والبنية التحتية اللبنانية التي يعد حزب الله جزءًا منها”.

وتفسر جايل تالشير، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة العبرية، أسباب تردد نتنياهو بأنه يعلم أن “الرأي العام الإسرائيلي غير مستعد لسقوط آلاف الصواريخ على تل أبيب”.

وأوضحت تالشير أن “نتنياهو يتجنب القرارات الصعبة بهدف كسب الوقت، ويحيط نفسه بموالين له يفتقرون إلى الخبرة العسكرية”.

حرائق واسعة شمال إسرائيل جراء صواريخ حزب الله (غيتي)
حرائق واسعة شمال إسرائيل جراء صواريخ حزب الله (غيتي)

وذكرت الصحيفة أنه منذ مغادرة غانتس لحكومة الحرب، وقيام نتنياهو بحل هذه الحكومة، ابتعد أكثر عن قادة الجيش، كما يرى محللون، بمن فيهم وزير الدفاع يؤاف غالانت، الذي يطالب بالتوصل إلى وقف إطلاق النار وصفقة لتبادل الأسرى في غزة لكي يتفرغ الجيش الإسرائيلي لمواجهة حزب الله في لبنان.

خسائر متواصلة في الشمال

واضطرت إسرائيل إلى إجلاء أكثر من 100 ألف من القاطنين في المناطق الحدودية مع لبنان بسبب الهجمات المستمرة من حزب الله.

ونقلت الصحيفة عن موشيه دافيدوفيتش، أحد رؤساء البلديات المتاخمة لحدود لبنان، قوله إن مئات المنازل تعرضت لأضرار أو تدمير كامل نتيجة قصف حزب الله.

وأشار يؤيل جوانسكي، المسؤول السابق بمجلس الأمن القومي في إسرائيل والباحث بمعهد دراسات الأمن حاليا، إلى أن الجيش الإسرائيلي اعتاد على الدخول في معارك قصيرة، بخلاف الوضع القائم حاليا.

وأوضح جوانسكي أنه “بعد تسعة أشهر أصبح الجيش الإسرائيلي منهكا، والمعدات في حاجة إلى العناية بها، واستنفدت الذخيرة، وكل أسرة في إسرائيل تأثرت بالحرب”.

المصدر : واشنطن بوست

إعلان