أم درمان.. متطوعون يفتتحون سوقًا مجانيًا لسد الفجوة الغذائية عند المواطنين (فيديو)

تشهد مدينة أم درمان على الضفة الغربية للنيل، عددا من المبادرات في مجالات إنسانية مختلفة، من بينها مبادرة السوق المجاني الذي افتتحته منظمة “سقيا وإطعام” بمحلية كرري شمالي المدينة.
ويهدف السوق الخيري للمساهمة في سد الفجوة الغذائية الناتجة عن الارتفاع الكبير في أسعار الخضراوات والسلع الغذائية، وتتضمن المبادرة السلع الأساسية وتشمل الخضراوات واللحم وزيوت الطعام.
وفي مقابلة مع الجزيرة مباشر، أوضح مدير منظمة سقيا وإطعام، محيي الدين عثمان، أن فكرة السوق المجاني جاءت من الحاجة الإنسانية لدى سكان المنطقة، وقال إن السوق قائم بمساهمات الخيرين، وإنه يطمح إلى تطبيق الفكرة في كافة أحياء أم درمان.

تجهيز السوق المجاني
وقال محيي الدين “أردنا دعم الأسر المحتاجة من خلال فكرة سوق الخضار المجاني بمواد استهلاكية تكفيهم لمدة تتجاوز 10 أيام، ونستهدف 500 أسرة بمتوسط 6 أفراد للأسرة الواحدة، وإجمالي المستفيدين نحو 5 آلاف شخص”.
وقال أحد المتطوعين (عبد الرحيم علي) إنهم قاموا بتجهيز السوق المجاني بترتيب الخضراوات عبر نوافذ توزيع منتظمة، حيث يقوم كل متطوع بالإشراف على جزء من العملية.
وأوضح الفرق بين مبادرة السوق المجاني وتكايا الطعام المنتشرة، قائلًا “إن التكايا توفر وجبة مرة واحدة وصنفا واحدا، لكن السوق يوفر وجبات متعددة تكفي أسرة كاملة لأكثر من أسبوع”.
من جانبه، أوضح مدير مفوضية العون الإنساني بولاية الخرطوم، خالد عبد الرحيم، أنهم بدؤوا في التعاون مع مثل هذه المبادرات خاصة بمحلية كرري لاستقرار الظروف الأمنية فيها.
وقال في حديثه للجزيرة مباشر إن هذه المبادرات أثبتت جدواها في خدمة المواطنين، وأضاف “هذا السوق المجاني خير مثال على أن شباب المبادرة استثمروا طاقاتهم في خدمة الأهالي”.
وحضر إلى السوق عشرات المواطنين من سكان المنطقة الذين يأملون أن يعينهم السوق المجاني في توفير الغذاء الذي أصبح الحصول عليه ضربًا من ضروب المعاناة.
ارتفاع الأسعار يفاقم المعاناة
وعبّر المواطن أبو ذر أحمد عن الوضع قائلًا “كل السلع في السوق ارتفعت أسعارها بشكل غير معتاد، وهذه المبادرات في هذا التوقيت لها أهمية قصوى لأن المواطن يعاني في توفير الغذاء”.
وقالت المواطنة، زاهية عبد الغني، التي استلمت حصتها من السوق المجاني إن هذه السلع ستساعدها في إطعام 4 أُسر يقطنون في منزلها، وأشارت إلى قلة الغذاء بقولها: “في بعض الأيام نأكل وجبة واحدة في اليوم تتكون من الأرز أو القراصة”.
وأثّرت الحرب المستعرة في السودان لأكثر من عام على مشاريع الإنتاج الزراعي وعلى رأسها أكبر المشاريع الزراعية بالبلاد مشروع الجزيرة، حيث بدأت ملامح الأزمة الغذائية الظهور، ويتمثل ذلك في ندرة السلع الغذائية وارتفاع أسعارها.