الطفل صاحب عبارة “مين بده يصحيني أصلي الفجر؟” يروي كيف أثر فيه استشهاد والده (فيديو)

في خضم الحرب المستمرة على قطاع غزة، لم يسلم أحد من هجمات جيش الاحتلال، وكان من بين الضحايا ضابط الدفاع المدني، محمد موسى، الذي استشهد، تاركًا خلفه ذكريات لا تمحى من أذهان أسرته.
قابلت الجزيرة مباشر، الطفل أسامة محمد (12 عامًا)، نجل الشهيد ليتحدث عن الأثر المتروك من والده الذي قتله الاحتلال في مجزرة مواصي خان يونس جنوبي غزة، عندما كان يؤدي وظيفته.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsاستشهاد أسير جديد من غزة في معسكر “سدي تيمان”.. وحماس تعلق
إنذار عاجل بالإخلاء.. تصعيد كبير في شمال غزة ومستشفى العودة يحترق (شاهد)
إنزال أيمن عودة عن المنصة.. توتر حاد في الكنيست أثناء جلسة بشأن “منع إنكار النكبة” (فيديو)
وقال أسامة عن شعوره عندما سمع بخبر استهداف والده “كنت أبيع (حَلب)، وعندما أتى الخبر ذهبت للمستشفى وقالوا لي اذهب للثلاجات، وحينها أدركت أنه استشهد وفور ما رأيته بدأت بالبكاء وتذكر الذكريات”.
وتحدث الطفل عن المشهد الشهير الذي كان يقول فيه باكيًا بجانب جثمان والده “مين بده يصحيني أصلي الفجر؟”، وعن سبب قوله لهذه الجملة بالتحديد “أبوي كان يوقظني على صلاة الفجر وحرص دائمًا على صلاتي وحفظي للقرآن”.
وعن تربية والده له هو وإخوته، قال أسامة إن والدهم كان يربيهم بالشكل المناسب الذي يكسبه الصيت الطيب من حسن تصرفات أبنائه “كان يحب أن يُحكى عنه بالخير، وكل ما احتجنا أي شيء لم يبخل علينا وكان يذكّرني أثناء الحرب أن تصرفاتي مهمة لأن إخواني يقتدون بي، عندما أصرف يصرفون، إذا صليت يصلون وأيضًا علمني التجارة، وكأنه يوصيني وهو يعلم أنه مقبل على الاستشهاد”.
وبيّن الطفل شدة تعلقه بوالده في السابق، وكيف كانوا يقضون وقتهم سويًا وبرفقة بعضهما البعض دائمًا “كنا دائمًا نأكل ونَحلق ونصلي بجانب بعضنا البعض، وهو من كان يوصلني للمدرسة ويأخذني لكل مكان”.
ونزح أسامة مرات عدة مع عائلته، من بيت حانون إلى بيت لاهيا شمالي غزة وآنذاك استشهدت أخته، ثم ذهبوا للفالوجة لمدة شهر وبعدها توجهوا إلى رفح وأخيرًا خان يونس جنوبي القطاع، وفي تلك الفترة كان والده موظفًا في الدفاع المدني.
وكان والده الشهيد محمد موسى برتبة عقيد في وظيفته، ونزل باستمرار مع فرق الطوارئ لينقذ الناس من مجازر جيش الاحتلال جراء الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.