نجا بأعجوبة من الموت وفقد جزءًا من جمجمته.. أنس البشر يروي لحظات قصفه بمخيم جنين (شاهد)

تسبب الحادث الذي وقع لأنس البشر، وهو فلسطيني من الضفة الغربية، خلال شهر رمضان الماضي، في دخوله في غيبوبة مدة 21 يومًا، حتى إن الأطباء فقدوا الأمل في شفائه.

وروى أنس للجزيرة مباشر تفاصيل الحادث قائلا: “اللي صار كان فيه شابين من نابلس واحد اتصاب وواحد استشهد، كانوا جايين علينا حاملين سلاح، وفي زنانة بتلاحقهم، أول ما فاتوا عندنا نزل علينا صاروخ”.

وتابع “حسيت كأنه زي ما أكون دخلت في عامود برأسي، والدكتور المسؤول عن حالتي قال انتظروا بعد ساعات قليلة خبرا سيّئا لأنه ما زال الخطر موجود بنسبة 100%”.

وأردف “راح جزء من دماغي الشمال، وأيدي ورجلي وقفوا صار فيهم شد، وبطلت أقدر أمشي، وفي ألم في ظهري لأن الشظايا كلها دخلت في ظهري ولو ظليت قاعد بشعر بألم في خصري”.

وأشار أنس، إلى أن الإصابة سببت له معاناة كبيرة خصوصا عند النوم قائلا “بعاني جدًّا، ولما أجي أنا بحط 4 مخدات تحت رأسي علشان أعرف أنام، لو مرتاحتش بقوم أقعد، وبنتظر أعمل عملية جراحية”.

شهداء في جنين نتيجة العدوان الإسرائيلي (غيتي)
شهداء في جنين جراء العدوان الإسرائيلي (غيتي)

لا يأس رغم المعاناة

أنس يعاني أيضا من مشكلة في حنجرته جراء الإصابة وقال “بعد قدرة ربنا المستشفى عملوا لي جلسات نطق علشان صوتي برجع زي الأول، لأن بعد الواقعة مكنتش بحكي”.

ورغم هذه المعاناة المؤلمة، أكد أنس تفاؤله قائلا “أنا ميأستش، بالعكس الإصابة أعطتني إصرارا وقوة وأملا في الحياة، وعيلتي بيقولوا لي مش مصدقين إننا قاعدين معك لأني كنت بين الحياة والموت، و{يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}”.

ولم ينس أيضا أن يذكر معاناة غزة، التي تصغر أمامها أي معاناة، حسبما قال “أنا عندي أهلي يساعدوني ويلفوا بي ويرجعوني على الدار، وفيه مستشفى تعالجني، لكن غزة مفيش، وإحنا بالنسبة لغزة في نعمة والله يكون في عونهم، وربنا ينزل عليهم السكينة والراحة”.

وخلّف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أكثر من 38 ألف شهيد، ونحو 90 ألف مصاب، أغلبهم من النساء والأطفال، ونحو 10 آلاف مفقود تحت ركام المباني التي دمرها القصف الإسرائيلي.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان