مايكروسوفت: 8.5 ملايين جهاز يعمل بنظام ويندوز تأثر بتحديث لشركة “كراود سترايك”

ذكرت شركة مايكروسوفت في منشور على منصة إكس، اليوم السبت، أنه حسب تقديراتها الحالية، أثّر تحديث شركة “كراود سترايك” على 8.5 ملايين جهاز يعمل بنظام “ويندوز”، وهو أقل من 1% من كل الأجهزة التي تعمل بهذا النظام، وفقا لما قالت.

وعادت الخدمات المقدَّمة في مختلف المجالات، من شركات طيران إلى قطاعات الرعاية الصحية والشحن والشؤون المالية، في دول أوروبية والولايات المتحدة وغيرها، إلى العمل منذ أمس الجمعة، بعدما أوقف عطل رقمي عالمي أنظمة الكمبيوتر لساعات، كاشفا الثغرات الناشئة عن تحول العالم إلى التكنولوجيا بكثافة عقب جائحة كوفيد-19.

وبعد حل مشكلة العطل، تتعامل الشركات الآن مع تراكم الرحلات الجوية المؤجلة والملغاة، وكذلك المواعيد الطبية والطلبيات التي لم تصل إلى وجهتها ومشكلات أخرى قد تستغرق أياما لحلها.

كيفية منع تكرار الخطأ مستقبلا

وتواجه الشركات أيضا تساؤلات عن كيفية تفادي انقطاع الخدمات مستقبلا بسبب التكنولوجيا التي يُفترض أن تحمي أنظمتها.

وتسبَّب تحديث برمجي من شركة الأمن السيبراني “كراود سترايك”، وهي إحدى كبرى الشركات في هذا القطاع، في إحداث مشكلات في الأنظمة أدت إلى تعطل رحلات جوية واضطرار هيئات إعلامية إلى قطع البث، ومنع المستخدمين من الوصول إلى خدمات مثل الرعاية الصحية أو الخدمات المصرفية.

وأعلنت شركة فيدكس العالمية لخدمات الشحن أنها واجهت اضطرابات كبيرة في خدماتها.

ومنذ تفشي جائحة كوفيد-19 في 2020، ازداد اعتماد الحكومات والشركات على مجموعة من شركات التكنولوجيا المترابطة، وهو ما يفسر سبب انقلاب العالم رأسا على عقب بسبب مشكلة في برنامج واحد.

خطأ من جانب “كراود سترايك”

وسلط العطل الضوء على شركة “كراود سترايك”، وهي شركة تبلغ قيمتها السوقية 83 مليار دولار وغير ذائعة الصيت، لكن لديها أكثر من 20 ألف مشترك في أنحاء العالم، على رأسهم شركتا مايكروسوفت وأمازون.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة جورج كيرتز على منصة إكس إن خللا رُصد “في تحديث محتوى فردي لخوادم استضافة نظام ويندوز” أثّر في عملاء مايكروسوفت.

وأضاف كيرتز لشبكة (إن بي سي نيوز) الأمريكية “نحن آسفون جدا على الأثر الذي سببناه لدى العملاء والمسافرين وأي شخص تأثر بهذا، بما في ذلك شركتنا”. وتابع “يعيد كثير من العملاء تشغيل النظام، ويُفتح النظام ويعود إلى العمل”.

وكان السفر الجوي الأسرع تضررا من العطل، إذ تعتمد شركات الطيران على جدولة الرحلات، التي عند انقطاعها يمكن أن تؤدي إلى تأخير طويل.

ومن بين أكثر من 110 آلاف رحلة تجارية مجدوَلة أمس الجمعة، تم إلغاء 5 آلاف رحلة على مستوى العالم، مع توقع المزيد، وفقا لشركة سيريوم لتحليلات الطيران.

وقالت المطارات من لوس أنجلوس إلى سنغافورة وأمستردام وبرلين إن شركات الطيران كانت تقوم بتسجيل الركاب ببطاقات صعود مكتوبة بخط اليد، مما تسبب في تأخيرات.

وقال وزير النقل الأمريكي بيت بوتيجيج إن مشكلات النظام تم حلها على ما يبدو، ومن المأمول أن تعود وسائل النقل إلى طبيعتها بحلول اليوم السبت.

وأثار العطل أيضا مخاوف من أن كثيرا من المنظمات ليست مستعدة جيدا لتنفيذ خطط طوارئ عند تعطل نظام لتكنولوجيا المعلومات أو برنامج داخلها قادر على التسبب في توقف النظام بأكمله.

لكن خبراء يقولون إن هذا الانقطاع سيحدث مجددا إلى حين دمج مزيد من خطط الطوارئ في الشبكات واستخدام المنظمات أدوات احتياطية أفضل.