السودان.. توثيق 250 حالة عنف جنسي ارتكبها الدعم السريع وتحذير من نتائج كارثية للحرب (فيديو)

كشفت المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الإفريقي (شبكة صيحة) أنها وثقت نحو 250 حالة عنف جنسي ضد النساء في جميع أنحاء السودان بما في ذلك جرائم الاغتصاب، منذ اندلاع الحرب.
يأتي ذلك في وقت قالت فيه (منظمة أطباء بلا حدود) في تقرير نُشر في عمان أمس الإثنين، إن النزاع في السودان يتسبب بعواقب كارثية وانتهاكات يرتكبها الطرفان المتحاربان- الجيش السوداني وقوات الدعم السريع- بحق المدنيين.

“ولاية الجزيرة.. الفظائع المنسية”
وأعلنت “شبكة صيحة” في تقرير بعنوان: “ولاية الجزيرة حيث الفظائع المنسية” عن تسجيل 14 حالة حمل “غير مرغوب فيه” ضمن 75 حالة عنف جنسي تشمل جريمة الاغتصاب الجماعي بولاية الجزيرة وسط السودان ارتكبت من قبل قوات الدعم السريع منذ اقتحامها الولاية في ديسمبر من العام الماضي.
وشدد التقرير على ضرورة محاسبة قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة (أبو عاقلة كيكل) وغيره من القيادات المسؤولين بشكل مباشر عن هذه الانتهاكات المروّعة التي تحدث في الولاية، بحسب ما ذكر التقرير.
نتائج الحرب “كارثية”
من جانبها أكدت منظمة أطباء بلا حدود الإثنين في تقرير نُشر في عمان أن النزاع في السودان يتسبب بعواقب “كارثية” وانتهاكات يرتكبها الطرفان المتحاربان، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بحق المدنيين.
وقالت المنظمة، إن المدنيين في السودان يعانون من مستويات عنف مروعة ويواجهون هجمات متكررة وانتهاكات وذلك بعد مرور أكثر من عام على بدء الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وأوضحت أطباء بلا حدود في تقرير أمس الإثنين أن الإصابات الجسدية والنفسية الناجمة عن العنف تفاقمت بسبب انهيار النظام الصحي وغياب استجابة دولية للأوضاع الإنسانية.
“العنف العشوائي”
وذكر التقرير، أن الحرب “أدّت إلى تداعي حماية المدنيين، إذ تواجه المجتمعات المحلية العنف العشوائي والقتل والتعذيب والعنف الجنسي وسط هجمات مستمرة على العاملين في المجال الصحي والمرافق الطبية”.
وقال التقرير الصادر بعنوان “حرب على الإنسان – التكلفة الإنسانية للنزاع والعنف في السودان” إن “القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وأنصارهما يمارسون عنفًا مروعًا على الناس في جميع أنحاء البلاد”.
وأشار التقرير إلى “خسائر كارثية في الأرواح منذ بدء القتال” وأن هناك صعوبات تعترض تقدير العدد الحقيقي لضحايا هذه الحرب، لكنه أورد عدد ضحايا تم علاجهم في أحد المستشفيات.
وذكر التقرير، أن المنظمة، التي تعمل في 8 ولايات في السودان، عالجت “في مستشفى واحد فقط من المستشفيات التي تدعمها، وهو (مستشفى النو)ّ في أم درمان، نحو 6 آلاف و776 جريحا من الإصابات الناجمة عن العنف بين 15 أغسطس/آب 2023 و30 أبريل/نيسان العام الحالي- بمعدل 26 شخصًا في اليوم”.
وتشير المنظمة الى أنها عالجت آلاف المرضى من “إصابات مرتبطة بالنزاع في جميع أنحاء البلاد، معظمها ناجمة عن الانفجارات والطلقات النارية والطعن”.
كما عالجت في مستشفى “بشائر التعليمي” في الخرطوم، نحو 4 آلاف و393 جريحا، عانوا من إصابات بالغة ما بين مايو/ أيار عام 2023 وأبريل/ نيسان العام الحالي.
“مستوى مروع من العنف ضد الناس”
وقالت المديرة العامة لأطباء بلا حدود (فيكي هوكنز) خلال مؤتمر صحفي أمس إن “الأطراف المتحاربة في السودان تعكس مستوى مروعاً من العنف ضد الناس منذ بداية الحرب”.
وأضافت أن “العواقب المترتبة على أكثر من عام من النزاع المتواصل على شعب السودان كارثية، فقد تعرضوا لعنف رهيب وما زالوا يموتون بسبب القتال، ونجوا من هجمات متكررة وانتهاكات واستغلال على أيدي كل من الجيش وقوات الدعم السريع”.
وحضت المسؤولة “جميع الأطراف المتحاربة على وقف جميع أشكال العنف والانتهاكات الموجهة ضد شعب السودان، فالصراع الحالي له تأثير كارثي على حياة الناس وصحتهم ورفاهيتهم”.
كما دعت “جميع الأطراف المتحاربة الى تسهيل توسيع نطاق المساعدات الإنسانية، وقبل كل شيء وقف هذه الحرب العبثية”.
ويشير التقرير الى أن 70% من المستشفيات خرجت فعليا من الخدمة، وأن هناك اعتداءات متكررة على مرافق تقدم أطباء بلا حدود الخدمة من خلالها.
كما كشف التقرير أن نحو 30% من جرحى الحرب الذين تمت معالجتهم في (مستشفى النوّ) في أم درمان في مارس /آذار، الماضي هم من النساء، والأطفال تحت سن 10 سنوات.
ويشهد السودان حربا منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
وفي حين لم تتّضح بعد الحصيلة الفعلية للنزاع، تفيد تقديرات بأنها تصل إلى “150 ألفا” وفقا للمبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو.
ونزح نحو 10 ملايين شخص داخل البلاد أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة، ودمرت المعارك إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد، وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.