اليونسكو تدرج دير سانت هيلاريون في غزة على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر

اليونسكو تدرج دير سانت هيلاريون في غزة على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر (مواقع التواصل)

أدرج دير القديس هيلاريون في قطاع غزة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي المعرض للخطر، بحسب ما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) اليوم الجمعة.

وقالت وزارتان فلسطينيتان اليوم الجمعة إن الموقع الأثري (دير القديس هيلاريون/ تل أم عامر) في قطاع غزة الذي يعود تاريخه إلى 17 قرنا سُجّل بشكل طارئ على لائحة التراث العالمي المعرض للخطر.

قيمة عالمية استثنائية

وكتبت المنظمة الأممية التي تعقد اجتماعا للجنة التراث العالمي في نيودلهي حاليا، عبر منصة إكس “إدراج جديد على قائمة التراث العالمي وقائمة التراث العالمي المعرض للخطر. دير القديس هيلاريون/تل عامر في فلسطين”.

وقالت المنظمة في بيان “يعترف هذا القرار بالقيمة العالمية الاستثنائية لهذا الموقع وواجب حمايته من المخاطر الوشيكة”.

وجاء في البيان “نظرا للتهديدات الوشيكة لهذا التراث في ظل النزاع الدائر في قطاع غزة لجأت لجنة التراث العالمي إلى إجراء طارئ في إطار اتفاقية التراث العالمي”.

وقال مدير التراث العالمي إيلوندو لازاري إن “الطلب صدر عن فلسطين، التي تعتبر اللجوء إلى اليونسكو هو “الملاذ الوحيد لحماية الموقع من الدمار في الظروف الحالية”، وذلك في ظل الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

“على قائمة التراث العالمي المهدد”

وقال وزير السياحة والآثار الفلسطيني هاني الحايك، اليوم الجمعة، إنهم نجحوا في تسجيل موقع دير القديس هيلاريون وسط قطاع غزة، على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.

وأوضحت الوزارة الفلسطينية أن الدير -الذي يطلق عليه أيضا اسم تلة أم عامر- استمر في الاستخدام والتطور حتى القرن الثامن الميلادي، حيث يظهر الدير على خريطة فسيفساء مادبا الأثرية الشهيرة من القرن السادس باسم “طاباتا”.

وأشاد الحايك بقرار تسجيل اليونيسكو الطارئ للموقع على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، باعتباره جزءا أصيلا من التراث الفلسطيني المميز ذي القيمة الإنسانية الاستثنائية.

وقال إن هذا التسجيل الطارئ والمستعجل يأتي ضمن “سعي الرئاسة الفلسطينية والحكومة في الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني في غزة في ظل الحرب الهمجية والإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا والتي دَمرت أكثر من 100 موقع تراثي وأثري وثقافي بشكل كلي أو جزئي”.

“أكبر الأديرة في فلسطين”

وبحسب بيان سابق للوزارة بغزة، فإن دير القديس هيلاريون الذي يعود إلى العهد البيزنطي، يعد من أكبر الأديرة في فلسطين من حيث المساحة والتصميم، وأقدمها في الشرق الأوسط، حيث يتكون من 5 أجزاء معمارية.

ويشمل الجزء الأول غرفًا بأرضيات فسيفسائية، والثاني يتمثل بالكنيسة، والثالث هو الديماس (وهو مبنى تحت الأرض على شكل صليب)، والرابع يضم حوض التعميد والصالات المؤدية له، أما الخامس فهو منطقة الحمامات.

وفي 15 ديسمبر/كانون الأول 2023، أدرجت اليونسكو موقع دير القديس هيلاريون على لائحتها للحماية المعززة، في ظل التدمير الذي تقول مؤسسات فلسطينية إنه ممنهج بحق المواقع الأثرية الفلسطينية.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي قد قال في آخر بياناته الإحصائية إن الجيش الإسرائيلي دمر منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة نحو 206 مواقع أثرية وتراثية.

وقالت وزارة السياحة والآثار في بيان منفصل “تم إدراج الموقع، بإجماع أعضاء لجنة التراث العالمي والبالغ عددهم 19 دولة من أصل 21، بالإضافة إلى توصيات فنية واجب تنفيذها بعد التسجيل للحفاظ على القيم العالمية الاستثنائية للموقع وتطويره”.

وقالت الوزارة في بيانها “تقع أطلال دير القديس هيلاريون في بلدة النصيرات على بعد حوالي 10 كيلومترات جنوب مدينة غزة على تقاطع طرق التجارة بين آسيا وإفريقيا”.

وعبّرت وزارة الخارجية عن أهمية الحفاظ على مواقع التراث العالمي في فلسطين من محاولات التدمير المتعمد الذي تتعرض له من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وأكدت أن مواقع التراث العالمي الثقافي والطبيعي، يجب ألا يتم استهدافها وقصفها وتدميرها من قبل قوات الاحتلال، وأن هناك ضرورة لحماية الممتلكات الثقافية والتراثية ومواقع التراث العالمي والمواقع المقدسة والتاريخية الفلسطينية من أخطار الحرب الإسرائيلية.

وأشارت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيانها إلى أن إسرائيل “تستهدف بشكل مباشر ذكريات وتاريخ وهوية الشعب الفلسطيني”، مؤكدة “محاولة الاحتلال تدمير وتشويه وتزوير التاريخ والرواية”.

وقالت إن “استخدام الممتلكات الثقافية المشمولة بالحماية المعززة والمسجلة في لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر كأهداف عسكرية يعد انتهاكا جسيما لأحكام البروتوكول الثاني لاتفاقية لاهاي ويعد جريمة حرب ويرتب المسؤولية الجنائية”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان