محمد الوادية.. قصة فلسطيني نجا وهو مصاب بعد حصاره 12 يوما في الشجاعية (فيديو)

لم يتخيل محمد الوادية أن يخرج حيًا بعد الخوف والتهديد الذي عاشه طيلة 12 يومًا، حوصر خلالها داخل حي الشجاعية، بالتزامن مع الاجتياح البري الثاني للحي الذي قام به جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ووصف محمد للجزيرة مباشر لحظات الاجتياح قائلًا “في اليوم المشؤوم، يوم 26 يونيو/حزيران، فوجئنا بإطلاق نار بالشجاعية بشكل مش طبيعي، الناس كلها كانت تشرد واليهود قدموا علينا، ما لحقت ألبس وأخرج مع عائلتي وأولادي أمام باب المنزل، وأصابتني رصاصة الجيش في كتفي”.

وبعد تعرضه لإصابة في كتفه، أوضح الوادية، أنه طلب من زوجته وأولاده الهروب وتركه، ليلحقهم فيما بعد، لكن إصابته جعلته هامدًا لا يقوى على التحرك حتى لخطوات قليلة.

محاولة للعلاج

ورغم المعاناة في ظل الاجتياح، تمكن محمد، من تخفيف ألم إصابته بأبسط الطرق، موضحًا “أول يومين بعد الإصابة ما تعاملتش معها، بعدين رحت على مصنع مهدم ولقيت فيه كراتين وأدوات وولاعة، ولقيت سكينة ومنشار، ففكرت أني أكوي الجرح من مكان مخرج الرصاصة، وكويته فعلًا بالسكين”.

وأكد أن “الوضع الأمني كان صعبًا جدًا، أول ما تخبيت كنت في ممر، وكانت الدبابات في وسط الشارع، يعني بيني وبينهم مسافة 30 مترًا فقط، بس ربنا نجاني وأنا متخبي في العراء وبزوايا معينة وكتفي بينزف من الإصابة”.

وفيما يتعلق بالطعام والشراب، ذكر أنه وجد مكانًا يحتوي على ماسورة تمده بمياه الشرب النقية، ملأ منها الماء في إناء كبير، أما بالنسبة للطعام، فأشار إلى أنه طلب من عائلة محاصرة بجواره بعض الحلوى، التي كانت كافية له لفترة قصيرة.

أطفال حي الشجاعية يعيشون وسط ركام المنازل التي دمرها الاحتلال
أطفال حي الشجاعية يعيشون وسط ركام المنازل التي دمرها الاحتلال (غيتي)

مخاوف كثيرة

وعن مخاوفه من صعوبة نجاته حينها، قال إنه بمرور الأيام بدأ يدرك أنه يمكن أن ينجو من هذا العدوان، لكنه كان يخشى الإصابة بالتسمم بسبب عدم علاج جراحه.

ووصف ما حدث له بأن “الله كتب له عمرًا جديدًا”، خاصة وأنه فوجئ، بعد انسحاب الاحتلال، بأن “كل دار حوله بها عدد من الشهداء، وكل دار بها عدد من المعتقلين الذين لا يعرف أحد مصيرهم”.

ويبقى محمد، وهو من سكان شارع النزاز في حي الشجاعية، بحاجة ملحة إلى عملية زراعة مفصل بسبب إصابته الخطرة في كتفه، التي دامت لأيام طويلة دون علاج أو مسكنات أثناء حصاره، وجراء توقف أغلب مستشفيات القطاع عن الخدمة في ظل الحرب المستعرة.

وخلّف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة أكثر من 39 ألف شهيد، وأكثر من 90 ألف جريح، أغلبهم من النساء والأطفال، وآلاف المفقودين تحت ركام المنازل التي دمرها القصف الإسرائيلي.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان