“أسير أم شهيد؟”.. أسرة فلسطينية تطالب بمعرفة مصير طفلها المفقود في غزة (فيديو)

تواجه عائلة الطفل المفقود صلاح صبري الكفارنة، الذي اختفى في شهر يناير/كانون الثاني الماضي أثناء حصار مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ولا يزال في عداد المفقودين، أوضاعا صعبة مع غياب أخبار حقيقية عن مصيره. لكن يبدو أن أزمة صلاح صبري الكفارنة لا تختلف كثيرا عن مآسي عدد كبير من الأسر الغزية بسبب فقدهم أبناءهم جراء النزوح المتكرر والحرب الإسرائيلية المتواصلة.

وقالت والدة الطفل صلاح للجزيرة مباشر بصوت مخنوق “منذ أن ذهب ابني لرؤية صديقه في شهر يناير، لم نسمع عنه أي خبر، ومضى الآن 7 أشهر، ولا نعرف إن كان قد استشهد أو إذا كان لا يزال على قيد الحياة، هذه الفترة الطويلة لا توجد أي معلومات، والألم يزداد بشكل لا يوصف”.

وأضافت الأم النازحة التي تقيم حاليا في مدرسة المصطفى حافظ بالقرب من مستشفى ناصر الطبي “أبحث عن ابني بين الوجوه، ولا أستطيع تمييزه، وحاولت أن أتجنب التفكير في الأمر من خلال العمل على مشروع خاص بي، حيث أعد الطعام للناس لكن كل شيء حولي يذكّرني به”.

وفي مركز الإيواء بمخيم مدرسة المصطفى حافظ في خان يونس حيث تقيم عائلة صلاح الكفارنة، تعكس جدران الصفوف النازحة عمق الحزن الذي يعانيه إخوة الطفل، إذ بدأ العديد من الأطفال وأفراد الأسرة بكتابة عبارات على الجدران تعبّر عن ألمهم وتعلقهم بالطفل المفقود.

وأوضحت والدة الطفل أن إخوته يبكونه يوميا حيث تكتب الأخوات الصغيرات رسائل مليئة بالأمل والألم، مثل “يا رب يرجع لنا سالم” و”نشتاق إليك كثيرا”.

ووجهت الأم نداء إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية مثل الصليب الأحمر “نناشد كل من يستطيع المساعدة أن يدعمنا في العثور على ابننا، نحن في حالة من اليأس ولا نعرف كيف نواصل حياتنا في ظل هذا الألم المستمر، نحن بحاجة إلى أي معلومات قد تساعدنا في معرفة مصير ابننا”.

وتمنت أن تنتهي الحرب على قطاع غزة كي تنتهي المعاناة “أتمنى أن تقف الحرب، وتعرف كل أم مصير ابنها المفقود، هل هو شهيد أم أسير؟”.

ووفق منظمة “أنقذوا الأطفال”، يشكل الأطفال أكثر من النصف من بين 10 آلاف مفقود يُعتقد أنهم تحت الأنقاض، فضلا عن آلاف آخرين يُرجَّح أن يكونوا قد دُفنوا في مقابر جماعية غير مُعلَّمة، أو اعتقلتهم قوات الاحتلال، أو فقدتهم أسرهم في ظل الفوضى العارمة.

وحسب المنظمة، يبلغ عدد الأطفال الفلسطينيين الذين لا تُعرف أماكنهم بالضبط 21 ألفا، يشمل من وصلوا إلى المستشفيات ولم تستطع الطواقم التعرف عليهم، ويُصنَّفون في خانة “طفل جريح بلا عائلة على قيد الحياة”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان