كيف حاربت نساء الضفة الاستيطان بالأناناس؟ (شاهد)

نجحت نساء فلسطينيات من جمعية كفر ثلث التعاونية النسوية للتصنيع الزراعي، بمحافظة قلقيلية شمالي الضفة الغربية، في زراعة الأناناس بأراضيهن القريبة من المستوطنات الإسرائيلية، وذلك لحماية الأراضي من التوغل والتوسع الاستيطاني، ولتوفير مصدر رزق لعائلاتهن جراء الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

آمال عرار، رئيسة جمعية كفر ثلث التعاونية النسوية للتصنيع الزراعي، أوضحت للجزيرة مباشر أن فكرة زراعة الأناناس نشأت لأنه صنف غير تقليدي ونادر في زراعته داخل فلسطين، وعادة ما يُستورد من الخارج أو من الداخل المحتل، حيث يستعان بزراعته لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على المنتجات المستوردة من الاحتلال والدول الأخرى.

وأشارت آمال إلى أن هدف الجمعية من زراعة الأناناس هو تعزيز التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة الفلسطينية، فضلا عن حماية الأراضي من التوسع الاستيطاني، مضيفة “أوجدنا فرص عمل لكثير من السيدات العضوات في الجمعية وخاصة خريجات الجامعة واللاتي دون عمل لمساعدتهن على تحسين وضعهن المادي والاقتصادي”.

وفيما يخص نجاح المشروع ومدى إقبال الناس عليه، أكدت رئيسة الجمعية “الحمد لله كانت تجربة ناجحة، وفي إقبال كبير عليه من أهل البلد ومن المحافظات الأخرى مثل نابلس ورام الله، بيجوا الناس يشتروا لأنه أعجبهم، اللي بالسوق بيكون مستورد وفيه هرمون غير صحي، إحنا بلدي وشغل إيدينا ومنتج فلسطيني”.

وعن الصعاب في بداية المشروع الزراعي، قالت “كونه صنف غريب في الزراعة، ما كنا عارفين نتعامل معه وشو الأشياء اللي بده ياها وما الظروف والبيئة والتربة المناسبة. شوي شوي صرنا نسأل، كانت الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان داعمينا، ومتابعين معنا ومهندس منهم متابع المشروع، وعلى اليوتيوب صرنا ندخل ونتعلم، بعدها صار عنا خبرة بخصوص زراعته”.

وأردفت آمال عرار “بوجّه رسالة للحكومة ولوزارة الزراعة والاقتصاد والمؤسسات المحلية والأهلية، لما تكون مزارعة امرأة تزرع شيء مميز وغير تقليدي، وبدها تعوض عن المنتج المستورد أو الإسرائيلي، المفروض من وزارة الزراعة تقف معنا ونطور المشروع أكثر ويساعدونا بالتسويق والدعاية كونه منتج غريب، بوجّه رسالة لهم يلتفتوا للمزارعين ولمعاناتهم، لأنه بيتعب كثير وبيخسر من جيبته كثير”.

وأوضحت رابعة غربة -مزارعة في المشروع وإحدى عضوات الجمعية وأم لـ6 أولاد- أن “المشروع يُعَد مصدر رزق ممتاز، بالنسبة لي أنا مبسوطة فيه، وزراعة الأناناس يُعتبر إنتاج مهم، وأنا عن نفسي استفدت منه كتير، وبيعمل اكتفاء ذاتي لي ولغيري”.

وتأسست جمعية كفر ثلث التعاونية النسوية للتصنيع الزراعي في عام 2019، ويوجد بها 20 عضوة، وتعتمد الجمعية في ميزانيتها على إسهام العضوات فيها وعلى بعض التبرعات، وتقوم بأنشطة عدة من خلال إقامة ورش عمل للنساء في الأماكن القريبة من المستوطنات.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان