الانتخابات البريطانية.. تعرف إلى خرائط الأحزاب واتجاهات التصويت بين الناخبين المسلمين
يتجه نحو 46 مليون ناخب بريطاني، اليوم الخميس، إلى صناديق الاقتراع لاختيار الأعضاء الجدد لمجلس العموم، الذين يبلغ عددهم 650 عضوًا، ويصبح زعيم الحزب الذي يفوز بأكبر عدد من الأعضاء رئيسًا للوزراء.
وتشير استطلاعات الرأي إلى خسارة فادحة متوقعة لحزب المحافظين، بزعامة رئيس الوزراء ريشي سوناك، أمام حزب العمال، الذي ينتمي إلى يسار الوسط، بعد أن قضى حزب المحافظين 14 عامًا في السلطة، منذ عام 2010، تناوب على زعامته خلالها 5 رؤساء وزراء.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتحذيرات إلى 20 شركة لتصنيع الأسلحة من التورط بجرائم حرب بسبب إسرائيل
التليغراف: تصويت المسلمين البريطانيين قد يكون حاسما في معظم هذه الدوائر الانتخابية
على خلفية حرب غزة.. حملة “الصوت المسلم” تتطلع للتأثير في الانتخابات البريطانية
استطلاع رأي عشية الانتخابات
وطبقًا لاستطلاع أجرته شركة “يو جوف” عشية الانتخابات وهي من أكبر الشركات البريطانية المتخصصة في أبحاث السوق وتحليل البيانات، فإن حزب العمال سيفوز بـ431 مقعدًا، فيما سيفوز حزب المحافظين بـ102 مقعد، وسيفوز حزب الديموقراطيين الليبراليين بـ72 مقعدًا، بزيادة 61 مقعدًا عن الانتخابات الماضية.
كما يشير استطلاع “يو جوف” إلى أن حزب الإصلاح اليميني سيتمكن من الفوز بـ3 مقاعد، وهي أفضل نتيجة في تاريخ الحزب.
ويبلغ عدد الدوائر الانتخابية 650 دائرة، كل دائرة تمثل منطقة، وكل منطقة يمثلها نائب واحد في البرلمان، وتتم الانتخابات على دورة واحدة، ويكون التصويت على مرشح واحد، حيث يفوز المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات في الدائرة الانتخابية بمقعد هذه الدائرة في البرلمان.
خرائط الأحزاب المتنافسة
على الرغم من التعددية الحزبية في بريطانيا، فإن حزبي المحافظين والعمال يهيمنان على السياسة البريطانية في ظل النظام الانتخابي الحالي، الذي يمنح من يفوز بأغلبية الأصوات في دائرة معينة مقعدها الانتخابي، مع تجاهل باقي الأصوات، مما يجعل من الصعب على الأحزاب الصغيرة الفوز بالتمثيل في البرلمان.
وهذه هي أهم الأحزاب على الساحة السياسية البريطانية:
حزب المحافظين: يتزعم الحزب رئيس الوزراء ريشي سوناك (44 عامًا)، وقد حصل الحزب على 365 مقعدًا في مجلس العموم في الانتخابات الأخيرة.
حزب العمال: يرأس الحزب المحامي كير ستارمر (61 عامًا) الذي شغل في السابق منصب المدعي العام لإنجلترا وويلز، وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه الشخص المفضل لرئاسة وزراء بريطانيا بعد الانتخابات، وكان عدد أعضاء الحزب 202 مقعد في مجلس العموم في الانتخابات الأخيرة.
الحزب القومي الإسكتلندي: زعيم الحزب هو جون سويني (60 عامًا)، وشغل الحزب 48 مقعدًا في مجلس العموم في الانتخابات الأخيرة، ويهتم بمفاوضات استقلال إسكتلندا، وإعادة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وزيادة الإنفاق على الصحة العامة، والدعوة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
حزب الديمقراطيين الليبراليين: يرأس الحزب إد ديفي (58 عامًا) الذي شغل منصبًا رفيعًا في وزارة الطاقة والطاقة النظيفة في تحالف حكومي بين المحافظين والديمقراطيين الليبراليين بين عامي 2012 و2015، وشغل الحزب 11 مقعدًا في مجلس العموم بعد الانتخابات الأخيرة.
حزب الخضر: يتزعمه كارلا دينير (38 عامًا) وأدريان رامسي (42 عامًا)، ويركز بشكل أساس على القضايا البيئية، وشغل مقعدًا واحدًا فقط في مجلس العموم في الانتخابات الأخيرة، ويركز في حملته على التخلص التدريجي من الطاقة النووية بحلول عام 2040، والاستثمار في الطاقة الخضراء.
حزب الإصلاح اليميني: يرأس الحزب نايجل فاراج (60 عامًا) وهو سياسي شعبوي، يركز على خفض الهجرة، وما يصفه بـ”القيم البريطانية”، ولم يفز الحزب بأي مقاعد في البرلمان في الانتخابات الأخيرة.
حق التصويت في الانتخابات
كل المواطنين البريطانيين، بمن فيهم مواطنو إنجلترا وويلز وإسكتلندا وإيرلندا الشمالية، علاوة على مواطني جمهورية إيرلندا والكومنولث المقيمين في بريطانيا، يحق لهم المشاركة في الانتخابات، شريطة أن يبلغ سن الناخب 18 عامًا يوم الاقتراع، ويكون اسمه مدونًا في القوائم الانتخابية.
ظاهرة المرشحين المستقلين
في انتخابات 2024، زاد عدد المرشحين المستقلين المتنافسين بنحو 230 مرشحًا عن عددهم في انتخابات عام 2019، وفي المناطق التي يزداد فيها عدد الناخبين المسلمين يتنافس معظم هؤلاء المستقلين على خلفية برنامج مؤيد للفلسطينيين.
ويعد هذا الرقم القياسي لعدد المرشحين المستقلين أحد الملامح البارزة للانتخابات البرلمانية في بريطانيا، حيث يكشف مدى تململ الشارع من الأحزاب الكبيرة التقليدية وسياساتها.
فقد تقدم للانتخابات نحو 460 مرشحًا مستقلًا، جزء منهم انشق أو أبعد عن أحزاب كانوا يمثلونها سابقًا، مثل زعيم حزب العمال السابق جيرمي كوربين، وآخرون لم ينتموا سياسيًا من قبل، ولكنهم وجدوا الظروف الداخلية مواتية للمنافسة على مقعد في برلمان 2024.
ويتنافس المستقلون على أكثر من 70% من مقاعد البرلمان، لكن الفوز ليس سهلًا في ظل الثنائية الحزبية في بريطانيا، ومحدودية موارد دعم المستقلين ماديًا وإعلاميًا مقارنة بمرشحي الأحزاب الرئيسة.
في المقابل، تشير استطلاعات الرأي إلى أن 45% من الناخبين البريطانيين، يمكن أن يغيروا توجهاتهم الانتخابية قبل موعد الانتخابات بيوم واحد، الأمر الذي يزيد المخاوف من أن يتمكن حزب الإصلاح اليميني المتشدد من الفوز بمقاعد في مجلس العموم البريطانيين، مستفيدًا من انتصارات اليمين في أوروبا، وخاصة في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية التي تمت في 30 يونيو/حزيران 2024.
اتجاهات التصويت بين المسلمين
يبلغ عدد المسلمين في بريطانيا نحو 4 ملايين نسمة بنسبة 6.5% من إجمالي عدد السكان، وهناك 20 دائرة في بريطانيا يشكّل المسلمون فيها أكثر من 30% من عدد السكان، وفاز بها حزب العمال في انتخابات 2019، وتمثل هذه الدوائر نحو 3% من إجمالي عدد المقاعد في مجلس العموم.
وتسود حالة من السخط في أوساط المسلمين والعرب البريطانيين من موقف زعيم حزب العمال، كير ستارمر، من الحرب على غزة، وحديثه عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بكل السبل الممكنة.
غير أن ستارمر عاد بعد أشهر من عمليات الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة، ودعا إلى وقف إطلاق النار، ودعم انطلاق عملية تسوية سلمية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، بما في ذلك دعمه لحل الدولتين.
وأجرت مؤسسة “سافنتا”، في نهاية مايو/أيار وأوائل يونيو/حزيران الماضي، بالتعاون مع منصة “هايفين” الإلكترونية المختصة بقضايا المسلمين في بريطانيا، ومؤسسة “سارفيشين”، بالتعاون مع شبكة المسلمين في حزب العمال في فبراير/شباط الماضي، استطلاعين للرأي، أشارا إلى أن عدد المسلمين الذي يعتزمون التصويت لصالح حزب العمال يصل إلى 60%.
ولم تتجاوز نسبة من يعتزمون التصويت لصالح حزب المحافظين 12%، هذا في الوقت الذي يوجد فيه حاليًا 3 نواب مسلمين في مجلس العموم يمثلون حزب المحافظين.