تقرير: عمليات إسرائيلية بأنماط عسكرية جديدة في غزة.. هذه أبرز ملامحها

رصد تقرير لوكالة الأناضول أن قطاع غزة شهد في الأسابيع القليلة الماضية عمليات إسرائيلية بأنماط عسكرية جديدة تختلف عن شكل المناورات البرية الكبرى التي بدأها الجيش في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضاف التقرير أن هذا النمط العسكري الجديد تشكّل من خلال تنفيذ عمليات “مفاجئة” دون إنذار السكان بالإخلاء، يبدؤها الجيش بقصف متعدد الأبعاد يشمل “الجوي والبري والبحري” ضمن منطقة جغرافية معينة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبعد وقف الأمير هاري وزوجته تمويل منظمتها.. رئيسة تحالف النساء المسلمات تكشف الأسباب (فيديو)
“معجزة عسكرية”.. أبو عبيدة: مجاهدونا ينفذون كمائن محكمة ويتربصون بقوات العدو لإيقاعها في مقتلة محققة
القسام تعلن قنص 4 من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي شرق بيت حانون
ويزعم الجيش أن هذه العمليات تسعى لتحقيق أهداف محددة تتمثل في تحرير الأسرى المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، أو القضاء على “بنية حماس العسكرية”.
وكان من المناطق التي شهدت هذه النماذج من العمليات مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع، وحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
اقتراب المرحلة الثالثة
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن المرحلة الثالثة من الحرب تعني “الانتقال من القصف المكثف لقطاع غزة إلى الاستهداف المستند إلى معلومات استخبارية”.
وأعلن مسؤولون إسرائيليون أن هذه المرحلة تشمل “التركيز على عمليات برية محددة، وتخفيض القوات واللجوء إلى الغارات الجوية، وإقامة منطقة عازلة على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة”.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد قال في تصريح سابق لصحيفة وول ستريت جورنال، إن الجيش “بصدد الانتقال من المناورة الحربية المكثفة إلى أنساق أخرى من العمليات الخاصة”.

وتطرح عمليتا النصيرات والشجاعية، العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل قد انتقلت بالفعل إلى المرحلة الثالثة من القتال، وسط تساؤلات حول أهدافها في ظل انتقادات موجهة إلى المرحلتين الأولى والثانية.
ففي يوم 8 يونيو/حزيران الماضي، شنّ الجيش الإسرائيلي هجوما بريا وجويا وبحريا، مباغتا، على مخيم النصيرات وسط القطاع، لتحرير 4 رهائن؛ مما أسفر عن مقتل 274 فلسطينيا وإصابة أكثر من 698.
والخميس، شنّ الجيش عمليتين عسكريتين مباغتتين، الأولى في حي الشجاعية شرق غزة، شاركت فيها قوات برية وجوية، وأسفرت عن استشهاد عدد من الفلسطينيين، وزعم الجيش أنه “نفذ هذه العملية بناء على معلومات استخبارية لتفكيك البنية التحتية لحركة حماس التي لا تزال نشطة هناك”.
وأما الثانية فكانت في منطقة المواصي شمال غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حيث شن الجيش هجوما جويا وبريا مباغتا على هذه المنطقة ومنطقة الشاكوش القريبة منها، ثم انسحب منها بعد ساعات.
الأثر والأهداف
وقال المحلل السياسي أسامة محمد إن هذا النمط الجديد من العمليات هو “بمثابة استعاضة عن نمط العمليات في المرحلة الثانية الذي لم يفض لتحقيق إنجاز نوعي يحقق أهداف الحرب”.
وأضاف محمد للأناضول: “هذا النمط العسكري مبني على نجاح النمط العملياتي في المرحلة الثانية الذي كان من المفترض أن يؤدي لانهيار قوة فصائل المقاومة في غزة باستثناء بعض الجيوب والمقدرات والأفراد الذين سيبقون في أماكن مختلفة في القطاع. ومن هنا يأتي دور المرحلة الثالثة في تصفية هذه الجيوب”.

وشكك محمد في قدرة جيش الاحتلال على تحقيق أهدافه في هذه المرحلة، مرجعا ذلك إلى “فشله في المرحلتين الأساسيتين الأولى والثانية”.
وقال: “المرحلة الثالثة هي مرحلة مكملة، ومن الصعب إنجازها ما لم تحققه المراحل السابقة، فضلا عن تزامنها مع تزايد الضغط العسكري في الجبهة الشمالية وتزايد الضغط الدولي على إسرائيل”.
وأضاف أن هذه المرحلة “ما زالت غير مفهومة في ظل عدم وجود ملامح أو خطة لها”، قائلا “هي شعار إعلامي والاحتلال غير قادر حتى اللحظة على الانتقال من مرحلة لأخرى”.
قتل وفوضى
ويعتقد المحلل السياسي إبراهيم المدهون أن المرحلة الثالثة قد ترفع فيها إسرائيل وتيرة “الاغتيال والاستهداف”.
وقال: “الاحتلال يحاول خلق نوع من الفوضى في القطاع من خلال تركيزه على استهداف القوى المدنية باختلافها سواء كوادر صحية أو بلدية أو رجال طوارئ وأمن لخلق حالة فراغ”.
وأضاف أن الهدف من هذه المرحلة الثالثة هو “التركيز على عمليات القتل والاغتيال بصورة أوسع دون توغلات برية قد تكلف الاحتلال المزيد من الخسائر”.
وتابع قائلا إن إسرائيل تستغل هذه المرحلة لإبقاء العدوان بصور مختلفة للهروب من استحقاق وقفه الذي أصبح مطلبا دوليا.