من هو نايجل فاراج زعيم حزب الإصلاح في بريطانيا؟

فاراج في فرحة غامرة بعد نجاحه في الفوز بمقعد في البرلمان
فاراج في فرحة غامرة بعد نجاحه في الفوز بمقعد في البرلمان (غيتي)

بمجرد الإعلان عن فوز نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح اليميني المتشدد المعادي للمهاجرين، بمقعد في مجلس العموم البريطاني، سارع دونالد ترمب، المرشح الجمهوري للرئاسة في الولايات المتحدة، إلى تقديم التهنئة له.

وكتب ترمب على منصة “تروث سوشيال” التي يمتلكها، اليوم الجمعة، قائلًا “تهنئتي لنيجل فاراج على فوزه الكبير بمقعد في البرلمان (البريطاني)، وسط نجاح انتخابي لحزب الإصلاح في المملكة المتحدة. نايجل هو رجل يحب فعلًا بلاده”.

وتمكن فاراج، الذي يبلغ من العمر 60 عامًا، وهو رجل أعمال سابق، من الفوز بمقعد عن دائرة “كلاكتون” في مقاطعة “إسكس” في إنجلترا، في الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الخميس، وكانت هذه هي محاولته الثامنة للفوز بعضوية البرلمان، وفشل قبلها 7 مرات لكنه لم يتوقف عن محاولة الوصول لمقعد في مجلس العموم.

ومن الواضح أن توجهات الناخبين في دائرة “كلاكتون” تغيرت، إذ تمكن فاراج من الفوز بأغلبية واضحة تبلغ نحو 10 آلاف صوت.

وكان فاراج، الذي تربطه صلات قوية مع ترمب، هو أول سياسي بريطاني يلتقي به ترامب عقب وصوله للبيت الأبيض في عام 2016، ما اعتبر وقتها إشارة قوية على دعمه لفاراج.

فاراج اثناء مشاركته في حملة ترامب عام 2016
فاراج أثناء مشاركته في حملة ترمب عام 2016 (غيتي)

الخروج من الاتحاد الأوروبي

كما كان فاراج من أبرز السياسيين الذين قادوا حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016، على الرغم من أنه كان عضوًا في البرلمان الأوروبي، وشارك في الضغوط على حكومة حزب المحافظين وقتها بزعامة ديفيد كاميرون لإجراء تصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد أو “البريكست” حسب ما أطلق عليه في بريطانيا.

وحينها سطع نجم فاراج كأحد أبرز السياسيين الشعبويين في بريطانيا، وتمكن من تحقيق شعبية في أوساط الناخبين اليمينيين الذين كانوا يصوتون تقليديًا لحزب المحافظين.

إعادة المهاجرين إلى فرنسا

ويتخذ فاراج خطًا متشددًا في قضية الهجرة، إذ يتعهد بوضع قيود على دخول بريطانيا، وإعادة المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى بريطانيا على قوارب عبر بحر المانش إلى فرنسا قبل أن يصلوا إلى شواطئ بريطانيا.

ويطالب فاراج بخروج بريطانيا من معاهدة حقوق الإنسان الأوروبية التي تفرض قيودًا على الحكومة البريطانية في قضية اللاجئين، ووجّه انتقادات كثيرة للحكومة البريطانية لأنها لا تزال تلتزم بهذه المعاهدة.

تغيير النظام الانتخابي

ويسعى فاراج إلى تغيير النظام الانتخابي الحالي الذي يمنح الفوز في كل دائرة لمن يحصل على أعلى الأصوات بها ويتجاهل باقي الأصوات، ويرى فاراج أن هذا النظام “عفا عليه الزمن”.

والملاحظ أن حزب الإصلاح حصل على نحو 14% من إجمالي أصوات الناخبين، أو ما يعرف بالتصويت الشعبي، لكنه لم يحصل إلا على 4 مقاعد بسبب النظام الانتخابي القائم، ويمكن أن يحصل على تمثيل أكبر في البرلمان في حال تغيير هذا النظام.

تقدم حزب الإصلاح على حساب المحافظين

ولم يقتصر نجاح حزب الإصلاح على فوز زعيمه بمقعد في البرلمان، إذ حصل الحزب على 3 مقاعد أخرى، من بينها مقعد فاز به ريتشارد تايس، الزعيم السابق لحزب الإصلاح، الذي تنحى عن الزعامة بعد أن قرر فاراج العودة لقيادة الحزب قبل الانتخابات البرلمانية.

وتشير نتائج الانتخابات إلى أن حزب الإصلاح تمكن من إقناع قطاعات في حزب المحافظين بالتصويت له، وكانت النتيجة أن جاء المحافظون في المركز الثاني أو الثالث في دوائر انتخابية عدة في شمال شرق إنجلترا، بعد حزبي العمال والأحرار الديمقراطيين، بعد أن ساهم التصويت لحزب العمال في تفتيت الأصوات المؤيدة للمحافظين.

ونقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز” في تقرير لها، الجمعة، عن فاراج قوله إن نجاح حزب الإصلاح إشارة إلى ما وصفه “بناقوس الموت” بالنسبة لحزب المحافظين، مضيفًا أن “الحزب موجود من 190 عامًا، وتميز بالصلابة بشكل مثير للدهشة، لكن هذه قد تكون بداية النهاية لحزب المحافظين”.

وأشارت الصحيفة إلى أن حزب الإصلاح استفاد من “خيبة أمل الناخبين اليمينيين في حزب المحافظين، وخاصة فيما يتعلق بقضية الهجرة”.

يذكر أن عدد مقاعد حزب المحافظين تقلص، عقب الانتخابات التي تمت الخميس، إلى 121 مقعدًا، مقابل 365 مقعدًا في الانتخابات السابقة التي تمت عام 2019، وهذه أسوأ نتيجة للحزب في تاريخه الحديث.

المصدر : رويترز + سكاي نيوز + فايننشال تايمز

إعلان