رائدا فضاء عالقان في مركبة فضائية ينتظران العودة إلى الأرض
في عام 2013 أنتجت السينما الأمريكية أحد أفلام الخيال العلمي باسم “غرافيتي” أو “الجاذبية”، تناول قصة رائدي فضاء، أدى دَوريهما جورج كلوني وساندرا بولوك، يحاولان العودة إلى الأرض بعد أن تحطمت مركبتهما الفضائية، وحقق الفيلم حينها نجاحا مذهلا، وفاز بعدد من جوائز الأوسكار.
ويبدو أن فكرة الفيلم التي كانت مجرد خيال منذ 11 عاما، تحولت إلى واقع عام 2024، إذ يسعى رائدا الفضاء بوتش ويلمور وسوني وليامز، الآن إلى العودة إلى الأرض، بعد أن اضطرا إلى تمديد فترة إقامتهما في محطة الفضاء الدولية عدة أشهر.
اقرأ أيضا
list of 4 items“وضع غير طبيعي”.. وكالة الفضاء الروسية تعلن تحطم مركبة “لونا 25” على سطح القمر
محمد فارس.. وفاة ثاني رائد عربي يصعد إلى الفضاء ونعي واسع للطيار السوري المعارض
ناسا تنشر صورا فريدة لأكبر بركان في النظام الشمسي (شاهد)
غير أن وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) تؤكد عزمها على تجنّب السيناريو الكارثي للفيلم الشهير، وخصوصا أنّ الرائدين العالقين في محطة الفضاء الدولية مخضرمان ويتمتّعان بأعصاب قوية.
وكانت ناسا قد أعلنت خلال الأسبوع الماضي أنّ رائدي الفضاء قد يضطران إلى تمديد إقامتهما في محطة الفضاء الدولية عدة أشهر، في انتظار إعادتهما إلى الأرض عبر كبسولة “سبايس إكس”.
وكان من المفترض في البداية أن يقضي رائدا الفضاء ما يزيد قليلًا على أسبوع في المحطة الفضائية، لكنّ مركبة “ستارلاينر” الجديدة التابعة لشركة بوينغ، التي نقلتهما إلى المحطة، واجهت مشاكل عدة خلال الرحلة.
كيف ستكون العودة إلى كوكب الأرض؟
ويُفترض أن تصدر وكالة ناسا في منتصف أغسطس/آب قرارها النهائي بشأن احتمال عودة رائدي الفضاء عبر “ستارلاينر”، أو ما إذا كان سيتعين إنقاذهما بواسطة مركبة من تصنيع “سبايس إكس”.
ومهما يكن القرار، فإن رائدي الفضاء المحترفين يبديان “استعدادهما للقيام بما تمليه عليهما ناسا”، وفق ما قال هذا الأسبوع المسؤول في الوكالة، ستيف ستيتش.
وعمل رائدا الفضاء في السابق طيارين تجريبيين في البحرية الأمريكية، وسبق أن زارا محطة الفضاء الدولية مرتين.
وكان بوتش ويلمور، قائد المهمة، قد قضى 178 يوما في الفضاء قبل مهمة “ستارلاينر”. أما سوني وليامز فسبق أن أمضت في محطة الفضاء الدولية 322 يوما.
وقال ويلمور من ولاية تينيسي في أوائل يونيو/حزيران، بعد فتح الفاصل بين ستارلاينر ومحطة الفضاء الدولية، “يا له من مكان جميل، ومن المذهل أن أعود إلى هنا”.
وكانت وليامز قد قالت في مطلع يوليو/تموز خلال مؤتمر صحفي من الفضاء “إننا نقضي وقتا ممتعا”.
وشارك رائدا الفضاء لسنوات عدة في ابتكار المركبة لتنفيذ هذه الرحلة التجريبية المأهولة الأولى.
وقالت رئيسة برنامج محطة الفضاء الدولية في وكالة ناسا دانا ويغل، في تصريح هذا الأسبوع إنّ “بوتش وسوني مدرَّبان جيدا”.
وتابعت “قبل بضع سنوات، وبعدما علمنا أنّها رحلة تجريبية، قررنا التأكد من أنّ لدينا الموارد والتدريب اللازمين للطاقم، في حالة اضطراره إلى البقاء فترة أطول في محطة الفضاء الدولية، لسبب أو لآخر”.
رحلة قد تستمر ثمانية أشهر
وعادة ما تستمر المهمة الاعتيادية لرواد الفضاء في المحطة ستة أشهر. إلّا أنّ عددا كبيرا منهم أمضى عاما في هذا المختبر الفضائي الذي بقي مأهولا بشكل مستمر منذ نحو ربع قرن.
وفي حال استغرقت المهمة نحو 8 أشهر، وهي المدة المتوقّعة لعودة رائدي الفضاء في مركبة لـ”سبايس إكس”، فلن تكون مدّتها استثنائية.
بوتش ويلمور البالغ 61 عاما، متزوج وله ابنتان، وهو من محبي سلسلة أفلام “توب غَن”. وقد اختير عام 2000 ليصبح رائد فضاء، وأنجز 4 عمليات سير في الفضاء خلال مسيرته المهنية.
وعام 2009، زار للمرة الأولى محطة الفضاء الدولية فترة وجيزة خلال مهمة أُطلقت في مكوك فضاء أمريكي. ثم عاد إلى الفضاء في 2014 و2015، لكن هذه المرة عبر مركبة “سويوز” الفضائية الروسية.
وقاد مركبة “ستارلاينر” يدويا لفترة مؤقتة قبل التحامها بمحطة الفضاء الدولية.
وخلال مؤتمر صحفي قبل الرحلة، أشادت به زميلته سوني وليامز قائلة “دائما ما يطرح تساؤلات عن أسباب كل تفصيل”، وهو ما يوفر فهما أفضل لـ”قدرات المركبة”.
مهام في المحطة الفضائية
أما سونيتا وليامز (58 عاما) فقد زارت الفضاء أيضا عبر المكوك الفضائي ومركبة “سويوز” الفضائية، وأنجزت ما لا يقل عن سبع عمليات سير في الفضاء.
وتهوى تصليح السيارات أو الطائرات مع زوجها، وكانت أول من أكمل سباق الترياثلون في الفضاء (مع جهاز خاص لمحاكاة السباحة).
ولا يمضي رائدا الفضاء وقتهما في محطة الفضاء الدولية من دون عمل، إذ يساعدان الأشخاص السبعة الآخرين الموجودين فيها في عملهم اليومي.
وقالت دانا ويغل “إنّ وجودهما في محطة الفضاء إلى جانب رواد الفضاء مفيد جدا”، لإجراء “أعمال صيانة وتجارب علمية إضافية”، واعدة بعقد مؤتمر صحفي جديد قريبا مع رائدي الفضاء.