الحرب والسرطان ينهشان جسد علا صالح في غزة (فيديو)
يعاني مرضى السرطان في قطاع غزة من صعوبة العلاج جراء الهجمات المتواصلة على القطاع المحاصر، حيث كشفت الحرب معاناة الآلاف منهم، وإحداهن هي علا صالح التي تكافح مرضها في أتون قسوة الحرب التي حولت حياتها إلى جحيم.
الجزيرة مباشر التقت مع علا، التي تعاني من صعوبة الحصول على العلاج إضافة إلى عيشها في ظروف بائسة بسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي وحصاره للقطاع، ما جعل معركتها ضد السرطان أكثر قسوة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsنتنياهو يبحث احتمال إصدار مذكرة لاعتقاله من “الجنائية الدولية”
خطاب عباس أمام البرلمان التركي.. أبرز ما قاله في كلمته (فيديو)
صور إسماعيل هنية تملأ البرلمان التركي خلال خطاب محمود عباس (فيديو)
قالت علا إنها خلال أول شهرين من الحرب، كانت تتلقى العلاج اللازم للسرطان الذي أصاب جسدها المنهك، ولكن سرعان ما توقفت عن تلقي الأدوية عندما أصبح الحصول عليها مستحيلًا، ما جعلها تخشى على صحتها: “أنا خائفة من الذهاب للمستشفى حتى لا يخبروني أن صحتي تدهورت”.
وأشارت علا، إلى أن التحديات التي تواجهها تتجاوز بكثير حدود مرض السرطان، فمع قسوة النزوح، أصبحت حياتها محاطة بصعوبات يومية رهيبة، حيث لا يتوفر لها الطعام الكافي أو الرعاية الصحية اللازمة، وأصبحت الحمامات المؤقتة في الشوارع، مثل النايلون، جزءًا من واقعها المؤلم، ما زاد من معاناتها بشكل كبير.
وتابعت المرأة الفلسطينية وهي تبكي من تأثير العامل النفسي للحرب في صراعها مع السرطان: “المرض من اليأس والحزن الذي نعيشه، كل شيء هنا متعب ومحزن ولو أنا مريضة فالمرض سيتمسك بي من شدة حزني، فوالدي توفى بالحرب ولم أره، الحياة صعبة”.
وتُعاني علا، من ضغوط نفسية كبيرة نتيجة نقص العلاج والظروف المعيشية الصعبة، فالخوف من إجراء الفحوصات الطبية وعدم القدرة على متابعة علاجها بانتظام يضيف أعباء إضافية على حالتها الصحية المتردية، إذ أضافت: “أنا قطعت علاجي بعد شهر نوفمبر وحتى الآن تقريبًا، ولكن أحيانًا يتوفر في مجمع ناصر الطبي وأحصل عليه”.
وتحاول علا دائمًا أن تكون قوية لأجل عائلتها، حيث تجد نفسها في معركة مزدوجة، محاولة البقاء على قيد الحياة بينما تحارب من أجل توفير القليل من الغذاء لأسرتها ورعاية زوجها المريض.
وذكرت علا أنها عاشت لحظات مأساوية خلال هذه الحرب، مثل فقدانها لوالدها الذي استشهد وهو في طريقه للعلاج في الأردن، كما أنها كادت أن تفقد ابنتها أثناء مرورها عبر الحواجز أثناء النزوح، ما أضاف طبقة جديدة من القلق والخوف إلى حياتها المضطربة.
يذكر أنه منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، عمد جيش الاحتلال لتدمير المنشآت والمباني السكنية، لا سيما المستشفيات والمراكز الصحية واستهداف طواقم الإسعاف، ما زاد من كارثية الوضع الصحي في القطاع مع الحرب التي أودت بحيات عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين.