هآرتس: حرب غزة من أكثر الحروب دموية في القرن الحادي والعشرين
أكدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تقع ضمن أكثر الحروب دموية منذ بداية القرن الحالي.
وأشارت الصحيفة في تحقيق نشرته مساء الأربعاء إلى أن الجيش الإسرائيلي قتل الكثير من الفلسطينيين في المناطق التي سبق أن أعلن أنها “آمنة”.
اقرأ أيضا
list of 4 items“عملية مركبة”.. القسام تفجر عبوة في قوات الاحتلال وتستهدف مجموعة نقل القتلى والجرحى وتقصف إسرائيل (فيديو)
شاهد: اللحظات الأولى لعملية بئر السبع وهروب جنود إسرائيليين مسلحين
أصعب ما رآه أطباء قطاع غزة خلال عام من الحرب (فيديو)
המספרים מראים: המלחמה ברצועת עזה היא אחת העקובות מדם מתחילת המאה https://t.co/eH56VVfREi
— Haaretz הארץ (@Haaretz) August 14, 2024
وأضافت الصحيفة في تقريرها “قتل نحو 40 ألف شخص في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر.. وبالنسب المئوية تبلغ نحو 2% من أصل عدد السكان البالغ نحو مليوني نسمة”.
وقالت، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دأب على اتهام المجتمع الدولي بالنفاق في موقفه من الحرب على غزة، وادعى أنه يتجاهل الصراعات الأخرى وغيرها من الكوارث الإنسانية.
“أين جنوب إفريقيا”؟
وضربت الصحيفة مثالا على ادعاءات نتنياهو في هذا الشأن وذكرت أن نتنياهو قال في يناير/كانون الثاني الماضي: أين كانت جنوب إفريقيا، عندما قُتل الملايين أو أُجبروا على النزوح من ديارهم في سوريا واليمن؟”.
وكانت جنوب إفريقيا قد رفعت دعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية تتهمها بارتكاب إبادة جماعية في غزة.
وقالت الصحيفة “لكن فحص عدد القتلى في قطاع غزة يكشف أن هذه الحرب من أكثر الحروب دموية منذ بداية القرن، خاصة إذا نظرت إلى معدل الوفاة ونسبة القتلى من عامة الناس”.
رحلة نزوح مستمرة
وفيما يتعلق باستهداف الجيش الإسرائيلي للنازحين، قالت الصحيفة: رغم أن معظم سكان قطاع غزة أصبحوا نازحين، فإن فرارهم إلى المناطق التي وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها آمنة لم يجد نفعا دائما، حيث قُتل الكثيرون في هذه المناطق أيضا.
وسبق أن استهدف الجيش الإسرائيلي أكثر من مرة النازحين الفلسطينيين الذين فروا من العمليات العسكرية إلى مناطق زعمت تل أبيب أنها آمنة، لكنها لم تسلم من الاستهداف الإسرائيلي الذي أوقع مئات القتلى والجرحى، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
ولفتت صحيفة هآرتس إلى أن العديد من المنظمات الدولية، وكذلك الحكومات ووسائل الإعلام، قامت منذ بداية الحرب بدراسة مدى مصداقية أرقام القتلى التي تنشرها وزارة الصحة في غزة، وهناك إجماع واسع على أنها موثوق بها.
شهداء وجرحى
وفي أحدث إحصائية نشرتها وزارة الصحة بغزة أمس الأربعاء، استشهد 39 ألفا و965 فلسطينيا، وأصيب 92 ألفا و294 جراء حرب إسرائيل على القطاع، كما تجاوز عدد المفقودين تحت الأنقاض 10 آلاف.
وأكدت الصحيفة أن الحرب في غزة تسببت في وفيات أكثر مما وقع في بعض الأحداث التي أثارت المجتمع الدولي في السنوات الأخيرة، ودللت على ذلك بأنه خلال الإبادة الجماعية للروهينغيا في ميانمار، على سبيل المثال، قُتل نحو 25 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة.
وبمقاربة أخرى، قالت هآرتس “على سبيل المثال في يوغوسلافيا. ومن أبرز الساحات هناك كانت البوسنة، وفي أسوأ أعوامها (1991) بلغ متوسط عدد الوفيات شهريا 2097، وبلغ إجمالي عدد الوفيات في أربع سنوات هناك 63 ألفا”.
“4 آلاف شهيد شهريا”
وخلصت الصحيفة إلى أنه من حيث معدل الوفيات، فإن الحرب في غزة تقع في المراكز الأولى في الصراعات العنيفة منذ بداية القرن، إذ يصل معدل القتلى في غزة إلى نحو 4 آلاف شهريا في المتوسط.
وفيما يتعلق بالفوارق بين غزة وبقية المناطق، قالت الصحيفة إن الفرق الأكثر وضوحا بين حروب القرن الحادي والعشرين الأخرى وما يحدث في غزة، هو حجم منطقة القتال البالغ 360 كيلومترا مربعا.
وترتب على ذلك عدم قدرة السكان الذين لا يشاركون في القتال على الهروب من القتال.
وقالت “وقبل كل شيء معدل الضحايا من مجموع السكان وفي المناطق التي يعرّفها الجيش الإسرائيلي بأنها إنسانية، فإن الأوضاع المعيشية صعبة للغاية، ويعاني النازحون من الاكتظاظ والعدوى وعدم توفر مأوى آمن ونقص الدواء”.
معدل الوفيات نسبة إلى حجم السكان
وأوضحت الصحيفة أن الإحصائية التي ربما توضح بشكل أفضل مدى شدة الكارثة الإنسانية في غزة، هي معدل الوفيات نسبة إلى حجم السكان، حيث قتل 2% من سكان غزة في أقل من عام، وهو أمر غير معتاد في عصر الحروب بعد الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، وخاصة خارج إفريقيا.
ووفقا لتقديرات صارمة لم تنسبها الصحيفة لمصادرها، قُتل نحو 2% من السكان في سوريا، كما هو الحال في غزة، ولكن مع فارق مهم، هو أن الحرب مستمرة هناك منذ 13 عاما.
ونقلت الصحيفة عن البروفيسور في جامعة لندن البريطانية مايكل سباغات قوله “فيما يتعلق بنسبة السكان الذين قتلوا، أفترض أن الحرب في غزة دخلت بالفعل المراكز الـ5 الأولى في الصراعات الـ10 الأكثر عنفًا في القرن الحادي والعشرين”.
وأكد سباغات، المتخصص في مراقبة ضحايا الصراعات العنيفة، أنه إذا أخذنا في الاعتبار المدة التي يستغرقها قتل نسبة كبيرة كهذه من السكان “2% من سكان غزة خلال 10 أشهر” فقد تأتي حرب غزة في المركز الأول.
أسوأ الكوارث الإنسانية
وأدت الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حيث كشفت وزارة الصحة في القطاع الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي قتل 115 طفلا رضيعا منذ 7 أكتوبر، وذلك بعد استشهاد الرضيعين إيسل وأيسر اللذين ولدا في 10 أغسطس/آب الجاري.
كما ارتفع عدد ضحايا الجوع وسوء التغذية جراء حرب إسرائيل على قطاع غزة الأربعاء، إلى 37 فلسطينيا بينهم أطفال، وذلك بعد وفاة الطفلة لينا الشيخ خليل (4 سنوات) في مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، جراء الحرب والحصار.