قطع الخوفة.. ملاذ سكان غزة في ظل تدهور النظام الصحي (فيديو)

مع تدهور الوضع الصحي في غزة وخروج العديد من المستشفيات عن الخدمة، بالتزامن مع قلة عدد الأطباء وزيادة عدد المصابين، لجأ العديد من سكان القطاع، لا سيما في مدينة أصداء غرب خان يونس، إلى الطب العربي أو الطب البديل، لتخفيف الضغط على المستشفيات التي تكتظ بالحالات الطارئة.

يشمل الطب البديل، علاجًا شعبيًا تقليديًا معروف بـ”قطع الخوفة”، وهو مجموعة من التدليك والأدوات البسيطة التي تساعد في تخفيف التوترات النفسية والجسدية الناتجة عن الصدمات والأحداث العنيفة.

ويُعتقد أن هذا العلاج يساعد في إزالة التراكمات السلبية والانفعالات المتراكمة في الجسم نتيجة للتعرض لمواقف مخيفة أو مؤلمة.

“إقبال غير مسبوق”

من جهته أكد المعالج بالطب العربي والحجامة، محمد الدسوقي، أن هناك إقبالًا غير مسبوق على “قطع الخوفة”، منذ اندلاع الحرب، موضحًا: “في ظل الظروف الراهنة، يلجأ الناس للعلاجات التقليدية، إذ أنها توفر الراحة والطمأنينة التي يحتاجونها في هذه الأوقات العصيبة”.

وأضاف: “بعد قصف المركز الذي كنا نعمل به، اضطررنا للعمل من داخل الخيام، وبسبب العجز الكبير في الأدوات توجهنا لاختراع أدوات بسيطة جدًا واستخدمنا المتاح مثل برطمانات (علب) الشوكولاتة، في ظل المصيبة التي أحلت على الناس”.

ولفت إلى تزايد الأمراض للغزيين بسبب اضطرارهم للنوم في الخيام وهي ظروف غير صحية للجسد، وكذلك المشي لمسافات طويلة أثناء رحلات النزوح المتكررة، إلى جانب مشاهدة الأمهات والآباء لأطفالهن الشهداء، أو مكوث عدد من الأشخاص تحت الركام لفترات طويلة، ما أصابهم بالكثير من الأمراض المختلفة.

وأشار إلى أن الإنسان في غزة يعاني من تراكمات وصدمات نفسية وعاطفية، “مثل سقوط المنازل على رؤوس ساكنيها، وكذلك الرعب من الصواريخ والمجازر ما يتسبب إلى تراكم كل ذلك في جسد مضطر إلى أن يستمر في هذه الحياة”.

“أجساد النساء أنهكت”

من جانبها، أشارت المعالجة إيمان جلال الدين إلى أن الظروف التي أجبرت نساء غزة على القيام بأعمال الرجال لأشهر طويلة أنهكت أجسادهن، ما دفعهن إلى البحث عن الطب البديل للاستمرار في هذه الحياة وسط الحرب الضارية.

الطب البديل قطع الخوفة غزة
المعالجة إيمان جلال الدين

وقالت: “تعرض عدد من الأطفال لمشاكل كثيرة بسبب الحرب كالتبول اللا إرادي وثقل في أطرافهم، ما دفع الأمهات للبحث عن علاج لأطفالهن ولأنفسهن لتهدئة الأعصاب واستعادة الراحة”.

وأوضح ناصر الربعي، الذي لجأ إلى الطب البديل، أنه عانى كثيرًا بسبب الانتقال من مكان لآخر حاملًا خيمته على ظهره، ما تسبب له في آلام وظهور علامات انحناء الظهر.

وأضاف: “جئت هنا للقيام بقطع الخوفة وقاموا بتدليك ظهري للتخفيف من الآلام. كنت أعاني من آلام شديدة بسبب الحمل المستمر للأغراض أثناء النزوح، وبعد جلسات العلاج شعرت براحة كبيرة، لم أكن أتوقعها، وساعدني هذا العلاج على تحمل الظروف الصعبة التي نعيشها”.

ورغم أن هذا النوع من العلاج يعد بدائيًا للبعض، إلا أنه أصبح الملاذ الآمن لأهالي غزة للبحث عن الراحة وتحمل أهوال الحرب التي تزداد يومًا بعد يوم.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان