اتهامات لترامب وفانس بتعمد نشر أخبار مضللة عن هاريس

لجأ دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق ومرشح الحزب الجمهوري، إلى ترديد معلومات مضللة عن مواقف كامالا هاريس، نائبة الرئيس ومرشحة الحزب الديمقراطي، من قضايا عدة، خاصة قضايا البيئة والمناخ، بهدف تنفير الناخبين منها، وفقًا لما قاله باحثون لوكالة “فرانس برس”.
واستعرضت الوكالة في تقرير تصريحات ترامب عن حظر للحوم الحمراء ومواقد الغاز الذي قال إن كامالا هاريس تعتزم فرضه، وهو أمر غير موجود، وقال ترامب في 27 يوليو/تموز في تجمع انتخابي في ولاية منيسوتا “دعت كامالا إلى خفض استهلاك اللحوم الحمراء لمكافحة تغير المناخ”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsيستهدف الطبقة المتوسطة والقوة الشرائية.. هاريس تكشف عن ملامح برنامجها الاقتصادي
أول ظهور مشترك لبايدن وهاريس معًا احتفالا بإنجاز اقتصادي وترامب يكيل لها الاتهامات
ترامب: مساحة إسرائيل صغيرة على الخريطة وأفكر كيف يمكن توسيعها (فيديو)
سوف تتخلص من الأبقار
وأضاف ترامب “ستتخلص من جميع الأبقار.. وأعتقد أنه في مرحلة ما، سيلاحقون البشر”، مكررًا نظريات المؤامرة حول “انخفاض عدد السكان” التي تنسب إلى هاريس على حسابات ناشطين ينتمون لليمين الأمريكي في مواقع التواصل.
وردد جاي دي فانس المرشّح لمنصب نائب الرئيس على بطاقة ترامب الكلمات نفسها تقريبًا في 3 أغسطس/آب في أتلانتا، قائلًا إن هاريس “ترغب في أخذ مواقد الغاز خاصتكم، وتريد حتى حرمانكم القدرة على تناول اللحوم الحمراء”.
وأصبحت هذه الادعاءات محط اهتمام عبر منصة “إكس” بتشجيع من المعلقين المحافظين في الولايات المتأرجحة، والحسابات المؤيدة لترامب.

تحريف مواقف الخصم
والواقع أن هاريس لم تعلن أي تعهد مماثل خلال حملتها الانتخابية، فقد استخدمت موقد غاز للطهو، وقالت أمام لجنة بيئية عام 2019 أنها تحب تناول “البرغر بالجبن من وقت لآخر”، على الرغم من دعمها لفكرة تحديث الإرشادات الغذائية.
ويقول إدوارد مايباخ، مدير مركز اتصالات تغير المناخ في جامعة جورج مايسون، إن “التكتيك المعتمد في السياسة يقضي بتحريف مواقف الخصم لجعلها تبدو متطرفة وغير مقبولة، وهذا بالضبط ما يقوم به ترامب وفانس مع مواقف هاريس بشأن العمل المناخي”.
بالإضافة إلى ترديد الأخبار الكاذبة، ينتقد ترامب وفانس مواقف هاريس في قضايا مهمة، مثل تقنيات استخراج النفط والغاز التي تسبب جدلًا واسعًا.
مواجهة التلوث من جانب صناعة النفط
وكانت كامالا هاريس دعت في عام 2019 إلى حظر ممارسات تقوم على التكسير الهيدرولكي لاستخراج النفط، قبل أن تترشح مع جو بايدن للانتخابات الرئاسية عام 2020.
وسعت مؤخرًا إلى تجنب الأسئلة حولها، خصوصًا في ولاية بنسيلفانيا المتأرجحة الحاسمة، حيث يعد استخراج النفط بهذه الطريقة موضوعًا مهمًا.
ويشيد نشطاء المناخ غالبًا بهاريس انطلاقًا من دعوتها إلى ملاحقة شركات النفط عندما كانت تشغل منصب المدعية العامة لولاية كاليفورنيا.
ودفعت إدارة بايدن نحو التحول إلى مجال الطاقة المتجددة عبر إمرار قانون خفض التضخم، وهو أكبر استثمار في الحد من تلوث الكربون في تاريخ الولايات المتحدة.
لكن ترامب عارض التشريع بشدة، وتبنى شعار “احفر يا عزيزي احفر”، تلخيصًا لنهجه الصديق لشركات استخراج النفط والغاز.
وقالت رابطة الناخبين من أجل الحفاظ على البيئة، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن تضخيم حملة ترامب للمعلومات المضللة عن “الحظر الواسع النطاق” يشكّل “تخويفًا سخيفًا”، هدفه تقويض ما أحرز من “تقدم” في الآونة الأخيرة.
وردًا على طلب التعليق للوكالة، لم تتطرق المتحدثة باسم هاريس، لورين هيت، إلى ادعاءات محددة لترامب وفانس، لكنها قالت إن المرشحة الديموقراطية “تركز على مستقبل يتمتع فيه جميع الأمريكيين بهواء نظيف ومياه نظيفة وطاقة موثوقة وبأسعار معقولة”.
ترامب يرفض فكرة الاحتباس الحراري
في الوقت ذاته، رفض ترامب مرارًا وتكرارًا الأخطار الناجمة عن تغير المناخ.
وقال في مقابلة مع الملياردير إيلون ماسك في منتصف أغسطس/آب بثت على موقع “اكس” إن “التهديد الأكبر ليس الاحتباس الحراري، لأن ارتفاع مستوى المحيطات لن يتجاوز ثمن بوصة على مدار الـ400 عام المقبلة”، وكان ماسك، مالك “إكس”، أعلن دعمه لترامب في هذه الانتخابات في يوليو/تموز الماضي.
ولكن بحسب استطلاع أجراه أخيرًا برنامج “يال” للاتصالات حول تغير المناخ، فإن أكثر من ثلث الناخبين المسجلين لا يتفقون مع هذا الرأي، مؤكدين أن الاحتباس الحراري واحد من الموضوعات المهمة التي ستتحكم في اختياراتهم في انتخابات 2024.
ويؤكد مايباخ أن “هذا التكتيك سيأتي بنتائج عكسية لدى الناخبين غير الملتزمين، كون معظمهم قلقين بشأن تغير المناخ”.
ويرى أن “هجوم ترامب وفانس على نائبة الرئيس هاريس بسبب مواقفها من ملف المناخ سيعود عليهما بالضرر ولن يفيدهما”.